برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, January 8, 2010

الاحتباس الحراري يهدد استقرار الشرق الأوسط


المجلة، 25 ديسمبر 2009 – 2 يناير 2010

حذرت مجلة "المجلة" من أن تغير المناخ يهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط على المدى المتوسط بصورة أكبر من أشكال التطرف العنيف أو الحكومات المستبدة، بداية من نشوب الحروب بسبب تداعى إمدادات المياه، إلى انقراض الثروة السمكية الساحلية ونهاية مجالات معينة مثل الزراعة والسياحة. وهو السيناريو الذي يطرح تحديات وفرصًا أمام المنطقة على حد سواء، ولكن ينبغي استغلال الفرص في حينها، وإلا ربما تصبح التحديات مستعصية على الحل.
حول هذا الموضوع كتب باتريك لوفران تحت عنوان (الاحتباس الحراري يهدد استقرار الشرق الأوسط).

حتى الآن كان الصراع المسلح في الشرق الأوسط المرتبط على وجه التحديد بإمدادات المياه واضحًا، إلى حد كبير، نتيجة غياب المياه. ولكن احتمال الحرب موجود بالتأكيد، كما هو واضح في غيره من المناطق المعرضة للجفاف، مثل كينيا، حيث قتل أكثر من 300 شخص هذا العام نتيجة نزاعات حول المياه بعد ثلاث سنوات من الجفاف المستمر.
وسوف يؤثر ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات هطول الأمطار، ليس فقط على الأفراد، ولكن على نطاق أوسع من الإمدادات الغذائية والاقتصاد أيضًا، حيث تشهد الأنشطة الكبرى مثل الزراعة كميات أمطار متناقصة. وتواجه الصناعات مثل صيد الأسماك والسياحة تهديدات أيضا. وتعد البحار والمناطق الساحلية في منطقة الشرق الأوسط غنية بالشعاب المرجانية. وتعتبر هذه الشعاب موطنًا ومصدر غذاء على حد سواء للكثير من الأسماك في البحر الأحمر والخليج العربي وبحر العرب، وأجزاء من منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما أنها تجلب السياحة المربحة في صورة غواصين يحرصون على استكشاف التنوع البيولوجي على السواحل. ولكن يهدد تغير المناخ الشعاب المرجانية والأسماك. وبينما يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، يزداد امتصاص الغاز في البحار والمحيطات. ويتحلل ثاني أكسيد الكربون في مياه البحار ليكون حمض الكربونيك الذي يضر بشكل خطير بحياة النبات والحيوان في البحار، خصوصًا الشعاب المرجانية.

توضح المجلة أكثر فتقول: بالطبع تستغرق الشعاب المرجانية عقودًا عديدة لتنمو، وبدونها لن يكتب لأجيال من الأسماك البقاء، وسوف يؤدى هذا، على الأرجح، إلى فناء الكثير من الأسماك، وحدوث انقراض للعديد من أنواعها. إذن ربما تصبح بحار منطقة الشرق الأوسط ذات كثافة منخفضة جدًا من الحياة النباتية والحيوانية، وهذا يعني ليس فقط نهاية صناعتي الصيد والسياحة المربحتين، ولكن أيضًا نهاية الأسماك التي يعتمد عليها كثير من الناس في المنطقة كوجبة يومية.
وفي الختام استشهدت المجلة بتحذير شديد اللهجة أطلقه مدير منظمة "أصدقاء الأرض"، ذكر فيه أن
"جميع النماذج العلمية تشير إلى أن المنطقة سوف تقل بها الأمطار جدًا؛ ويعنى هذا كميات أقل من المياه في طبقات المياه الجوفية والأنهار والبحيرات".


وجَّه الأردني منقذ مهيار، مدير منظمة "أصدقاء الأرض" تحذيرًا شديدًا قال فيه "إذا لم تجلس دول الشرق الأوسط لإعادة التفاوض على المياه، سنكون متجهين نحو أزمة. ولكن سيظل الماء دائمًا قضية يمكن أن تجمع بين الناس بدلًا من أن تفرقهم، إنها نقطة التقاء للناس في الشرق الأوسط في وقتنا هذا.
وليس على الشرق الأوسط التحضير للتهديدات التي يشكلها تغير المناخ فحسب، بل يمكن أن تستفيد المنطقة من الحلول المحتملة. وفي حين لا تمتلك المنطقة كميات كبيرة من موارد طبيعية محددة للمياه، مثل الغابات المطيرة المحمية، والتي يمكن استخدامها للحصول على التصاريح التي تمنح حاملها حق انبعاث واحد طن من ثاني أكسيد الكربون، فإن المنطقة لديها ميزة انخفاض انبعاث الكربون نسبيًا على النطاق العالمي. وبالتالي، فإنها لا تواجه تحديات ضخمة في خفض الانبعاثات الكربونية. وتتوفر للمنطقة أيضًا أنواع أخرى من الموارد يمكن تحويلها إلى ربح في عصر انعدام الكربون.
في الواقع، ومع صدور التقارير الأخيرة عن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني بأن العقد الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق، وإعلان مكتب الأرصاد الجوية العالمي أن عام 2009، سوف يكون واحدًا من أكثر عشر سنوات حرارة تم تسجيلها على الإطلاق، ومع تسجيل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.44 درجة مئوية في المتوسط على المدى الطويل، سيصبح قريبًا من الصعب على سكان الشرق الأوسط أن ينسوا أن الحرارة تشتد الآن بالفعل.

No comments: