برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, August 8, 2008

!أفغانستان.. الحرب الجيدة



مجلة "تايم"، 26 يوليو 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي
لماذا يلاحق الفشل الغرب في أفغانستان؟ وهل هناك طريقة للنجاة من هذا المستنقع؟ سؤالان حاولت مجلة "تايم" الأمريكية الإجابة عليهما، في ظل تغطيتها الخاصة حول أفغانستان التي أضحت كابوسًا لقوات الاحتلال، التي يُطلق عليها "قوات التحالف"، من باب: "نحن لا نكذب ولكن نتجمل".
ورغم أن حلف شمال الأطلسي يرأس قوة قوامها 53 ألف جندي لقتال مسلحي طالبان، اعتبرت المجلة كل هذه القوات لا تتعدى كونها "مساعدة صغيرة من الأصدقاء"!
وبعيدًا عن الخلاف حول ما إذا كانت قوات الاحتلال في أفغانستان كافية أم غير كافية، تبقى الحقيقة التي لا يستطيع إنكارها أحد، أن (الأوضاع في أفغانستان أضحت لا تسر حبيبًا، لكنها ربما تسر الأعداء).
رغم الاستثمارات الغربية الضخمة، تشرف أفغانستان على أبواب فشل ذريع؛ فمن أرضها يخرج 92% من إجمالي الناتج العالمي للأفيون، و35% من إجمالي الناتج العالمي للحشيش، كما تعتبر سوقًا رائجة لتجارة الآثار المسروقة. أضف إلى ذلك، الفساد وغياب القانون، اللذين يستشريان في جسد الحكومة الأفغانية، ويصيبان اقتصاد البلاد بالعجز.
لكن ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك؟.. بعض واضعي السياسات يريدون ضخ المزيد من الأموال والقوات في قلب الأزمة.
في حين تعهد كل من أوباما وماكين – حال فوز أحدهما بمنصب الرئاسة – برفع عدد قوات بلادهما من سبعة آلاف إلى خمسة عشر ألف جندي؛ بهدف القضاء على ما أسمَوه "التمرد في أفغانستان".
وفي أحد المؤتمرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر يونيو الماضي، تعهدت حكومات غربية بضخ 20 مليار دولار أخرى كمساعدات لأفغانستان؛ في محاولة لإنجاح خطط مواجهة الهجمات المسلحة، ومحاولات فرض القانون، وبناء المنشآت الحكومية، وأخيرًا إعطاء الأمريكيين فرصة للانسحاب بصورة تحفظ ماء وجوههم.
إنه فصل الصيف في كابل، حيث ذابت الثلوج، وانخفض مستواها من ارتفاع 150 ألف قدم إلى 4600 متر. لكن يبدو أن مستوى الثلوج هو الشيء الوحيد الذي انخفض في هذه البلاد، التي تزداد معاناة أهلها، يومًا بعد يوم، في ظل وعود برَّاقة لم تسمن ولم تغنِِِ من جوع.
يؤكد ذلك المرارة التي نقلتها المجلة الأمريكية على لسان أحد الطهاة الأفغان، والبالغ من العمر66 عامًا، ويدعى "نابي"، حين قال متذمرًا: "تلقينا وعودًا كثيرة بالإصلاح، لكن الأمور تزداد سوءًا بعد سوء".
يُعتبر هذا التشاؤم أمرًا شائعًا في أفغانستان هذه الأيام، بعد سلسلة من الهجمات المأساوية التي أوقعت خسائر فادحة، تتزايد يومًا بعد يوم، في صفوف القوات الغربية، لدرجة أنها تعدت، خلال الشهر الماضي، معدلات مثيلاتها في العراق.
وقد شهد يوم الثالث عشر من يوليو الجاري، أكبر هجوم شهدته أفغانستان منذ 3 سنوات، حيث قتل 9 جنود أمريكيين، اقتحم بعدها مسلحو طالبان قاعدتهم العسكرية شرقي إقليم كونار، الواقع بالقرب من الحدود مع باكستان.
أضف إلى ذلك، الكهرباء الغائبة عن 640 كم ، بدءًا من هيرات وحتى كابل، والمدارس والمستشفيات التي يُحرم منها معظم الأقاليم الأفغانية، والفقر المدقع الذي يحير كل زائر لتلك البلاد.

إعصاران



مجلة ذي إيكونوميست

ترجمة/ علاء البشبيشي
"الأزمة المالية حصدت روحي ضحيتين جديدتين".. هكذا استهلت أسبوعية "ذي إيكونوميست" البريطانية موضوع غلافها الأخير، والذي أشارت فيه إلى الضربة العنيفة التي تلقاها عملاقتا التمويل العقاري في الولايات المتحدة "فريدي ماك" و"فاني ماي"، بعد أن فقدت أسهم الشركتين أكثر من 90 % من قيمتها منذ أغسطس المنصرم، جراء أزمة الإسكان التي تشهدها البلاد.
في الثالث عشر من يوليو الجاري كشف هانك باولسون - وزير الخزانة الأمريكي - النقاب عن خطة طوارئ لإنقاذ شركتي "فاني ماي"، و "فريدي ماك"، عملاقتي الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية، اللتين تستحوذان على قروض وضمانات قروض تصل إلى ستة تريليونات دولار، وهو ما يعادل نصف إجمالي القروض العقارية في أمريكا.
وبعد يومين بث "بن برنانك" - رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي - الرعب داخل الأسواق، بعد أن حذر الكونجرس من ضربة قاصمة للاقتصاد الأمريكي؛ نتيجة التضخم الزائد عن الحد.
وربما كان السيد باولسون محقًا في مخاوفه من أن انهيار "فاني" و "فريدي" قد يكون كارثيًّا؛ لأنهما إذا عجزتا عن الاقتراض فإنهما لن تستطيعا شراء الرهون العقارية من المقرضين، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الحصول على قروض عقارية أمرًا شبه مستحيل، مما سيؤدي بدوره إلى ركود سوق الإسكان.
يحدث ذلك في وقت يشهد فيه هذا السوق تباطؤًا شديدًا، وشُحًّا في الائتمان، وارتفاعًا في أسعار الطاقة والسلع، وتدهورًا في أسعار الدولار الأمريكي، نتيجة إقبال المستثمرين على بيعه مع تصاعد حدة المخاوف بعد أن اضطرت الحكومة الأمريكية إلى التدخل بخطة إنقاذ لدعم شركتي الرهن العقاري العملاقتين سالفتي الذكر، فضلاً عن انهيار أحد أكبر بنوك الرهن العقاري في الولايات المتحدة.
في أمريكا أسعار العقارات والأسهم المالية في هبوط، وأسعار الغذاء والطاقة في ارتفاع جنوني، واقتصاد المنطقة الأوروبية تضاءل خلال الربع الأخير، وعلى البنوك المركزية في أنحاء العالم أن ترفع معدلات الفائدة لكبح جماح التضخم، أما الدولار فمعرض للمخاطر.
وحتى إذا أتى الانخفاض في النشاطات التجارية والاقتصادية أقل حدة مما يتوقعه المتشائمون، فربما يستمر الأمر لمدة أطول مما يتمناه المتفائلون.
والدرس الفوري الذي نتعلمه هو أن الأزمة المالية، والتي بلغت من العمر عامًا حتى الآن، لا يُتوقع انتهاؤها قريبًا.

أوباما في الخارج.. نظرة عالمية جديدة

مجلة "نيوز ويك"، 29 يوليو
ترجمة/ علاء البشبيشي
مجلة "نيوزويك" أبرزت تغطية خاصة لجولة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي تعتبر رحلته الخارجية الأولى منذ حصوله فعليًّا على ترشيح حزبه.
كما نوهت المجلة إلى الانتقادات المختلفة التي توجه إليه، على الأقل في مجال السياسة الخارجية، بدءًا من تهمة كونه مثاليًا وضعيفًا، يظن أن بإمكانه أن يسحر أعداء أمريكا، مرورًا بتصوير جون ماكين وكتاب الأعمدة من المحافظين الجدد والمدونين المنتمين إلى اليمين له بأنه حالم ليبرالي يكتفي بالتمني أن تختفي أخطار العالم.
لكن فريد زكريا، كاتب موضوع الغلاف، كان له رأي آخر.
كل هذه الانتقادات تعتبر بعيدة عن الحقيقة؛ فخلال الحملة ضد هيلاري كلينتون، والآن ماكين، طور أوباما من الأفكار الأساسية المتعلقة بسياساته الخارجية حال وصوله إلى الرئاسة، هذه الأفكار تبرز منها نظرة عالمية بعيدة عن النموذجية الليبرالية، وأقرب بكثير إلى الواقعية التقليدية.
ومن المثير للاهتمام أن أوباما يبدو - على الأقل بالنسبة للمدارس التاريخية للسياسة الخارجية - المحافظ رابط الجأش، بينما يبدو ماكين المثالي شديد الحماسة.
من الواضح أن أوباما وماكين هما خليط من الواقعية والمثالية، وهما الأمران اللذان سعى إليهما رجال الدولة الأمريكيون طويلا. إلا أن التوازن الذي يرسيه كل قائد مختلف تمامًا عن الآخر؛ فأوباما يحترم، إلى حد كبير على ما يبدو، التقليد الواقعي، وهو الأمر غير المألوف لدى الديمقراطيين المعاصرين، أما ماكين فيرى العالم من منظور أخلاقي تزمتي، وهو الأمر غير المألوف لدى الجمهوريين التقليديين.
وقد تكون للاختلافات بين أوباما وماكين صلة بما هو أبعد من الأيدلوجيا؛ فماكين ينظر إلى العالم بتشاؤم، ويراه مكانا مظلما وخطرا، حيث سينتصر الشر إذا لم تفرض أمريكا قوتها باستمرار وحزم.
أما أوباما فيرى عالمًا يبدو من نواحٍ عدة أكثر حداثة وانغماسًا في النظام الاقتصادي والسياسي الدولي. كما أنه يعتبر دولا مثل إيران وكوريا الشمالية بمثابة عوائق في وجه التاريخ، ومهمة أمريكا في هذا السياق هو دفع القوى التقدمية نحو الأمام، واستخدام "القوة الناعمة"، ومحاولة حمل القوى الكبرى في العالم على حل مشاكله الأساسية.
يمكنكم إذًا وصف أوباما بالواقعي المتفائل، أو بالمتفائل الواقعي، لكن لا تصفوه بالساذج.

!ياله من غاز



مجلة "جلوبال فاينانس"، عدد يوليو، أغسطس

ترجمة/ علاء البشبيشي
يتوقع العلماء أن يشهد العالم في السنوات القادمة تغيرات مناخية أسوأ مما كان متوقعاً من قبل، ويعتقدون أن عواقبها الاقتصادية ستتضاعف في المئوية القادمة، كما أن خسائرها البشرية قد تصل إلى عشرات الآلاف.. فمن سيدفع هذا الثمن ؟
مجلة "جلوبال فاينانس" حاولت الإجابة على هذا التساؤل، مسلطة الضوء على أسواق الكربون العالمية، التي تعد عنصرا رئيسيا في الجهود الرامية لوقف تغير المناخ.
وربما نشعر بالتفاؤل إذا علمنا أن هذه الأسواق زاد حجم حصصها العالمية ثلاثة أضعاف، من 10 مليارات دولار عام 2005 إلى 30 مليار دولار في العام الماضي. لكن تفاؤلنا هذا لن يدوم طويلا بعد سماعنا لتصريحات "يفو دى بوير"، رئيس أمانة تغير المناخ بالأمم المتحدة، والتي كشف فيها عن عدم انخفاض حجم انبعاثات الكربون في العالم بالرغم من هذا الازدهار.
تضخمت تجارة الكربون خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن هل ستنقذ تلك التجارة كوكب الأرض حقا؟ أم أنها مجرد كمية كبيرة من الهواء الساخن؟.
الارتفاع الجنوني في أسعار النفط، وتركُّز أنظار السياسيين باستمرار، على مخاطر التغير المناخي، وزيادة الطلب على الطاقة من قبل الاقتصاديات الناشئة، كل ذلك قد يدفع سوق تجارة الكربون باتجاه تريليون دولار بحلول العام 2020، وهو الأمر الذي يعتبر نذير خيرٍ إن صدقت نظريات المتفائلين.
ربما نتفهم هذه المخاوف والتطمينات إذا عرفنا أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تزيد بنسبة 60% على مدى الخمسة والعشرين عاما المقبلة إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء.
ولضمان أقصى استفادة من أسواق الكربون في مواجهة هذه التحديات أعد أستاذان في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وهما "دني اليرمان"، و "بول جوسكو"، تقريرًا أصدرا فيه ثلاث توصيات، الأولى: لا بد من جمع معلومات أساسية وصحيحة وعلمية لضمان أن تقوم تجارة غاز الكربون على أسس يمكن الاعتماد عليها. والثانية: لا بد من وضع حد لمكافآت بيع وشراء غاز الكربون. والثالثة: لا بد من الاعتماد على التجربة الأوروبية لتوسيع هذه التجارة لتكون على مستوًى عالمي.
الاهتمام العالمي بالتغير المناخي، وتقليل استخدام الغازات التي تسهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض، أمران يمكن عن طريقهما وقف تهور الأوضاع، خاصة وأن التغير المناخي كان قد اختطف الأضواء أثناء اجتماع قادة الدول الثماني الكبار في قمتهم الرابعة والثلاثين في طوكيو.
كما أخذت اليابان خطوة للأمام، في يونيو الماضي، في مجال تجارة الكربون؛ حينما أعلن رئيس الوزراء "ياسو فوكودا" تعهده بتقليل انبعاثات الغاز في بلاده بنسبة تتراوح بين 60 إلى 80% بحلول العام 2050.

النادي المتوسطي


مجلة "ذي إيكونوميست
وأخيرًا أصبح الحلم الساركوزيُّ بإيجاد (اتحاد من أجل المتوسط) حقيقة، ووجد طريقه إلى النور في احتفالٍ فخم داخل القصر الكبير بالعاصمة الفرنسية باريس، وبحضور أكثر من أربعين رئيس دولة أوروبية وعربية. لكن لا بد لبريق الأضواء ألا يشغلنا عن الأسئلة الأكثر أهمية في هذا السياق: فما الذي ستستفيده الدول العربية المتوسطية من انضمامها لهذا النادي الجديد؟ وما الذي تنتظره بلدان جنوب وشرق المتوسط بتناقضاتها السياسية المعروفة، وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية المزمنة، في مقابل كتلة أوروبية موحدة ومتجانسة سياسيا واقتصاديا وثقافيا؟
وفي معرض تسليطها الضوء على هذا الحدث، أكدت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية على أن المتوسطي، بشماله وجنوبه، يشكل وحدة اقتصادية، وينبغي على أوروبا أن تجعله قويًا.
في نهاية الأسبوع الماضي، وتحديدًا في قمة المتوسط التي انعقدت في باريس، أراد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن يرأب الصدع، بحضور 40 من قادة العالم والاتحاد الأوروبي، اجتمعوا لإطلاق نادٍ جديد بعنوان (الاتحاد من أجل المتوسط). ورغم كلام السيد ساركوزي الأجوف، من المتوقع أن يكون لهذا النادي بداية لا بأس بها، في ظل اقتراحات فرنسية بتوفير نقود للمساعدة في تمويل المغامرات في مجال الطاقة الشمسية، ومكافحة الإرهاب، والتبادل الثقافي.
ويُنتظَر أن يجتمع قادة الاتحاد من أجل المتوسط في قمة دورية كل سنتين، لكن المجلس الوزاري للاتحاد سيجتمع مرة في السنة، بالإضافة إلى إنشاء أمانة عامة لم يحسم أمر مقرها خلال قمة باريس.
وقد قوبلت فكرة الاتحاد من أجل المتوسط بتحفظ من بعض الدول، ورفض صريح من البعض الآخر؛ خاصة وأن ساركوزي ربما يقوم - من خلال مشروعه المتوسطي - بفرض "إسرائيل" على شعوب وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، مُسوِّقا ذلك تحت شعارات واهية من قبيل التعاون والشراكة الاقتصادية. ورغم أن هذا التنوع يُعطي قوة للاتحاد، إلا أن الكثير من العقبات مازال قائما؛ فالمنطقة مثقلة بالكثير من المساوئ.
لقد نظر الاتحاد الأوروبي صوب الجنوب من ذي قبل، وتحديدًا من خلال مبادرة أطلق عليها (عملية برشلونة)، التي يرجع تاريخها إلى 13 عامًا خلت، لكنها فشلت في تحقيق وعودها.
أما الآن فسقف الآمال أكثر ارتفاعًا، خاصة وأن الاستثمارات الأجنبية المباشرة قد ارتفعت في الدول الواقعة على ساحل المتوسط - من المغرب وحتى تركيا - ست مرات عما كانت عليه في القرن الماضي. فيما بلغت نسبة نمو الناتج المحلي لدى دول المنطقة قرابة 4,4% في العام.
ويكمن الاختبار الأول فيما إذا كان السيد ساركوزي يرغب في نجاح النادي المتوسطي، أم أنه يريد فقط صقل المجد الفرنسي. وإذا كان يريد للاتحاد أن يكبر فعليه قبول الفكرة القائلة بأن الاتحاد لمصلحة الجميع، وأن يدع الأمور تسير بصورة طبيعية.

الطغيان والسياحة



مجلة "نيو ستيتس مان"، 17 يوليو 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي
من المتوقع أن تستقبل شواطئ جنوب شرق آسيا الحالمة، ذات الرمال البيضاء، ملايين الزوار الغربيين هذا الصيف، ولكل وجهة هو موليها.
قد يراها البعض جنة، لكن مجلة "نيوستيتس مان" نظرت للموضوع من زاوية أخرى، أطلقت عليها (الجانب المظلم من النعيم)، موضحة أن الصورة ليست مشرقة بالقدر الكافي في هذا الجزء من العالم.
إذا عدت بالذاكرة إلى بداية العام الجاري، ستجد حقيقة أخرى أكثر سوادًا حول هذا الإقليم، بعيدًا عن الصورة التي رسمها الزوار لشاطئ الجنة.
حينما كان الجنرال "سوهارتو" مستلقيًا في مستشفى جاكرتا أوائل يناير الماضي، ندب المعلقون الغربيون فشل العالم في تقديمه للمحاكمة، بتهمة مسئوليته عن مقتل نصف مليون شخص في أوائل الستينيات من القرن الماضي.
لكن ذلك لم يمنع كوكبة من النجوم المحليين - من أمثال مهاتير محمد، أبو التنمية الإسلامية، ولي كوان يو، صانع سنغافورة الحديثة، وسلطان ممكلة بروناي- من زيارته وهو يقاتل في معركته الأخيرة.
المجلة تصفه بالديكتاتور، أما "لي كوان يو" فيقول عنه: "أشعر بحزن حينما أرى صديقي القديم، الذي عملت بالقرب منه طيلة 30 عامًا، لم ينل التكريم الذي يستحقه"، بل يسكب من أجله مهاتير دمعة، وهو ممسك بيديه.
حتى رئيس تيمور الشرقية، خوزيه راموس هورتا، قال كلمات طيبة في حقه، وطالب الجميع بالدعاء له، رغم أن سوهارتو كان الرجل الذي أمر بغزو بلاده في عام 1975. لكن الغرب أجمع بعد وفاته على إدانة فترة حكمه.
لكن ماذا يهم زوار البلاد من كل ذلك؟ إنهم فقط يتمتعون ويأكلون، ولتذهب السياسة إلى حيث لا يريدون أن يعلموا.
معظم الزائرين غير مدركين لسياسات البلاد الداخلية، وبعضهم يكتفي بالمزاح بشأنها. وربما لا تكون تلك البلاد اللاعب الكبير، لكنها بوجه عام جزء مما أطلق عليه "فريد زكريا" (عالم ما بعد أمريكا).
إن أهم الدروس التي يجب أن نتعلمها مما سبق هي الأسباب التاريخية التي أدت إلى غياب الديمقراطية عن هذه المنطقة، ولماذا لا يتوقع المرء ظهورًا وشيكًا لها.

