برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Thursday, May 7, 2009

الأنفلونزا.. كل ما تريد معرفته


نيو ستيتس مان، 30 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


لأن المجهول لا يمكن محاربته؛ كانت النصيحة الأهم في مواجهة الأعداء أن تعرفهم وتتقن طرائق هجومهم. ومن هذا المنطلق وفَّرت مجلة "نيو ستيتس مان" البريطانية من خلال موضوع غلافها الأخير بعض المعلومات حول فيروس "اتش 1 ان 1" الذي قد يتسبب بجائحة عالمية. والفيروس الجديد عبارة عن تركيبة غير مسبوقة من سلالات فيروسية للخنازير والطيور والبشر تنتقل عدواه بين الجنس الأخير، ويبدو أنه يصيب الشباب خصوصًا، من غير أن يُعرف مصدره المحدد. وكي يتمكن فيروس الأنفلونزا من الانتشار بسهولة بين البشر يجب أن يتخذ طابعا بشريا أي "أن يتمكن من الالتصاق بسهولة على الشعب الهوائية العليا، وأن يتكاثر بفاعلية في الجسم وأن يتمكن لاحقا من الخروج منه".
لا تكن متشككًا، فالناس في بريطانيا سيموتون بسبب أنفلونزا الخنازير المكسيكية، وسيكون هناك ضحايا تقدر أعدادهم ببضعة ملايين حول العالم. لكن ذلك ليس تكرارًا لوباء عام 1918، بل يختلف عنه تمامًا.
وينتقل فيروس الأنفلونزا كجسيمات بالغة الصغر تحمل المادة الوراثية الـRNA (الحامض النووي الريبوزي) التي تحتوي على 8 جينات، ويحيط بها غشاء داخلي من البروتين. ولإنتاج جزيئات فيروسيية جديدة تحتاج الجراثيم لدخول خلايا حية (وغالبًا مايحدث ذلك عن طريق التنفس) ومهاجمة آلياتها الجينية. وفي النهاية تتدفق جموع الفيروسات المتطابقة من الخلية، وتدمرها. وحينما يحاول الجسد مهاجمة الفيروس قد يتسبب ذلك في أضرار أكبر. وبإمكان الفيروسات البكتيرية إتلاف هذا النسيج التنفسي، ما يتسبب في موتنا.
ويتمتع فيروس الأنفلونزا بطيف من الحيل جعل من الصعوبة علينا أن نتحكم فيه. كما أننا لا يمكننا الحديث عن فيروس واحد، لأن هناك حشد كبير من الفيروسات. فمصطلحات (إتش فايف إن وان) و (إتش وان إن وان) وغيرها تشير إلى جزيئات صغيرة على سطح الفيروس تتحكم في قدرتها على الدخول إلى الخلية المستضيفة والخروج منها. ويقوم جهازنا المناعي بالتعرف على هذه الجسيمات، وبإمكانه – في الوقت المناسب- إنتاج أجسام مضادة تعمل على تحييد الفيروس. لكن فيروس (إتش) مختلف عن الفيروس (إن)، والأجسام المضادة التي أنتجها الجهاز المناعي لتقاوم فيروس (إتش وان) لا يمكنها التعرف على فيروس (إتش فايف) مثلا. مما يعني أن مناعة الجسم ضد فيروس معين لا تنطبق على بقية الفيروسات، على عكس بعض الفيروسات الأخرى (كالحصبة على سبيل المثال) التي قد تصيبنا بصورة مستمرة عن طريق الأنفلونزا على مسار حياتنا.
وتتميز فيروسات الأنفلونزا بسعة الانتشار، كما يمكنها إصابة مجموعة من الحيوانات وما الخنازير والطيور إلا مثالين على ذلك.

No comments: