برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Monday, May 18, 2009

فصائل مهددة بالانقراض



تايم، 18 مايو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي

ليس هناك رجل أشأمَ على قومه من جورج بوش الابن على حزبه الجمهوري؛ ذلك أنه خلَّف وصمة عار لا تزال تلاحق الحزب حتى اليوم، بل دشن لمرحلة تدهور لم تنته حلقاتها حتى اللحظة وقد ذهبت مجلة تايم الأمريكية إلى ما هو أبعد من ذلك، حين رأت أن الحزب معرَّض للانقراض يشم الجمهوريون هذه الأيام شذا اليأس الذي يداعب أنوف الفصائل المهددة بالانقراض؛ فبعد خسارتهم الأغلبية في الكونجرس، ثم موطئ قدمهم داخل البيت الأبيض، توالت خسائرهم بعدما قرر "ارلين سبيكتر" عضو مجلس الشيوخ ترك الحزب الجمهوري والانتقال إلى صفوف الحزب الديمقراطي وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ربع الناخبين فقط هم من يعتبرون أنفسهم جمهوريين؛ ذلك أن المستقلين يميلون لكفة الديمقراطيين، كما أن خمس ولايات فقط هي التي تعتبر ذات شعبية جمهورية عريضة. كما أن رقعة الناخبين تصبح مع مرور الوقت أقل في أوساط البيض والقرويين والنصرانيين، وباختصار.. تتضائل المساحة الجغرافية للناخبين الجمهوريين أما مسئولو الحزب الجمهوري الذين حكموا واشنطن طيلة 3 سنوات خَلت فيتعهدون بـ (استرجاع مكانتنا كحزب وطني)، ويشكلون مجموعات لإحياء علامتهم التجارية، في الوقت الذي ينشر فيه الديمقراطيون كتبًا مثل (كيف سيحكم الديمقراطيون الجيل القادم). وقد وصف مدير حملة جون ماكين الانتخابية مؤخرًا حزبه (الجمهوري) بأنه مندثر تمامًا في الساحل الغربي، وإلى حد ما في الجنوب الشرقي ومعرَّض للخطر في الغرب والجنوب الغربي. فهل حقًا سينقرض الجمهوريون؟ وهل يمكن لمسيرة الموت أن تتوقف؟ وتكمن المشكلة في أن أفكار الحزب المتعلقة بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية وكل ما سواهما لا تحظى بالشعبية؛ لأنها أفكار محافظة بإفراط، ومنحوسة، لارتباطها في الأذهان بجورج بوش فاقد الشعبية، الذي أسهم في خفض أسهم حزبه بشكل خطير. كما أنَّ تركيز اهتمام الحزب الشديد بالتقشف على أعتاب كسادٍ جديد لا يبدو مناسبًا للمزاج القومي، بالإضافة لكونه نفاقًا مخزيًا، مقارنة بتاريخ الحزب من الإسراف، فضلًا عن تأييدهم المستمر لتقليل الضرائب الذي يؤدي لعجز مالي في أوقات الأزمات.

الخوف والأنفلونزا



نيوزويك، 12 مايو 2009

كيف ينتقل فيروس من الخنازير والطيور إلى البشر في أنحاء العالم؟ ولماذا تتفاقم مخاطر جراثيم مثل إنفلونزا أتش 1 أن 1 بهذه الصورة المرعبة؟ سؤالان طرحهتما مجلة نيوزيوك في مستهل موضوع غلافها الأخير، والذي جاء تحت عنوان (الخوف والأنفلونزا)، للكاتبة "لوري جاريت"، الحاصلة على جائزة "بوليتزر"، والتي تعتبر من كبار الأعضاء المختصين بالصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية، وهي مؤلِّفَة كتابيْ (الوباء القادم: أمراض جديدة في عالم مختل التوازن)، و(فقدان الثقة: انهيار نظام الصحة العامة العالمي). إليكم الوضع إذن.لدينا فيروس جديد في العالم يبدو أنه مُعْدٍ جدًا بين البشر، وربما بين الخنازير والبشر. ولا يزال هذا الفيروس يتطور وينتشر، ومساره النهائي غير واضح إلى الآن. بل ما زلنا نجهل مدى فتك الفيروس: في حين أن المكسيك تمكنت من إحصاء عدد القتلى والمصابين بفيروس أتش 1 أن 1 الذين توجَّبَ إدخالهم إلى المستشفيات، لا يمكنها أن تحدد عدد المكسيكيين الذين أصيبوا بالفيروس منذ أن بدأ بالانتشار هناك في أواخر مارس. القول مثلا: إن 150 شخصا من أصل 10 ملايين مصاب توفوا، يؤدي إلى معدل وفيات مشابه لما نراه في حالات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية العادية. هناك فيروس بشري آخر من نوع أتش 1 أن 1 مشابه جدًّا لإنفلونزا الخنازير، ينتشر في العالم. ومع أنه واسع الانتشار، فهو ليس فتّاكًا بشكل غير اعتيادي. ففي العام الماضي، اكتسب هذا الفيروس مناعة ضد دواء تاميفلو. وسيكون من المقلق جدا أن يختلط الفيروس البشري أتش 1 أن 1 الذي انتشر عام 2008 بالفيروس البشري الخنزيري الجديد، مما قد يجعلنا نواجه وباء إنفلونزا أكثر مقاومة للعقاقير، ولا يمكن علاجه إلا بواسطة دواء ريلينزا الذي يتم استنشاقه بواسطة منشاق.وثمة وباءٌ ثالث أقدم منتشر بين الدواجن، ويصيب البشر أحيانًا، يتضمن فيروس أتش 5 أن 1. هذا الوباء منتشر منذ مدة طويلة، بحيث إن الفيروس تطور بأشكال مختلفة، بما فيها أشكال مقاومة للعقاقير.وترى المجلة أن المشكلة الكبرى تكمن في أننا نعيش في عالم معولم، ممتلئ بالتهديدات الجرثومية المشتركة التي تنشأ في مكان ما، وتتفاقم في مكان آخر من خلال النشاطات البشرية التي تساعد وتشجع تكاثر الجراثيم، ومن ثم تنتشر عبر مساحات جغرافية شاسعة في غضون أيام أو حتى ساعات، والسبب يعود من جديد إلى النشاطات والتحركات البشرية. وإن كان لا بد من إلقاء اللوم، فيجب توجيهه إلى الجنس البشري والطرق التي يغيِّر بها البيئة العالمية، موفرًا للجراثيم ـ مثل فيروس الإنفلونزا ـ فرصا جديدة ومهمة للتطور والتحول والانتشار.لحسن المقادير أن المكسيك أظهرت للعالم كيف يمكن لدولة مسؤولة أن تواجه وباء محتملا؛ فمن خلال التحرك بسرعة لإقفال المدارس وأماكن الترفيه والتجمعات الاجتماعية، تواجه المكسيك - التي يعاني اقتصادها أصلا من أزمة حادة - عواقب مالية وخيمة. لكن خطواتها الجذرية قد تنقذ أرواح المكسيكيين، وتبطئ انتشار وباء عام 2009. من هذه الناحية، يدين العالم للمكسيك بشكر كبير.وعلى حكومات العالم أن تُولي انتباها لردة فعل المكسيك، وأن تتعلم منها. وتعيد الحكومات في كل أنحاء آسيا، استعمال أجهزة مراقبة الحرارة القديمة التي استعانت بها خلال انتشار وباء متلازمة ضيق التنفس الحاد (سارس)، من أجل فحص الناس بحثا عن أدلة على إصابتهم بالحمى. هذا كان فعالا ضد انتشار وباء سارس، لأن فيروس سارس كان يُعدي فقط عندما يكون الناس مصابين بالحمى. لكن هذا لا ينطبق على الإنفلونزا، التي يمكن أن تكون مُعدية جدًا قبل أن يبدي المصاب أي أعراض، ناهيك عن إصابته بحمى.لاتخاذ إجراءات أذكى فيما يتعلق بالخنازير، ينبغي النظر إلى البيئة الغريبة التي خلقناها لتوفير اللحوم للأعداد الهائلة من البشر. إنه عالم غريب، حيث يتم وضع مليارات الحيوانات في أمكنة ضيقة، ويتم نقل المواشي، بهدف التناسل، إلى مزارع في كل أنحاء العالم، وتعريض العمال المهاجرين الذين يتقاضون أجورًا زهيدة لعدوى الحيوانات المصابة. وسوف يزداد الأمر سوءا، عندما ترتقي الشعوب التي كانت فقيرة في الهند والصين إلى الطبقة الوسطى. عام 1980، كان استهلاك اللحوم للفرد الواحد في الصين يبلغ نحو 44 رطلا في السنة.. اليوم، أصبح يتجاوز الـ 110 أرطال. وعام 1983، كان العالم يستهلك 152 مليون طن من اللحوم سنويا. وبحلول عام 1997، ارتفع الاستهلاك إلى 233 مليون طن. وتقدر منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2020، قد يفوق الاستهلاك العالمي من لحوم الخنزير والدجاج والأبقار والأسماك التي تربى في مزارع الـ 386 مليون طن.هذه بيئة تولّد الإنفلونزا في قطاعي تربية الخنازير والدجاج. إنها بيئة تشجع تطور الفيروسات. وإذا لم نتخذ خطوات لمعالجة ذلك، فإن هذه البيئة ستؤدي يوما ما إلى وباء خطرُه أسوأ بكثير من وباء عام 1918.

ما بعد الركود العظيم



نيويورك تايمز، 3- 10 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي

في حوارهما الثالث حول الأزمة الاقتصادية، التقى المعلق "ديفيد ليونهارت" في صحيفة "نيويورك تايمز" بالرئيس باراك أوباما داخل البيت الأبيض، فكان أبرز ما تحدث عنه أوباما يعكس ثقة كبيرة في النفس، وأملًا عريضًا في إمكانية التغيير، رغم تقليل الكثيرين من شأن الشعار الذي رفعه الرجل خلال حملته الانتخابية. في الرابع عشر من أبريل الماضي أدلى الرئيس أوباما بخطابٍ في جامعة جورج تاون، في محاولة لتوضيح سبب تناوله للعديد من القضايا الاقتصادية في وقت مبكر من توليه السلطة. وتناقش حول حاجة البلاد لكسر الدائرة التي تدور فيها، مؤكدًا ضرورة تدشين قاعدة اقتصادية جديدة للبلاد. هذه القاعدة ترتكز على مدارس أفضل، وطاقة بديلة، ورعاية صحية معقولة الثمن، وتنظيم أكثر لوول ستريت. في عصر هذا اليوم (وقبل وقت قليل من تقديم عائلة أوباما لكلبهم الجديد "بو") جلستُ مع الرئيس لنتحاور كيف يمكن لبرنامجه أن يغير الحياة اليومية لهذه البلاد. ولم يكن أحد من مستشاري الرئيس الاقتصاديين حاضرًا هذا الحوار الذي استغرق 50 دقيقة، ومع سخونة الحوار بدأ أوباما يتحدث بمصطلحاته الخاصة، قائلا: لديّ ثقة عارمة في أن نتأمل خياراتنا ونختار أفضلها. وهذا لا يعني أن كل اختياراتنا ستكون صحيحة، بل ستعمل بالطريقة التي أردناها أن تعمل بها. إلا أنني أستيقظ من نومي في الصباح وأذهب لسريري في المساء وأنا أشعر بأن الاتجاه الذي نحاول تحريك الاقتصاد صوبه هو الاتجاه الصحيح، وأن القرار الذي اتخذناه كان ذا مغزى.

أخبار جيدة وأخرى سيئة


بزنس وورلد، 11 مايو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي

أخبار جيدة وأخرى سيئة في عالم الاقتصاد والمال، سلطت عليها الضوء مجلة بزنس وورلد، لكنها كانت إلى التفاؤل أقرب، شريطة أن تُبقيَ عينيك مفتوحتين على هذه الإشارات القادمة، لتتمكن من اجتياز انخفاض النشاط التجاري والاقتصادي خلال الشهور الستة المقبلة.قَدِم الربيع، وأصبح استخدام الكناية الموسمية منتشرًا. فقد قال بن بيرنيك، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي: إن بعض "التصويبات المفعمة بالحياة" كانت واضحة في الاقتصاد الأمريكي. كما استخدم الرئيس باراك أوباما عبارة "وميض أمل"، في لقاء قريب مع وسائل الإعلام في مومباي. أما الملياردير هنري كرافيس، أحد مؤسسي شركة كوهلبيرج كرافيس روبرتس، فقال: إن هناك "شعاعًا من إشراق".لكن الأرقام قاسية، فقد قالت دائرة التجارة الأمريكية: إن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بلغ 6,1% في الربع الأول من العام 2009. وقال بنك الاحتياط الهندي في بيانه السنوي الصادر بتاريخ 21 أبريل الماضي: إن نمو الناتج المحلي الإجمالي الهندي للسنة المالية 2009 سيقترب من 6%، مستشهدًا بتقديرات المنظمة المركزية للإحصاء.وتقول وجهة النظر الاقتصادية العالمية التي يتبناها صندوق النقد الدولي: إن النمو العالمي سيتخطى حاجز الواحد بالمائة خلال العام 2009. وربما أضحى مستويًا في العام 2010.حتى في الهند، أتت أخبار بقية العام غير مشجعة؛ فهناك قصص أكثر حول انخفاض المبيعات، وتقليل التكلفة، والكفاية، وتحسُّن الإنتاجية.فأين هي إشارات الأمل في قفز الاقتصاد إلى الوراء؟مع مرور السنوات، ظهرت بعض الدلائل التي تشير إلى التجديد، بعضها يمكن الاعتماد عليه أكثر من غيرها. وهذا قد يعتبر تكهُّنًا بأن الأفضل قادم.

Thursday, May 7, 2009

لحظة الليبرالية


ذا نيو ريبابلك، 24 أبريل – 6 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


هل أوباما ليبرالي؟ وهل تتسم أفكاره بالاعتدال؟ سؤالان طرحهما "فرانكلين فوير" و "ناعوم شيبر" في موضوعٍ تحت عنوان (لحظة الليبرالية) نشرته مجلة ذا نيو ريبابلك في عددها الأخير.
ورغم أن أوباما ينزعج من هذه المصطلحات الأيدلوجية، ويكره أن يُحتجَز بين أسوارها، فإنه لا يُعارض مدلولاتها.
يتمتع باراك أوباما بعقلية منظمة وتحليلية وواسعة الاطلاع، تجعل من دراسته للأفكار أمرًا طبيعيًا. لكنه كان ينزعج دائمًا من وصفه بالمصطلحات الأيدلوجية، كالتحرر مثلا. لذلك كان أوباما -خلال حملته الانتخابية- يسخر من الذين يصفونه بذلك، ويقول: ليس هناك تحرر في رغبتك التأكد من أن جنودنا يعاملون بطريقة ملائمة حينما يعودون لوطنهم.
لكن حينما تنظر لملخص سياسات أوباما، ستتبدى لك خارطة فلسفته المميزة، فالرجل ليست لديه نية لتغيير طبيعة الرأسمالية الأمريكية. كما أن برنامجه -في الواقع – نجح في صناعة بعض الافتراضات الكبرى، وربما مستقبلا في إيجاد طرق أكثر مباشرة للتوصل إلى رعاية صحية عالمية، أو نظام مصرفي قادر على الوفاء بالديون.
لقد تلمَّس أباما بنجاح طريقه باتجاه نشاط ليبرالي يسهل تسويقه في هذه البلاد، وبين مجموعة المصالح السياسية في واشنطن.

حجب الشمس


نيوزويك، 5 مايو 2005


فيما تزداد التوقعات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة تشاؤما، ينظر العلماء بشكل جدي إلى فكرة كانت تعتبر جنونية في الماضي، وهي: إعادة هندسة المناخ. حول هذه الأفكار الغير تقليدية، تحدثت مجلة نيوزويك هذا الأسبوع.
أطلق الثوران المفاجئ لبُركان "بيناتوبو" في 15 يونيو عام 1991 عمودا هائلا من الرماد إلى السماء، حاجبا الشمس، ورغم أنه تسبب في مقتل المئات، إلا أنه كشف عن طريقة لإنقاذ البشرية من كارثة مناخية محتملة.ذلك أن الـ20 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت المنبعثة من البركان ارتفعت من الفلبين إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي، مغلِّفة الكوكب بضباب عكس جزءا من حرارة الشمس نحو الفضاء. وخلال السنوات العديدة التالية، لاحظ علماء الطقس بذهول، أن هذا الضباب خفض حرارة الأرض بمعدل نصف درجة مئوية، مما أعاد عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بالاحتباس الحراري. أما في القرن الذي سبق ثوران بيناتوبو، فكانت الغازات الدفيئة التي أطلقتها القطاعات الصناعية البشرية قد ساهمت في زيادة حرارة الأرض درجة واحدة.ولا يتطلب الأمر سوى حسابات بسيطة للاستنتاج أنه يمكن القيام بشكل اصطناعي بما قام به البركان بشكل طبيعي. نشر ثاني أكسيد الكبريت بشكل دقيق في الطبقة العليا من الغلاف الجوي، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال إطلاق الغاز من الصواريخ، أو رشه بواسطة طائرات تحلق على ارتفاع شاهق، أو إطلاقه من مدخنة كبيرة، سيكون له تأثير شبه فوري على الحرارة. وستكون كلفته أقل بألف مرة من البدائل الأكثر تفاؤلا للحد من الانبعاثات. وقد بدأت مجموعة صغيرة من العلماء بدراسة كيفية تنفيذ هذا النوع من الهندسة المناخية، بأكثر الطرق فعالية، وبأقل قدر من التأثيرات الجانبية.وخلال العقدين الماضيين، بدأت الهندسة المناخية تتضمن وسائل إضافية لإصلاح المناخ، بما فيها تعديلات جديدة على تأثير بركان بيناتوبو، باستخدام ثاني أكسيد الكبريت أو مواد أخرى، بهدف عكس أشعة الشمس نحو الفضاء الخارجي. كما يمكن وضع مجموعة من المرايا في مدار الأرض، مما قد يحجب أشعة الشمس عن الأرض، لكن كلفة ذلك قد تؤدي إلى إفلاس الكوكب.
وبين كل الغموض المحيط بالتغير المناخي، هناك أمر واحد أصبح جليا: وهو أن الكربون يبقى في الجو لفترة زمنية طويلة قد تصل إلى ألف سنة، مستمرا في زيادة حرارة الكوكب مهما كانت تخفيضات الانبعاثات جذرية في المستقبل. لذا يكتسب حلم الهندسة المناخية طابعا أكثر إلحاحا: وهو يقضي بتغيير المناخ بوسائل اصطناعية، إما من خلال شفط الكربون من الهواء أو تبريد الهواء بواسطة أحجبة تعكس أشعة الشمس.
وتقول المجلة: إن علم الهندسة المناخية بقي على هامش السياسات المناخية حتى وقت ليس بعيدا. فالخبراء كانوا يستهزئون بأفكاره، معتبرين إياه علما جنونيا، ومعبِّرين عن خوفهم من أن يقوض الحملة للحد من انبعاثات الكربون. متعللين بأن الناس لن يقوموا بتضحيات كبيرة لمكافحة الاحتباس الحراري، إن كان لديهم انطباع بأنه يمكن إزالة التهديد بحيلة هندسية سهلة. فضلا عن ذلك، فإن فكرة الهندسة المناخية بحد ذاتها تخيف الناس.
أضف إلى ذلك ما شهده القرن الـ20 من جهود أقلَّ طموحا لإعادة هندسة الأرض؛ من خلال تحويل مجرى الأنهار مثلا، الأمر الذي أدى إلى نتائج كارثية.
لكن الآن، بدأ الكثير من العلماء يأخذون الهندسة المناخية على محمل الجد، وإن كان ذلك فقط بدافع اليأس. ومع ازدياد عدد خبراء المناخ الذين يعتقدون أن المعدلات الحالية حتى من التلوث بسبب الكربون ترفع حرارة الأرض بشكل أسرع مما كان يُعتقد في الماضي، لم يعد بالإمكان تجاهل الأسباب التي تدعو لتطوير خطة طوارئ لإنقاذ الأرض. وقد أيد "بول كروتزن" و"توماس شيلينغ" الفائزان بجائزة نوبل الحاجة إلى خطة لهندسة المناخ. وبدأت الجمعية الملكية البريطانية بدراسة الخيارات. ودعت الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم إلى مؤتمر تمت فيه مناقشة الهندسة المناخية، وحددت موعدا لعقد اجتماع في يونيو للبحث في التفاصيل المتبقية. وفي هذا يقول مايكل أوبنهايمر، عالم المناخ في جامعة برينستون: "لم يتم إدراجها على جداول الأعمال السياسية بعد، لكن العلماء بدؤوا يتكلمون عنها على أنها خيار".
لكن النقَّاد يقولون: إن الهندسة المناخية ستتسبَّبُ بالكثير من التأثيرات الجانبية السلبية. فأحد مساوئ ثاني أكسيد الكبريت هو أنه يدمر طبقة الأوزون، مما يعرِّض الناس في نصف الكرة الجنوبي إلى الأشعة فوق البنفسجية القاتلة. لكنّ هناك اختلافًا في الآراء بشأن مدى حدة هذا الضرر. وقد زاد بركان بيناتوبو من حجم ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي بنسبة ضئيلة جدا، لكن بعض الدراسات تشير إلى أن إطلاق كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت قد يزيد من حجم ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي، وربما يتسبب أيضا بثقب فوق القطب الشمالي. وإحدى الطرق لتفادي هذه المشكلة تقضي بتطبيق الحل ببطء؛ بمعنى إطلاق القليل من ثاني أكسيد الكبريت، ودراسة كيفية تجاوب المناخ، ثم إطلاق المزيد بعد ذلك. فإن لحِقَ ضرر كبير بطبقة الأوزون، يمكن إيقاف التجربة وسيتبدد ثاني أكسيد الكبريت بسرعة.أما التأثير الجانبي الأكثر ضررا قد يكون سياسيا؛ فالنجاح في تخفيض الحرارة، أو حتى المعرفة بأن العلماء قادرون على ذلك، قد يحُدُّ من الإرادة السياسية لتخفيض الانبعاثات المكلفة. قد تكون فكرة هندسة المناخ مخيفة، لكن قد يستحيل تجنبها أيضا، ولهذا السبب حري بصانعي السياسات أن يبدؤوا بالتفكير في المسألة الآن. إن تسارعت وتيرة الاحتباس الحراري في السنوات المقبلة، ستبدو أي فكرة تهدف إلى وضع حد له أفضل من البديل.

الأنفلونزا.. كل ما تريد معرفته


نيو ستيتس مان، 30 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


لأن المجهول لا يمكن محاربته؛ كانت النصيحة الأهم في مواجهة الأعداء أن تعرفهم وتتقن طرائق هجومهم. ومن هذا المنطلق وفَّرت مجلة "نيو ستيتس مان" البريطانية من خلال موضوع غلافها الأخير بعض المعلومات حول فيروس "اتش 1 ان 1" الذي قد يتسبب بجائحة عالمية. والفيروس الجديد عبارة عن تركيبة غير مسبوقة من سلالات فيروسية للخنازير والطيور والبشر تنتقل عدواه بين الجنس الأخير، ويبدو أنه يصيب الشباب خصوصًا، من غير أن يُعرف مصدره المحدد. وكي يتمكن فيروس الأنفلونزا من الانتشار بسهولة بين البشر يجب أن يتخذ طابعا بشريا أي "أن يتمكن من الالتصاق بسهولة على الشعب الهوائية العليا، وأن يتكاثر بفاعلية في الجسم وأن يتمكن لاحقا من الخروج منه".
لا تكن متشككًا، فالناس في بريطانيا سيموتون بسبب أنفلونزا الخنازير المكسيكية، وسيكون هناك ضحايا تقدر أعدادهم ببضعة ملايين حول العالم. لكن ذلك ليس تكرارًا لوباء عام 1918، بل يختلف عنه تمامًا.
وينتقل فيروس الأنفلونزا كجسيمات بالغة الصغر تحمل المادة الوراثية الـRNA (الحامض النووي الريبوزي) التي تحتوي على 8 جينات، ويحيط بها غشاء داخلي من البروتين. ولإنتاج جزيئات فيروسيية جديدة تحتاج الجراثيم لدخول خلايا حية (وغالبًا مايحدث ذلك عن طريق التنفس) ومهاجمة آلياتها الجينية. وفي النهاية تتدفق جموع الفيروسات المتطابقة من الخلية، وتدمرها. وحينما يحاول الجسد مهاجمة الفيروس قد يتسبب ذلك في أضرار أكبر. وبإمكان الفيروسات البكتيرية إتلاف هذا النسيج التنفسي، ما يتسبب في موتنا.
ويتمتع فيروس الأنفلونزا بطيف من الحيل جعل من الصعوبة علينا أن نتحكم فيه. كما أننا لا يمكننا الحديث عن فيروس واحد، لأن هناك حشد كبير من الفيروسات. فمصطلحات (إتش فايف إن وان) و (إتش وان إن وان) وغيرها تشير إلى جزيئات صغيرة على سطح الفيروس تتحكم في قدرتها على الدخول إلى الخلية المستضيفة والخروج منها. ويقوم جهازنا المناعي بالتعرف على هذه الجسيمات، وبإمكانه – في الوقت المناسب- إنتاج أجسام مضادة تعمل على تحييد الفيروس. لكن فيروس (إتش) مختلف عن الفيروس (إن)، والأجسام المضادة التي أنتجها الجهاز المناعي لتقاوم فيروس (إتش وان) لا يمكنها التعرف على فيروس (إتش فايف) مثلا. مما يعني أن مناعة الجسم ضد فيروس معين لا تنطبق على بقية الفيروسات، على عكس بعض الفيروسات الأخرى (كالحصبة على سبيل المثال) التي قد تصيبنا بصورة مستمرة عن طريق الأنفلونزا على مسار حياتنا.
وتتميز فيروسات الأنفلونزا بسعة الانتشار، كما يمكنها إصابة مجموعة من الحيوانات وما الخنازير والطيور إلا مثالين على ذلك.

تهديد الوباء


ذي إيكونوميست، 30 أبريل 2009
ترجمة: علاء الببيشي


بينما العالم غارقٌ لأذنيه في أزمته المالية، مُتَخَبِّطٌ في نَفَقِ سياساته المجحفة، وعنصريته البغيضة، إذ ضَرَبَه "عدوان ثلاثي" أفقده صوابه، وأجبر أسبوعية "ذي إيكونوميست" على أن تخصص موضوع غلافها الأخير للحديث عنه.
المرض عبارة عن خليطٍ من أنفلونزا الخنازير (إتش1إن1)، وأنفلونزا الطيور، (إتش5 إن1)، يحمل (دي إن أي) بشري، لا يذهب بالأموال وفقط، بل بالأعمار أيضًا... وهنا تبدلت الأولويات، وأصبحت الخطط غير الخططِ والإجراءات.
توقَّع جنرالات الصحة العالمية أن العدو سيكون أنفلونزا الطيور، التي ربما تنتقل من الدجاج إلى الإنسان، وأن ذلك سيبدأ ظهوره جنوبي الصين، أو في منطقة جنوب شرقي آسيا. لكن في الواقع، ظهرت الأنفلونزا في خنزيرٍ مجهول، وضربت في البداية المكسيك، وليس آسيا (كما توقع جنرالات الصحة العالمية).
ولأن العالم لم يشهد أنفلونزا وبائية دولية منذ العام 1968، فقد كانت هذه العقود الأربعة كافية لنسيان خطورة الوضع.
وقد ظهر هذا المرض الجديد في 29 أبريل الماضي. وفي محاولة لوقف انتشاره، أعلن الرئيس المكسيكي "فيليب كالديرون" أن الخدمات الغير ضرورية ينبغي إغلاقها في الفترة بين 1 و 5 مايو، كما حث المواطنين على البقاء في منازلهم. ولم يتم الانتباه له في البداية لأن هجومه الأوّلي أتى في موسم الأنفلونزا الطبيعي.
أحد الأشياء المجهولة في هذا السياق تكمن في كيفية انتشار المرض (بهذه السرعة) في المكسيك. أما أسباب القلق فيكمن جزء منها في أن ضحايا هذا المرض معظمهم من الشباب أو الأصحّاء، بعكس أنفلونزا الطيور التي عادة ما تصيب كبار السن. ورغم ذلك فلا زال ضحايا هذا المرض ليسوا كثيرين؛ فالوفيات المؤكد إصابتها به ليست كثيرة، ربما بسبب نقص الاختبارات الملائمة. وحتى إذا تأكد إصابة الوفيات بالمرض، فإن ذلك لا يقارَن بـ 30 ألف حالة وفاة تشهدها أمريكا سنويًا بسبب الأنفلونزا الموسمية.
ربما تحاول المجلة طمأنة المواطنين، لتجنب الهلع الذي قد يؤدي بدوره لمزيد من المشاكل المصاحبة، وهو نفس المنطق الذي تحرك به الرئيس الأمريكي باراك أوباما حينما قال -في تصريحاتٍ أمام تَجَمُّعٍ في الأكاديمية الوطنية للعلوم -: إنّ "تزايُد أعداد المصابين بأنفلونزا الخنازير داخِلَ الولايات المتحدة وخارجَها، وإن كانت مدعاةً للقلق، وتتطَلَّبُ رَفْعَ درجة التأهب، إلا أنها ليستْ مَدْعَاةً للهلع"، مُطَمْئِنًا شعبَهُ أنَّ إدارته تُرَاقِبُ التطوراتِ عن كثب، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.
لكن المجلة في الوقت ذاته لم تدعُ إلى دفن الرؤوس في الرمال؛ بل طالبت بأعلى درجات الحيطة والحذر، ليس الآن وفقط، بل وبعد خمود هذه النار المستعرة أيضًا.
حان وقت الاستعداد للأسوأ. فمن المحتمل أن تتسلل العدوى إلى الشمال خلال الشهور القليلة القادمة، وإلى الجنوب حينما يخيِّم الشتاء على نصف الكرة الأقل اكتظاظًا بالسكان. وعلى صانعي السياسات في العالم، الذين يعيش معظمهم في نصف الكرة الشمالي، ألا يُخدعوا بالاعتقاد أن الفيروس الجديد سينتهي للأبد، حتى إذا ما خفتت جذوته خلال الأشهر القليلة القادمة. لذلك عليهم أن يقوموا بما يقومون به في أي حرب مصطنعة؛ بأن يستغلوا الوقت الممنوح لهم لتعزيز المناعة العالمية بحشد الأدوية المضادة للفيروسات، وتصنيع اللقاحات. وعليهم أيضا أن يتذكروا أن هذه الأنفلونزا وإن انخفض مستوى خطرها، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن تأتي أخرى جديدة. وعليه فإن الخطوة التي نخطوها اليوم قد تساعد في إنقاذ ملايين البشر في المستقبل.

أكثر الشخصيات تأثيرًا على مستوى العالم


تايم، 11 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


في خطوة وصفتها المجلة "بالعمل المستحيل" نشرت أسبوعية تايم الأمريكية قائمتها السنوية التي تضم أكثر مائةِ شخصيةٍ تأثيرًا في العالم، والتي تشمل سياسيين ومفكرين وعلماء وغيرهم.
وتصدَّر اللائحة "إدوارد كينيدي"، أحد أبرز قيادات الحزب الديمقراطي، وحلَّ في المركز الثاني رئيسُ الوزراء البريطاني "جوردون براون"، فيما احتلت "كريستين ليغارد "وزيرة المالية الفرنسية المركز الثالث، ثم "توماس دارت" مدير الشرطة في مقاطعة كوك بولاية إيلينوي، في المركز الرابع.
والعجيب أن المتطرف الصهيوني "أفيجدور ليبرمان" احتل المركز الخامس في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم. وقد نشرت المجلة كلمة تعريفية حوله للمؤرخ الإسرائيلي "بيني موريس"، اعتبر فيها وصول ليبرمان لمنصب وزير خارجية إسرائيل إنما يضع إدارتي تل أبيب وواشنطن على مسار الاصطدام.
ربما تكون الإدارتان؛ الأمريكية والإسرائيلية، على مسار الاصطدام. والربان المشترك للسفينة الإسرائيلية (نحو هذا الاصطدام) هو أفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي يتزعم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني، وهو الشريك الرئيسي لرئيس حزب الليكود "بنيامين نتانياهو" في الحكومة الائتلافية الجديدة.
في الأول من أبريل الماضي، قال ليبرمان لأعضاء وزارته، والعالم أجمع: "إذا أردتم السلام، فلتستعدوا للحرب". وأضاف، بلهجة استفزازية: إن إسرائيل ليست مقيَّدة بما توصل إليه مؤتمر أنابوليس، الذي توصل فيه "المعتدلون" من القادة العرب، في شهر نوفمبر 2007، إلى أن المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية ستُحلّ على أساس حل الدولتين.
وُلِد ليبرمان، الذي ناهز الخمسين، وترعرع في العاصمة المولدافية "كيشيناو"، وهاجر إلى إسرائيل في العام 1978، ويعيش حاليًا في مستوطنة "نوكديم" بالضفة الغربية على مشارف مدينة بيت لحم. وقد مرَّ عليه وقت في الماضي، فكر فيه بحل الدولتين، بل واقترح إزالة مستوطنة "نوكديم" التي يعيش فيها، في مقابل التوصل لـ "سلام حقيقي"، لكن الأجواء الآن أبعدُ ما تكون عن حلِّ الدولتين.
ويؤمن ليبرمان (كما يؤمن نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك) أن امتلاك إيران لقنبلة نووية سيهدد وجود إسرائيل.
ورغم ذلك توجد علامة استفهام تُخيِّم فوق شهرة ليبرمان في دائرة صنع القرار الإسرائيلي، لاسيما وأنه يخضع للتحقيق بتهمة الفساد، وهو من أشرس المدافعين عن توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية، إذا فشلت الدبلوماسية الغربية عن كبح جماح المشروع الإيراني.
ومع مَيْل باراك أوباما إلى إصلاح ذات البين مع العالم الإسلامي ومحاورة طهران، يكمن صدع آخر (في المواقف) بين أمريكا وإسرائيل.
أما السياسي العربي الوحيد الذي ضمته قائمة تايم هذا العام فكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي احتلَّ المركز السابع. وتقدم المالكي بهذا المركز على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي جاءت في المركز الثامن. لكنه لم يتمكن من اجتياز الملياردير المكسيكي جاكوين جوزمان لويرا، أحد أكبر مزودي الولايات المتحدة بالكوكايين، والذي حلَّ في المركز السادس.
الشخصية العربية الأخرى التي زاحمت أكثر شخصيات العالم تأثيرًا هذا العام كانت السعودية نورة الفايز، التي عُيِّنت مؤخرا نائبا لوزير التعليم السعودي، وقد حلت في المركز الـ11، متقدمة بذلك على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي جاء في المركز الـ14، والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حل في المركز الـ 20.
في المملكة العربية السعودية تحمل التغييرات الصغيرة معاني عميقة، لذلك كان تعيين نورة الفايز في منصب نائب وزير التعليم لا يقل عن كونه زلزالا. وتعتبر السيدة نورة أول وزيرة أنثى يتم تعيينها في المملكة العربية السعودية. وكان تعيينها أهم المؤشرات على الثورة الهادئة التي بدأت منذ اعتلاء الملك عبد الله العرش في العام 2005.
وقد رحب الإصلاحيون السعوديون بهذا التغيير، لاسيما تعيين السيدة نورة، إلا أن الاختبار الحقيقي سيكمن في إعطائها صلاحيات التنفيذ. ولطالما كان تعليم البنات ساحة معارك داخل المملكة، لذلك واجهت السيدة نورة مصاعب هي الأخرى. لكن تواجدها داخل الوزارة كان له تأثير فوري على المرأة السعودية، التي لم يكن بإمكانها دخول مبنى الوزارة. لكن ذلك تغير الآن، وكما تقول نورة: "أنا الآن نائبة الوزير، وبابي مفتوح ومتاح".

مقاوم الكساد


جلوبال فاينانس، أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


مجلة "جلوبال فاينانس" العالمية المتخصصة في الشؤون المالية والمصرفية، أعدت تقريرًا خاصًا عن تأثير التباطؤ الاقتصادي على مجريات التنمية في منطقة الشرق الأوسط، مستشهدة بتجربة المملكة العربية السعودية، حيث التركيز على الاستثمار في مجال البنى التحتية، ومشيرة إلى التعاون الاقتصادي بين المملكة والصين، حيث تروي السعودية عطش الصين من النفط، وتسوق الأخيرة لمنتجاتها في سوق المملكة الرائج.
تلخص المملكة العربية السعودية نزعة الدول النفطية باتجاه الإنفاق الكبير على البنى التحتية للحفاظ على اقتصادها طافيًا.
الشرق الأوسط ليس منيعًا من تأثير التباطؤ الاقتصادي العالمي، إلا أن الغبار المتساقط على المنطقة كان أقل من أي مكان آخر، فيما تظل الدول المصدرة للنفط تنفق بقوة على الاستثمار في مجال البنى التحتية من أجل الحفاظ على نمو اقتصادها. وتغرق دول مجلس التعاون الخليجي الست في احتياطاتها الأساسية التي تراكمت خلال الطفرة في أسعار النفط، والتي انتهت بشكل مفاجئ في يوليو الماضي. وسوف تضع الاستثمارات الضخمة في مجال البنى التحتية واستمرار الإصلاحات الاقتصادية، المنطقة في حلبة المنافسة بشكل أكثر فاعلية في الاقتصاد العالمي خلال الفترة القادمة، كما يقول الاقتصاديون.
المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، وصاحبة أضخم اقتصاد في الشرق الأوسط، تخطط لإنفاق 400 مليار دولار في مشروعات البنى التحتية على مدار السنوات الخمس المقبلة. وتزيد المملكة من حجم إنفاقها لتحفز النمو ولتستفيد من رخص أسعار البناء، مع هبوط أسعار الحديد والإسمنت لأقل من معدلاتهما الطبيعية منذ 6 أشهر خلت.

ويقول جون سفاكيناكيس، كبير الاقتصاديين في البنك السعودي البريطاني: "تنظر المملكة العربية السعودية بشكل متزايد إلى الشرق لإيجاد أسواق متنامية لتسويق بترولها والمواد البرتوكيماوية التي تنتجها".
وقد أصبحت الصين شريكًا تجاريًا قويًا، وثاني أكبر مَصدر للواردات السعودية، وخامس أكبر عميل للصادرات السعودية. وفي هذا يقول سفاكيناكيس: "الصين مُصدِّر للبضائع، والسعودية مستورد هام، وفي الوقت نفسه تقوم السعودية بإرواء عطش الصين المتزايد من النفط، وخلال السنوات التسع الماضية ارتفعت الصادرات السعودية للصين بمعدل 963%.
وتعمل أكثر من 70 شركة، تتخذ من الصين مقرًا لها، داخل المملكة، من بينها 62 مؤسسة بناء، يعمل لديها قرابة 16 ألف عامل صيني بتكلفة زهيدة.

ما بعد الرأسمالية


بروسبكت، أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


المرحلة الانتقالية التي نحن على أبوابها الآن ربما تجعل السوق خادمًا بعدما كان سيدًا لفترة طويلة من الزمن
بهذه الجملة افتتحت مجلة بروسبكت موضوع غلافها الأخير، والذي اختارت له عنوان (ما بعد الرأسمالية).
يواجه النظام المصرفي الأمريكي خسارة تربو على 3 مليارات دولار. واليابان تمر بفترة كساد. والصين متوجهة لمرحلة اللانمو. ولازال البعض يأمل أن تتمكن جراحة عاجلة من إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه. لكنَّ كثيرين يشعرون أننا نمر بمنعطف نادر لن يعود شيء بعده إلى ما كان عليه في السابق.
لكن إذا انتهى حلم، ما الذي ينتظر باقي الأحلام في الظلال؟ هل ستتكيف الرأسمالية؟ أو هل سيُطرح علينا ثانية أحد الأسئلة العظيمة التي جعلت الحياة السياسية مفعمة بالنشاط قرابة قرنين؟ ما الذي قد يأتي بعد الرأسمالية؟
أثير هذا السؤال منذ سنوات قليلة مضت، وأصبح ملموسًا كسؤالك: ما الذي سيأتي بعد الكهرباء.
نتعلم من الرأسمالية أنه لا يوجد شيء دائم، كما يقول ماركس: (كل ما هو جامد يذوب في الهواء). فداخل الرأسمالية يوجد قوات كثيرة تقوض بنيانها، بنفس القدر الذي يوجد به قوات أخرى تحملها للأمام.

وميض أمل


ذي إيكونوميست، 25 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


تحت عنوان (وميض أمل) قالت مجلة ذي إيكونوميست الأسبوعية: إن (أسوأ شيء بالنسبة للاقتصاد العالمي هو افتراض انقضاء الأسوأ). ورغم ابتدائها موضوع غلافها بهذه الجملة المتشائمة، استدركت ذلك بتفاؤلٍ استشهدت له بوقائع شهدها الاقتصاد العالمي خلال الفترة الوجيزة الماضية، لكنها نصحت في الوقت ذاته أن يكون هذا التفاؤل حذرًا، وألا يتحول إلى غرور يعرقل مسيرة الإصلاح.
أسعار الأسهم في ارتفاع. حتى الانخفاض الذي حدث في وقت مبكر الأسبوع الجاري، أعقبه صعود في 42 بورصة، تابعتها ذي إيكونوميست، خلال الأسابيع الستة الماضية بأكثر من 20%. كما تحسنت مؤشرات اقتصادية مختلفة حول العالم. والهبوط في مجال التصنيع بدأت حدته تهدأ عالميًا، وبدأت أسواق العقارات في أمريكا وبريطانيا تعود إليها مؤشرات الحياة من جديد، مع انخفاض معدلات الرهن، ونمو الثقة في عالم المال.
كل هذا مُرَحَّبٌ به، لأن تدهور الأسعار زادت مساوئه بسبب الفزع وفقدان الأمل.
حينما كان النظام المالي على حافة الانهيار في سبتمبر الماضي، نأى المستثمرون بأنفسهم عن كل شيء إلا الأصول الأكثر أمانًا، وتوقف المستهلكون عن الإنفاق، وأغلقت الشركات أبوابها. هذا التوغل في العمق قد يعقبه دورة متواضعة، حيث تدور العجلة المالية مرة ثانية، ويفتح المستهلكون السعداء حافظة نقودهم، وتطارد الشركات الطموحة الأرباح.
لكن التفاؤل يتضمن فخَّين اثنين، أحدهما جليّ والآخر أكثر مكرًا. الفخ الجليّ يكمن في أن الثقة أثبتت وضع الشيء في غير محله، لأن وميض الأمل يُساء تفسيره أحيانًا. أما الفخ الماكر، والمتعلق خاصة بالسياسيين، فيكمن في أن الثقة والأخبار الأفضل يصنعان رضًا خاويًا.
التفاؤل هو أحد جوانب القضية، لكن الغرور بالقول أن الاقتصاد العالمي يعود الآن إلى الوضع الطبيعي الذي كان عليه في السابق من شأنه إعاقة عملية الشفاء وقطع الطريق أمام سياسات تهدف إلى وقف المزيد من التدهور والغرق.

تقييم المائة يوم الأولى لأوباما في البيت الأبيض


تايم، 23 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


بعد مرور قرابة مائة يوم على دخول الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض، استعرضت مجلة تايم بعض ما قيل عن هذه الفترة الزمنية، التي تراها ـ وإن كانت هامة ـ غيرَ كافية لتقييم أداء رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وبين تقلب المراقبين لأوباما، وتشتت الرأي العام الأمريكي بين أحداث كِبار وصغار، تتفاوت بين كلب البيت الأبيض الأول، والمطالبة بمحاكمة بوش وطغمته السابقة، ترى المجلة أن النقطة المؤكدة في هذا السياق تكمن في أن أوباما يرغب في المواجهة المباشرة والعميقة لكل الإرث الذي يراه خاطئًا.
حظي خطاب أوباما التلخيصي لأيامه المائة الأولى في البيت الأبيض بتغطية الإعلام المقروء والمسموع؛ لأنه كان أكثر من مجرد تلخيص، بل إعلان عن مبادرة جديدة.
فالجمع بين الصراحة والرؤية والشرح المفصل لقضايا مركبة يلخص الهدف الذي من أجله ترشح أوباما للرئاسة: تغيير جذري ليس فقط عما كان عليه سلفه، أو حقبة ريجان التي استمرت 30 عامًا، لكن أيضًا تغيير المجتمع الذي يتَّسم بالحلول السريعة والنشاط الزائد.
لكن سرعان ما تحوَّلت الأنظار إلى كلب عائلة الرئيس أوباما الجديد، ثم بصورة أكثر استيلاءً إلى سياسة التعذيب التي انتهجتها إدارة الرئيس بوش، ومحاولة محاكمة الذين أعطوا رخصة لها. وبعدها إلى المصافحة والابتسامة اللتين منحهما الرئيس أوباما لهوجو تشافيز رئيس فنزويلا، قبل دقائق من مراسم افتتاح القمة الخامسة للأمريكتين.
هذه هي فقاعات حياتنا العامة، حتى أضحت طريقة اختبارنا للحياة سريعة ومتقلبة الأطوار.
إن أهم ما نعرفه الآن حول باراك أوباما، بعد قرابة 100 يوم في البيت الأبيض، أنه يريد مواجهة طريقتنا في العيش بصورة مباشرة وعميقة لتحويل قصور الرمل إلى قصور من الحجارة إذا أمكنه ذلك. وسواء اتفقت معه أم لا، وسواء كنت تعتقد أن طموحه مبالغ فيه أو أنه ببساطة مخطئ، فإن فترة رئاسته تتسم بالجدية والتحدي.
أما فكرة أن الرئيس يمكن تقييمه في 100 يوم فقط، فلا يتعدى أن يكون محض غرور صحفي.
وتنتقل المجلة للحديث عن التحديات الكبرى التي تواجه أوباما في الفترة القادمة، وهي إذ ترصد تحدياتٍ أربع ـ على المستويين الداخلي والخارجي ـ تنتظر الرجل، تؤكد أن الخيار الوحيد الذي يمتلكه هو التقدم بثبات وقوة، مؤكدة في الوقت ذاته أن التلكؤ في التحرك قد يُذهِب براية قيادة الأجندة العالمية إلى المعسكر الإسرائيلي الجديد، بقيادة المتطرف نتانياهو، الأمر الذي من شأنه أن يثمر كارثة لن يستطيع العالم تحمُّلَهَا.
سيتوقف مصير العام الأول لأوباما في البيت الأبيض، إن لم تكن فترة ولايته الرئاسية كلها، على الطريقة التي سيتعامل بها مع أربع تحديات واضحة: اثنان على مستوى السياسة الخارجية، واثنان على المستوى الداخلي. والأخيران منهما أكثر أهمية، وهما متعلقان بالأزمة المالية، أحدهما ما إذا كان المجتمع المالي سيبتاع (قصرًا صخريًا وليس رمليًا). وفي هذا يقول أحد كبار مستشاري أوباما الاقتصاديين: "لا أعتقد أن طائفة المصرفيين يدركون حجم الدمار الذي أوقعوه بهذا المجتمع". فيما يقول آخر: "إنهم في حالة إنكار، فهم لا يدركون مدى الغضب الذي يعتري الناس".
إذا لم يكن المصرفيون ومديرو الشركات يدركون أهمية تعديل سلوكهم، فإن خطة أوباما المالية قد تنهار. هناك ثورة تجري الآن في أوساط مديري الشركات الذين لا يرغبون في أخذ القروض الحكومية؛ لأنهم لن يكونوا قادرين على التهام إكرامياتهم المعتادة.
إذا لم تنجح هذه الخطة، فسنحتاج إلى وقت أطول للخروج من حالة الكساد هذه، ما يعني أن الرئيس لن يمتلك ساعتها العوائد التي يحتاجها لتمويل أولوياته الداخلية.
أما الشق الآخر من التحدي الأول فهو: إدراك أن الكونجرس لن يعطي أوباما كل ما يريد. وهو ما يعكسه مساعدو الرئيس بقولهم: إن أكثر لحظاته إحباطًا هي تلك المتعلقة بالكونجرس.
وهناك تحديات أخرى مثل: التحفظ على مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز، الذي لا يزال في مرحلة التكيف مع الحياة المدنية بعد انخراط متألق في العسكرية.
أما التحدي الأكبر على مستوى السياسة الخارجية فهو الصراع الطبيعي بين السياسة المتزنة والحاجة إلى أن يكون الرئيس الأمريكي قائدًا قويًا قادرًا على وضع الأجندة العالمية، وكما يقول زبجنيو برزينسكي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس جيمي كارتر: فإن "الشيء الوحيد الذي لم يقم به أوباما خلال أيامه المائة الأولى، هو أن يوجه خطابًا كبيرًا للشرق الأوسط، يقول فيه: هذا هو الاستقرار، وإذا لم يفعل ذلك قريبًا، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو سيقوم بذلك بدلا عنه، وهذا سيكون كارثيًا. أما إذا تحرك أوباما الآن، فستقف كل حكومات العالم بجانبه، اللهم إلا الإسرائيليون ومؤيدوهم من الأمريكيين في المجتمعات الإنجيلية اليهودية.

لماذا لا يمكن للديمقراطيين أن يحكموا؟


ذا نيو ريبابلك، 15 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


مجلة ذا نيو ريبابلك تحدثت عن لعنة الحكم التي تلاحق الديمقراطيين من عهد "كارتر" مرورًا بـ"كلينتون". وهي إذ تقر بفشل هذين الاثنين تتوقع ألا يستطيع أوباما الفِكاك من هذا القدر المحتوم، مستشهدة ببعض إخفاقاته الحالية التي اعتبرتها مؤشرًا مبكرًا لفشله المستقبلي.

شَهِد "بيل كلينتون" ـ آخر الديمقراطيين الذين سكنوا البيت الأبيض ـ لُبَّ أجندته الوطنية ينهار، ودعمه السياسي يتداعى، وفشله يُفرِز انبعاث كتلة الجمهوريين، الأمر الذي جعل عملية الإصلاح المتقدم مستحيلا لقرن من الزمان. وقد شهد جيمي كارتر، الديمقراطي الآخر، الذي دخل البيت الأبيض قبل كلينتون، نفس المصير.
وفي هذا الوقت المبكر لا أحد بإمكانه معرفة ما إذا كان باراك أوباما سيهرب من هذا المصير... إلا أن منحنى الفشل بدأ يظهر مبكرًا.
في حالة أوباما، كما كان حال سابقَيْه، يبقى المجرم المتوقَّع هو نفس الشيء: الديمقراطيون في الكونجرس، وخاصة مجلس الشيوخ؛ ففي الوقت الذي كانت فيه البلاد بحاجة ملِحَّة إلى إجابة واضحة على التحديات التي تواجهها، كان الذراع الديمقراطي في الكونجرس لا يزال يتمرغ في مستنقع العجز وضيق الأفق. أضِف إلى ذلك الأخطاء التي ارتكبها أوباما، كما فعل سلفاه من قبل.
لقد جاء أوباما إلى البيت الأبيض بعد فوزه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين، بموازاة 79 مقعدًا في مجلس النواب، و16 مقعدًا في مجلس الشيوخ، ومطالبة شعبية جارفة بالتغيير. لكن يبدو أن أوباما بدأ يتلقى تأييدًا أقل، وليس أكثر، من جانب حزبه؛ فقد تعامل الديمقراطيون مع أوباما على استحياء مدروس، سواء في تأييدهم لجوهر أجندته أو استعدادهم لدعمها إجرائيًا، وهو الأهم.

رجل أفريقيا الكبير القادم


ذي إيكونوميست، 16 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


بعدما حصل على لقب (السياسي المفضل في جنوب أفريقيا) وفق الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة (إيبسوس ماركينور)، خلعت عليه أسبوعية ذي إيكونوميست البريطانية لقب (رجل أفريقيا الكبير)، الذي بإمكانه – على حد قولها- أن "يغير شكل القارة بأكملها إلى الأفضل".
إنه زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، جاكوب زوما، "رئيس حزب إفريقيا المنتظر"، كما يحلو للبعض أن يطلق عليه.

في غضون أسابيع سيعتلي جاكوب زوما عرش "أقوى رجل في أفريقيا"، تلك القارة التي تضم مليار نسمة، ولا تزال الأفقر عالميًا رغم التحسينات التي جرت فيها مؤخرًا، والأسوأ إداريًا على مستوى كوكب الأرض.
و"جنوب أفريقيا" هي الدولة الوحيدة في القارة التي تحظى بعضوية في مجموعة العشرين، وينظر الأفارقة في مختلف أنحاء القارة إلى رئيسها باعتباره "منارة الأمل".
ومن المتوقع أن ينتخب البرلمان رئيس جنوب أفريقيا بعد الانتخابات العامة المُزمَع إجراؤها في 22 من أبريل الجاري، والتي يُرجح أن يفوز فيها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مرة ثانية، ليصبح بذلك رئيس الحزب السيد زوما رجل أفريقيا الكبير القادم بلا منازع. ومما لاشك فيه أنه يتمتع بصفات مميزة. وبعكس سلفه القاسي، تابو مبيكي، بإمكان السيد زوما أن يخدع الطيور لتخرج من أوكارها، وعلى النقيض من السيد مبيكي، لا ينزعج زوما من بشرته، ويسعد بالاعتراف، أو حتى الاحتفاء، بخلفيته المتواضعة.
لكن الرجال الكبار دائمًا ما يواجهون مشاكل بنفس الحجم!

أفغانستان.. هل بإمكان أمريكا الفوز في هذه المعركة؟


تايم، 20 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


بعد مرور سبع سنوات ونصف على احتلال أفغانستان، لم تُحسَم المعركة بعد، ولا يزال المراقبون يتساءلون، متشككين، هل بإمكان أمريكا الفوز في هذه المعركة؟!
مجلة تايم الأمريكية اتخذت هذا التساؤل عنوانًا لموضوع غلافها الأخير، مرجحة أن تسير الأمور من سيء إلى أسوأ، في هذا البلد الذي وصفته بأنه "وادي الموت".

سبع سنوات ونصف مرت على وصول القوات الأمريكية إلى أفغانستان، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وقد أصبحت الحرب هناك أكثر شراسة وارتباكًا من أي وقت مضى.
حينما ذهبت القوات الأمريكية إلى أفغانستان للمرة الأولى، فعلت ذلك للإطاحة بنظام طالبان، التي بسطت سيطرتها على البلاد ووفرت مأوى للقاعدة. وفي أقل من 3 أشهر، هُزِمت طالبان، وتم تنصيب إدارة تدعمها الولايات المتحدة في كابل بقيادة "حامد كرزاي". (أو هكذا بدا الأمر)!
وجاء عام 2009 ولا تزال الولايات المتحدة تحارب طالبان، ولا يزال ناشطو الحركة ينسجون مكائدهم انطلاقًا من أفغانستان.
في عام 2001 كانت هناك مخاوف من أن تؤثر الحرب في أفغانستان على استقرار (الجارة) باكستان؛ حيث يتمركز الباشتون، الذين يمثلون طيفًا كبيرًا من تمرد طالبان، على الحدود بين البلدين. وقد أصبحت مخاوف الأمس حقائق اليوم؛ فطالبان باكستان تهدد الآن هذا البلد النووي أكثر من تهديد أبناء عمومتهم بأفغانستان. وذلك لأن الحرب على أفغانستان تهدد استقرار الإقليم بأكمله، وهو ما أصبح التحدي الأكبر للسياسة الخارجية الأمريكية.

عالمٌ بلا أسلحة نووية


ذي إيكونوميست، 11 أبريل 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


ربما يكون تخيُّل العالم بدون أسلحة نووية هو ضرب من الأحلام، لكن أوباما الذي رفع شعار "التغيير" خلال حملته الانتخابية رفع اليوم شعار "فلنحاول"، ودعا إلى التكاتف لجعل العالم خاليًا من هذه الأسلحة المدمرة.
تحت عنوان (عالم بلا أسلحة نووية) تناولت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية دعوة أوباما بين الواقع والمأمول، مُرَجِّحة عدم إمكانية حدوث ذلك، على الأقل في المستقبل القريب.

إذا كان أوباما يأمل أن تحشد رؤيته لعالم خالٍ من الأسلحة النووية دعمًا عالميًا، فقد خاب أمله مبكرًا جدًا، حيث أعاقت روسيا والصين أي توبيخ لزعيم كوريا الشمالية "كيم جونج ايل" في مجلس الأمن التابع للأمم لمتحدة على خلفية قيام بلاده بإطلاق صاروخ بعيد المدى يحمل على متنه قمرًا صناعيًا، مؤكدَيْن أحقية كوريا الشمالية في ذلك. وقد أدرك السيد أوباما أن رؤيته لعالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية ربما لن تتحقق في فترة حياته، بل يضيف المتشككون أيضًا إليها فترة حياة أبنائه.
ولطمأنة الحلفاء القلقين الذين يعتمدون في حماية أنفسهم على أمريكا، أوضح أوباما أيضًا أنه مادامت الأسلحة النووية موجودة، فستحتفظ أمريكا بالرادع المؤثر الخاص بها.
أليس مايقوله السيد أوباما الحالِم مجرد شعارات؟ وعلى أسوأ التقديرات أليست هذه مجرد حيلة تستخدمها الدول النووية الخمس المعترف بها، التي هي أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين؛ للاحتفاظ بأسلحتها؟