ما وراء هيلاري



مجلة "ذي أميركان بروسبِكت"، 23 يوليو 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي
تعرّضت الديمقراطية "هيلاري كلينتون" لكثير من الحملات الإعلامية والسياسية "العنصرية" التي استندت إلى "الفرز السياسي" على أساس "الجنس والنوع"، وهو الأمر الذي أكد أن المجتمع الأمريكي لم ينضج بعد بالصورة التي يحاول قادته تسويقها لنا، ودليل ذلك عدم قدرته حتى الآن على تجاوز "الفرز الطائفي" في الانتخابات الرئاسية.
مجلة "ذي أميركان بروسبِكت" نظرت لما وراء ترشح هيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية، والنتيجة التي وصلت إليها، مستكشفة بذلك موقع المرأة على الخارطة السياسية في "بلد الحريات"!
كان عام 1992، عام المرأة في أمريكا؛ حيث تم انتخاب 27 امرأة لعضوية الكونجرس، ومن وقتها زاد عددهن بوتيرة ثابتة، ورغم ذلك بقيت انتخابات العام 1992 فريدة من نوعها.
أما في عام 2008 الجاري، فقد أثارت حملة هيلاري كلينتون الانتخابية النقاش حول المرأة والسياسة، وكيف لعبت اعتبارات (الجنس والنوع) دورها في تلك الحملة، وكيف استجاب الناخبون حين رأوْا امرأة ترشح نفسها لهذا المنصب الكبير. ورغم الدراما والإثارة اللتين رافقتا حملة كلينتون الانتخابية، إلا أن الطوفان يرجع تاريخه لعقدين مضيا، وتحديدًا بين عامي 1991 – 1993 حينما حدث التغيير الأكبر تجاه ثقافة المرأة العاملة في الحقل السياسي.
هذه الفترة لم تشهد فقط أكبر عدد من النساء اللواتي دخلن الكونجرس، بل شهدتهن أيضًا كحاكمات للولايات الأمريكية.
حاربت السيدة كلينتون بشراسة ضد "أوباما"، الذي يحمل نفس الشارة الديمقراطية، وكانت أحيانًا تحرز تقدمًا في بعض الولايات، بل مر وقت كان المراقبون يفكرون في شكل أمريكا إذا تولت كلينتون زمام أمورها. إلا أن زوجة الرئيس السابق فشلت في اقتناص ترشيح حزبها لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
ورغم كل ما سبق، لا تزال نسبة المرأة لا تتعدى 25% من أعضاء البرلمان وحكام الولايات وأعضاء الهيئة التشريعية، وها هو العام 2008 يأتي دون تغيير يُذكر.
جهودنا تهدف إلى تغيير الثقافة السياسية بشكل كافٍ؛ لتمهيد الطريق أمام المرشحة القادمة.

أسرار القيادة


مجلة "تايم" الأمريكية، 9 يوليو

ترجمة/ علاء البشبيشي
نيلسون مانديلا.. الذي يحتفل بعيد ميلاده التسعين الأسبوع المقبل، كانت سعادته الكبرى تكمن في صحبة الصغار، وكان حرمانه الأكبر أن يقضي 27 عامًا من حياته دون أن يسمع صوت طفل، أو يمسك بيديه.
زارته مجلة "تايم" الأمريكية، لتسلط الضوء على حياته المليئة بالتجارب.
حين زرت مانديلا الشهر الماضي في جوهانسبرج، كان أضعف وأبسط من ذي قبل، وكانت أولى ردود فعله أن فتح ذراعيه لطفليَّ الصغيرين. وفي ثوان كانا يحتضنان العجوز الذي يفيض ألفة، والذي سألهما على الفور عن رياضتهما المفضلة، وعن الطعام الذي تناولاه في الإفطار.
مانديلا.. حرر بلاده من سطوة العنف والتعصب، وساعد في الجمع بين البيض والسود، والطاغية والمظلوم، بطريقة فريدة من نوعها.
كاتب موضوع الغلاف عمل مع مانديلا، في التسعينيات لمدة عامين أثناء كتابته سيرته الذاتية، والتي أتت بعنوان "رحلتي الطويلة من أجل الحرية"، وحينما قارب الكتاب على الانتهاء اجتاحه شعور مروع بأنه سيفقده، كان شعورًا وصفه الكاتب بأنه أشبه ما يكون بـ "غياب الشمس عن الحياة"؛ فقد كان الرجل محاربًا وسياسيًا ورجل دولة وصاحب مبدأ وناشطًا وأستاذا في التخطيط والإدارة.
سألته عما يحتاجه العالم ليصبح مكانا أفضل للعيش، فأجاب:
أولا: الشجاعة، ليس باعتبارها غيابا للخوف، بل إلهامًا
للآخرين بأن يتخطوا حواجزه.
ثانيا: القيادة من المقدمة، دون إغفال القاعدة، وتركها خلف ظهرها.
ثالثا: القيادة من المؤخرة، وترك الآخرين يشعرون أنهم في المقدمة.
رابعا: معرفة عدوك، وتعلم رياضته المفضلة.
خامسا: إبقاء الأصدقاء قريبين، وجعل الأعداء أكثر قربا.
سادسا: الاهتمام بالمظهر، والابتسام دوما.
سابعا: الأمور ليست إما أسود وإما أبيض.
ثامنا: الاعتزال.. قيادة من نوع آخر.

