برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Monday, January 4, 2010

الهجوم الكبير وتداعياته المحتملة


المشاهد السياسي، 13-19 ديسمبر 2009

مع بدايات الشهر الجاري سربت بعض وسائل الإعلام الفرنسية المقربة من قصر الإليزيه معلومات تفيد بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استدعى مستشاريه، وعددا من الخبراء والمختصين بالملف الإيراني والشؤون الاستراتيجية، واستوضحهم التداعيات المحتملة لحرب إسرائيلية على إيران يمكن أن تشمل غزّة وجنوب لبنان. ماذا في السيناريو، ولماذا الآن؟
حول (الهجوم الكبير وتداعياته المحتملة)، كتبت مجلة "المشاهد السياسي".

القصة ليست جديدة بالطبع، لكن الجديد فيها هو أن تقارير المخابرات الفرنسية تتحدث عن هجوم متوقع حدوثه خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، وعن رد إيراني واسع، وعن تلوث إشعاعي يمكن أن يضرب عددا من دول الخليج، يعقبه بفاصل زمني قصير هجوم إسرائيلي واسع على معاقل "حماس" و"حزب الله"، من أجل تعطيل قدرات الحركة والحزب وإعادة خلط أوراق المنطقة قبل مفاوضات السلام المقبلة.
الباحث الفلسطيني في الشؤون الأمنية والاستراتيجية الدكتور سمير قديح توقف قبل أيام عند هذه التقديرات، وربطها بالتصريحات الأخيرة لعدد من القادة العسكريين الإسرائيليين، ومجموعة تقارير فرنسية تشير إلى "سيناريوهات سوداء" سوف تعقب الضربة، أبرزها يتوقع إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يشحن عبره ٣٠ في المئة من نفط العالم، الأمر الذي يتسبب فورا في ارتفاع أسعار النفط وبأزمة نفط عالمية تربك الاقتصاد العالمي. السيناريو الثاني يتحدث عن احتمال أن تشعل إيران الآبار النفطية في دول الخليج القريبة، الأمر الذي يفاقم الأزمة. والسيناريو الثالث، وفاق مصادر قصر الإليزيه، حصول موجة تفجيرات داخل العواصم الغربية التي حرضت إسرائيل على الضربة، خصوصا في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، مع احتمال اشتعال جبهة غزة وجبهة جنوب لبنان، وتحرك القوى الشيعية العراقية ضد القوات الأميركية في العراق، مع احتمال أن ترد إيران على عبور المقاتلات الإسرائيلية في أجواء العراق على المئة وثلاثين ألف جندي أميركي الموجودين في العراق.

وفي قراءة الخبير الفلسطيني ما يشير إلى أن واشنطن تسعى إلى تأخير الضربة الإسرائيلية إلى بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، لكن الخبراء الإسرائيليين يعتبرون هذا الانتظار قاتلا، لأن معلومات استخبارية إسرائيلية وأخرى غربية تتقاطع على أن إيران سوف توظف الأشهر الستة المقبلة لامتلاك كمية كافية من اليورانيوم تكفي لصنع أول قنبلة إيرانية، وبعدها سيكون الحديث عن ضرب إيران ضربا من الجنون.

يستند الباحث إلى مصدر ديبلوماسي غربي يؤكد أن إسرائيل لن تكتفي بقصف المواقع الإيرانية النووية وقواعد الصواريخ الإيرانية، وإنما سوف تقصف كذلك مصافي النفط، من أجل شل الاقتصاد الإيراني ومنع تمويل حرب استنزاف إيرانية. ثم إن إسرائيل تحسب أن إيران التي أطلقت أخيرا قمرا صناعيا للاتصالات سوف تكون قادرة على قصف مواقع إسرائيلية بصورة مباشرة، لأن صواريخ "حزب الله" قد لا تكون كافية لردع إسرائيل.
هذه المعلومات تتقاطع مع تقارير أميركية سُربت إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل ستة أشهر، تتحدث عن ٩٠ طائرة مقاتلة إسرائيلية سوف تعبر الأجواء في محاذاة الحدود السورية ـ التركية، تواكبها طائرات الوقود لتواصل طريقها في اتجاه شمال العراق، ومن هناك إلى إيران لتسقط قنابل زنة ٢ طن، وأخرى تزن ٢٢٥٠ كلج على المنشآت النووية الإيرانية، مدعومة بحوالي ٤٢ صاروخ "أرض ـ أرض" من طراز "جريكو" تنطلق من الأراضي الإسرائيلية لتصيب أهدافها في إيران بدقة كبيرة أو هكذا يفترض، وإذا ما تم تدمير المفاعل النووي في "بوشهر" فإن آلاف الناس في منطقة الخليج سيلقون حتفهم جراء تعرضهم للإشعاع، إضافة إلى أعداد كبيرة ستعاني أمراض السرطان، وذلك حسب ما ورد في تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن حول ما سماه بالسيناريو الكامل للهجوم الإسرائيلي المفترض على إيران والذي توقع بأن حدوثه لن يتجاوز نهاية العام الحالي.

No comments: