
الأفكار، 3 يناير 2010
تحت عنوان (إيران.. انفجار من داخل النظام) استهلت مجلة الأفكار اللبنانية بتشبيه عدد من القنوات الفضائية، إضافة إلى صحيفة أجنبية، كجريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ما يحصل في شوارع العاصمة الإيرانية بعد يوم عاشوراء، وانتشار الدخان واللهب في الأحياء والساحات، بالتظاهرات التي عمت طهران في أواخر عهد الشاه، محمد رضا بهلوي، أواخر عام 1978.
لكن الأفكار رأت أن صورة اليوم في شوارع طهران وشيراز وأصفهان، مختلفة عن صورة الثورة التي دعا لها الخميني من مقره في النجف، ثم من خيمته في ضاحية "ايفيلين" الباريسية، وقد كان لها تحليلها العميق.
لقد كانت ثورة الخميني لتغيير النظام، فيما ثورة الإصلاحيين من داخل النظام، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق، مير حسين موسوي (67 عامًا)، وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني (76 عاما)، الرئيس الإيراني السابق، والقائد الأسبق للقوات المسلحة ورئيس مجلس تشخيص النظام، ومهدي كروبي (73 عاما) رئيس مجلس شورى البرلمان لدورتين.
فالأقطاب الثلاثة موالون لثورة الخميني، ويعترفون بشرعية الولي الفقيه مرشد الثورة السيد على خامنئي، ولكنهم يعترضون على شرعية رئيس الجمهورية، محمود أحمدي نجاد، ويطعنون في الانتخابات التي جاءت به رئيسا للبلاد.
ومن يتابع إذاعة الـ (بي بي سي)، يألف صوت الصحافي الإيراني، ماشاء الله شمس الواعظين، ولا سيما في برنامج "حديث الساعة" الذي يبث في الرابعة من بعد ظهر كل يوم، والذي يحاول الرجل فيه أن يكون موضوعيا، ولا يعتبر أحداث طهران ثورة على النظام، بل يرى فيه احتجاجا على سياسة القمع التي يمارسها الرئيس محمود أحمدي نجاد، عبر ما يسمى بالحرس الثوري (الباسندران) والقوات الخاصة (الباسيج).
تقول المعلومات إن مرشد الثورة يرفض أن يتراجع ولو كلفه الموقف حياته، كما اتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد الإصلاحيين بأنهم يستجيبون لمخطط "وضعه الصهاينة والأمريكيون". ورغم ذلك تؤكد المجلة أن البحث عن حلول وسط مع الإصلاحيين لم يتوقف بعد.
البحث عن حلول وسط لم يتوقف، بدليل أن نائب مجلس شورى البرلمان، على مطّهري، ابن المفكر الراحل آية الله مرتضى مطّهري، وصهر رئيس البرلمان على لاريجاني، تقدم في سياق الحلول بعرض يتألف من سبع مواد، ترتكز على أن يعترف زعماء الإصلاح بشرعية الرئيس محمود أحمدي نجاد، والكف عن التعامل مع الانتخابات الرئاسية كانتخابات مزورة، مقابل أن يترف الرئيس نجاد بأخطائه ويسحب الاتهامات التي وجهها إلى الإصلاحيين، ولا سيما رفسنجاني وخاتمي وكروبي، خلال حملته الانتخابية، وأن يسمح للجميع بالتعبير عن آرائهم، والتراجع عن قرارات إغلاق بعض الصحف، وأن يرتدع المسئولون الأمنيون عن اتهام الإصلاحيين بالعمالة للخارج، ومحاولة إشعال "ثورة مخملية" لإسقاط النظام، إضافة إلى إخلاء سبيل المعتقلين السياسيين، وتحويل مسئولي سجن "كهريزك" (منطقة فقيرة في طهران) إلى التحقيق؛ بسبب ما ارتكبوه من انتهاكات.
وأكثر من ذلك طلب علي مطّهري أن يتولى رئيس مجلس القضاء الإيراني آية الله صادق لاريجاني محاكمة المتطرفين الذين جرو البلاد إلى هذه الحالة الأمنية المتفاقمة، بعدما سقط باعتراف التلفزيون الرسمي الإيراني ثمانية قتلى، وإن كانت وزارة الإعلام أو الإرشاد قد تحدثت عن سقوط خمسة عشر قتيلا، بينهم على موسوي حبيبي، ابن شقيقة رئيس الوزراء السابق، زعيم المعارضة مير حسين موسوي.
No comments:
Post a Comment