حوار مع باراك أوباما



مجلة "رولينج ستون"، 10 يوليو، 2008
رغم الحملة الشرسة التي اشتعلت ضده منذ بداية السباق الرئاسي، مازال "باراك أوباما" يختطف الأضواء. فهو الذي يصفه الجميع هذه الأيام بأنه "يغير وجه أمريكا"، وهو أيضا من وصفه كاتب موضوع غلاف مجلة "رولينج ستون" بأنه "هادئ الطباع، رابط الجأش، دقيق الكلام".
أعدت المجلة معه لقاءً، في 7 صفحات، استغرق 50 دقيقة، تحدث فيه حول العديد من القضايا..
سألناه: متى بالضبط بدأت تشعر أنك تستطيع، أو ينبغي عليك، أن تكون رئيسا؟ فأجاب: أستطيع القول: إن ذلك لم يخطر على بالي قبل فوزي في الانتخابات الأولية لمجلس الشيوخ في عام 2004، وحينها شعرت بأن الرسالة التي كنت أُنَظِّر لها، يمكن أن تجد صدى لدى شريحة أكبر داخل المجتمع الأمريكي.
ثم أردفنا: ما الذي عرفته عن أمريكا من خلال حملتك الانتخابية، ولم تكن تعرفه من قبل؟ فقال: لست متأكدا إن كان هذا يعتبر درسا جديدا أم لا، لكن الحملة زادتني يقينا أننا لسنا منقسمين بالقدر الذي تصوره لنا السياسة. فحينما تلتقي شخصا لا يهمك إن كان ديمقراطيا أو جمهوريا أو محافظا أو ليبراليا.
قلنا له: ما الذي عرفته عن نفسك خلال هذه الحملة؟ فرد قائلا: عرفت أمرين، أعتقد أنهما مترابطان، الأول: أنني كلما أصبحت أكبر، كلما تضاءلت أهمية أن أرضي غروري.
والثاني: اكتشفت أن وجودي في مركز الضوء لا يشعرني بالكثير من الرضا، فقط أشعر به حينما أنهي عملي المنوط بي فعلُه، وهو الأمر الذي يؤكد أنني لست متقلب المزاج.
سألته المجلة عن حياته الشخصية، وسياساته المستقبلية، وما الذي سيفعله في مجال مكافحة المخدرات، بعد أن أرهقت دافعي الضرائب الأمريكيين بملايين الدولارات منذ السبعينيات وحتى الآن، وقد أتت إجاباته كلها متمرسة كالعادة.
وكلما كانوا يسألونه أكثر، كلما كانت أدلة ذكائه ونبوغه تسطع أكثر.
قلنا له: كل هؤلاء الشباب الذين ساندوك، وراهنوا عليك، وعلقوا آمالهم على وعودك بالتغيير، ماذا ستفعل من أجلهم؟
فأجاب: إن مجرد الإحساس أن بإمكانهم المساعدة يشكل وجهة هذا البلد. أما عن الذي ستقدمه هذه الحملة فقد قلنا سابقا: "حينما تعمل من أجل دارفور، أو حتى تنخرط في إحدى المجموعات البيئية، فتأكد أننا بحاجة إليك؛ كي تكون جزءا من هذا الحوار المركزي حول سياساتنا وحكومتنا".
وحين انتهينا، أتت كلماته التي تؤذن بالرحيل محاطة بابتسامة متألقة، قائلا: "حسنا أخي، اعتن بنفسك".

سأغادر حينما أنهي مهمتي



مجلة "نيوستيتس مان"، 10 يوليو 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي
في لقاء حصري وصفته مجلة "نيو ستيتس مان" بأنه (صريح جدًا)، تحدث رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عن سوء حظه السياسي، وانتقاد الإعلام له، وتطرق إلى الاشتراكية، وأوضح سبب تمسكه بمنصبه حتى الآن رغم كل الصعوبات التي واجهته.
إنها صعوبات كبيرة بالفعل، دفعت أسبوعية ذي إيكونوميست يومًا إلى كتابة مقال حول ذلك بعنوان (آلام جوردون براون).
بعد الصعوبات التي واجهته في عامه الأول كرئيس وزراء للمملكة المتحدة، لابد وأن يكون جوردون براون يأمل بوجود استقبال حافل له في عقر دار حزب العمل.
وتكمن إحدى مشكلات براون في أنه يقود حكومة رسبت في معظم استطلاعات الرأي، ويبدو أن الناخبين يشككون في قدرة براون على قيادة البلاد، رغم أنهم في هذه الرحلة كانوا شغوفين بمقابلته وتحيته.
كثيرون يصفونه بأنه "فاتن، وسويّ"، وآخرون، حتى من محبيه، يشعرون بأنه في ورطة، فلديه الكثير من المهام التي تنتظره لينجزها.
قليلون يقولون: إنهم لا يصدقون ما يوجه له من نقد في وسائل الإعلام، لكن الغالبية تصدق! أما على المستوى الشخصي فاتضح أن براون لا يحب الحديث عن نفسه كثيرًا، كما أنه يقرأ بنهم حينما يجد الوقت لذلك. وقد أجاب على كل الأسئلة بسرعة، وكأنه كان يتوقعها. فحين سئل عن أسعد لحظات حياته، أجاب: لحظة ميلاد ابني، وحينما سئل عن أكثر الأشياء التي لم يكن يتوقعها في منصبه، قال: المفاجآت.
استطردت المجلة، تسأله عن الساعة التي يخلد فيها للنوم، فقال: تبعًا للظروف، فقالت: كم ساعة تنام إذن؟ فأجاب: لا يوجد عدد ساعات معين.
حين سألناه عن أكثر المعلومات الخاطئة التي أثيرت حوله، قال: فقط أخبرني عنها، وسأقول لك إذا كانت صحيحة أم خاطئة.
أحطناه علما بأن الناس يقولون: إنه يفقد أعصابه بسرعة، فقال: حينما تأخذ قرارا صعبا ينبغي عليك الحفاظ على رباطة جأشك، وهدوئك.
وقبيل إنهاء مقابلتنا معه، سألنا رئيس الوزراء عن أكثر عاداته التي لايحبها، فقال: قضم أظافري، فهي جميلة. ثم نظر ليديه وابتسم، فربما كان يريد إخفاء حقيقة مخجلة!
وفي النهاية خرجنا بأن جوردون براون ربما يكون لا يختلف كثيرا عنا.

كيف سيحكمون العالم؟


مجلة "ذا نيو ريبابلك"، 30 يوليو

ترجمة/ علاء البشبيشي

أوباما ليس كـ "جيمي كارتر"، لكنه كـ "رونالد ريجان"، بهذه الجملة بدأت مجلة "ذا نيو ريبابلك" موضوع غلافها الأخير، حيث استبقت الحاضر، ونشرت توقعاتها حول أول شيء سيفعله بارك أوباما، بعد فوزه في الانتخابات القادمة.
في يومه الأول كرئيس، سيتوجه باراك أوباما إلى "غرفة المواقف" لحضور مؤتمر صحفي مع أهم قيادييه، الجنرال "ديفيد بيترايوس".
كلا الرجلين لديه تاريخ مع الآخر؛ فحينما طالب أوباما بسحب قوات بلاده من العراق، كان رد بترايوس أن رفع عددها إلى أكثر من 30 ألفا.
وتشير "ذا نيو ريبابلك" إلى وعود أوباما التي تنازل عنها، وإلى آماله التي خفض سقفها، وتذكر على سبيل المثال تصريحاته المطولة بشأن إغلاق معتقل جوانتانامو.
والمجلة هذه المرة لم تعتنق سياسة "الغزل" التي يتسم بها كثير من أخواتها في الغرب.
وإذا قرأت عن سياسة أوباما، أو تحدثت مع مستشاريه ستكتشف شيئا مذهلا حول كون إدارة أوباما ربما تظهر هذا الوجه الأسود للحرب على الإرهاب.
يبحث باراك عن شراكات متنوعة، وقد أخبرني مستشاروه أنه سيعمق تعاونه مع الحكومة الباكستانية، والحكومة الاتحادية الانتقالية في الصومال. في الوقت الذي أبدى فيه استحسانه للشراكة التي عقدتها أمريكا مع زعماء العشائر في العراق، في مواجهة القاعدة.

صدمة النفط

مجلة "فرانت لاين"، 12 يونيو – 4 يوليو
ترجمة/ علاء البشبيشي
"أسعار النفط وتداعياته الاقتصادية".. موضوع لا تكاد تخطئه عين في معظم وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.
ولأن ردود الفعل على هذا الارتفاع في الأسعار تعدت مجرد التحليلات الاقتصادية، والتحذيرات السياسية، لم تجد مجلة "فرانت لاين" بدا من أن تخصص موضوع غلافها الأخير لتأثيرات هذا الارتفاع على الاقتصاد الهندي.
لقد أضحى الاقتصاد الهندي على شفا جرف هار، وأصبح على أبواب فترة تتسم ببطء النمو وارتفاع معدلات التضخم.
وكانت الهند قد أعلنت رفع أسعار البنزين والديزل بنسبة 10%، وهي أكبر زيادة من نوعها منذ سنوات، وهو القرار الذي اعتبرته الحكومة الهندية أمرا لا مفر منه؛ نظرا لارتفاع الأسعار العالمية، واعتماد الهند على الاستيراد من الخارج لتوفير احتياجاتها من الوقود، معتبرة ذلك بمثابة الدفعة الأخيرة للخروج من هذه الأزمة.
هذا وقد تراجعت أسعار النفط إلى أقل من 124 دولارا للبرميل يوم الأربعاء الماضي في التعاملات الأوروبية، مسجلة أدنى مستوياتها السعرية منذ قرابة ثلاثة أسابيع عقب رفع أسعار الوقود في الهند، وهي خطوة يمكن أن تقلل من الطلب عليه.
وقد وصل استهلاك الهند من النفط الخام خلال عامي 2006،2007 إلى 147 مليون طن، كان 34 مليون طن منهم فقط يتم إنتاجها محليًا. أضف إلى ذلك معدلات التضخم التي ارتفعت إلى 8% أو يزيد.
ورغم وجود بدائل كثيرة قد تمكن الحكومة الهندية من التكيف مع هذه الصدمة التي خلفها ارتفاع أسعار النفط، إلا أن الحكومة من جانبها تؤكد أنها بالفعل قد اتخذت بعض هذه التدابير.

لماذا يخشى الكبار مساعدة الصغار

مجلة "نيوستيتس مان"، 26 يونيو
ترجمة/ علاء البشبيشي
لم يعد المجتمع البريطاني يثق في أن يتعامل الكبار مع الصغار، فقد أظهر تقرير جديد، مثير للجدل، أعده "فرانك فيوردي"، و "جيني بريستون"، ونشرته مجلة "نيو ستيتس مان"، أن ثقافة "انعدام الثقة" هذه تدمر العلاقات بين الأجيال.
منذ العام 2002 وجد الكثيرون أنفسهم مجبرون على الخضوع لفحص في مكتب السجلات الجنائية، لمجرد أن عملهم، أو نشاطاتهم التطوعية، تتطلب منهم الاحتكاك بالأطفال.
هذا يعني أن كل من يتعامل مع الأطفال سيتعرض لهذا الفحص الجنائي، بمن فيهم مدربوا كرة القدم، وحكام لعبة الكريكيت، ورؤساء فرق الكشافة، والمتطوعون في الأعمال الخيرية، والمراكز الاجتماعية، والآباء الذين يتطوعون لمرافقة الأبناء في الرحلات، حتى من له احتكاك ضئيل بالأطفال يخضع لذلك، ولو كان سائقوا الشاحنات المدرسية، أو حتى العمال المكلفون بإصلاح دورات مياه المدرسة.
وكان الدافع وراء إعداد هذا التقرير الذي أطلق عليه "رخصة للعناق"، والذي تم نشره في 26 يونيو الجاري، ارتفاع معدلات الجريمة في الأوساط التي يتم فيها احتكاك البالغين بالأطفال الصغار.
لكن المشكلة أن هذه الفحوصات أضحت حديث المدينة، ودخل النقاش حولها كل لقاء، واقتحم كل حديث. حتى صار الأمر مزعجا للغاية.
وقد أظهر البحث الجديد أن معظم العاملين في الحقل التطوعي يقبلون بوجود مثل هذا النظام الجديد، باعتباره حقيقة واقعة. لكن الكثيرون منهم كانوا يستهلون حديثهم بجملة "بكل أسف"، وكان البعض الآخر لا يثق في فعاليته، بينما كانت زمرة ثالثة تعتقد بأنه أمر متعب ومحير.
كما وجدت شكاوى من التكاليف الباهظة لتطبيق هذا النظام، وطول الوقت الذي يستغرقه العمل الكتابي المرتبط به.
لكن المؤيدون لهذه الثقافة يرون أنه بغض النظر عن رأي المنتقدين فإن النظام الجديد يحمي الأطفال من مخالب الكبار.
وتبقَ بُعد المسافة بين الأجيال المختلفة يمكن إصلاحها فقط عن طريق إعطاء الكبار فرصة أكبر للتواصل مع الصغار لا العكس.

كيف نطيح به؟


مجلة "ذي إيكونوميست"، 26 يونيو
ترجمة/ علاء البشبيشي
"بإجباره المعارضة على الانسحاب من الانتخابات الرئاسية، يكون الرئيس روبرت موجابي قد دق المسمار الأول في نعش منصبه السياسي". هكذا رأت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية الوضع السياسي في هذا البلد الأفريقي.
من الصعوبة بمكان أن يصدق أحد أن الكوارث التي جلبها حاكم زيمبابوي على شعبه ستزداد سوءا، رغم أن ذلك حدث خلال الأسبوع الماضي.
ولم يكن حرق الصبي الذي لم يتعد السادسة من عمره، لأن أباه ينتمي للمعارضة، أو ذبح زوجة عمدة العاصمة هراري، إلا جزءا من موجة العنف المتزايدة في البلاد، والتي دفعت زعيم المعارضة "مورجان تسفانجراي" إلى الانسحاب من الانتخابات الرئاسية؛ فقد كان يشعر أنه بتمسكه بالترشح يعرض حياة الآلاف من مؤيديه للخطر.
ورغم إعلانه الفوز، إلا أن معظم القارة السمراء، فضلا عن باقي دول العالم، بدأوا يشعرون أنه لا يمكن السماح له بالبقاء في سدة الحكم. ونتيجة لذلك أضحى موجابي ضعيفًا، وباتت نهاية حكمه الدموي على مرمى حجر.
وتردف المجلة: "وربما تتسائل أحد الأشباح الخيالية لماذا لا تتم الإطاحة بموجابي عن طريق القوة المسلحة، عن طريق القوى الغربية، إذا لم يكن بيد الأمم المتحدة؟".
لكن كيف يمكننا التخلص منه؟ الخطوة الأولى والأسهل تتمثل في عدم الاعتراف بأية حكومة يقودها السيد موجابي. وسيعمل الاتحاد الأوروبي وأمريكا ومعظم الدول الغنية في العالم على إقصائه.
بالفعل سيكون من الرائع أن نطيح به بأي وسيلة، لكن يبقى من غير المعقول أن يتم ذلك بدون تعاون لوجستي في الأساس، بين قادة دول المنطقة.
والآن حان الوقت أن تنتهج الدول الأفريقية – خاصة دول مجموعة التنمية لدول الجنوب الإفريقي الأربعة عشر – نفس هذه المطالب.
لدى موجابي وهم الطواغيت أن "الرب وحده قادر على خلعه، كما نصَّبه"، لذلك فلا بد للدول الغربية و الأفريقية، خاصة جيران زيمبابوي، أن يتكاتفوا من أجل التخلص من هذا الغول الذي جلب العار للقارة بأسرها.

المعنى الحقيقي للوطنية

مجلة "تايم"، 7 يوليو 2008.
ترجمة/ علاء البشبيشي
"الوطنية".. كلمة لطالما تغنى الأمريكيون بها، وقاتلوا من أجلها، لكن هل تتحول هذه الشعارات الآن من مصدر قوة إلى سبب للفرقة؟
نقاش طرحته مجلة "تايم" الأمريكية، أكدت من خلاله أن الوطنية الحقيقية يمكن إثباتها بالأفعال لا بالأقوال.
للوطنية مفهوم بسيط بالنسبة لكثيرين؛ يتمثل في حب الوطن. حب يبنى على الأفكار لا الأعراق، وينطلق من قضية، ولا يستند إلى مَلِك أو دين.
لا شئ أهم من هذه المبادئ، التي يعتبر السباق الرئاسي، الذي انتصف الآن، فرصة حقيقية لإعادة تعريفها وفق متغيرات القرن الحادي والعشرين.
لقد شهد تاريخنا مفهومين للوطنية، وكنا نعتبر إنجازاتنا هي معيار عظمتنا. وقد دخل المحافظين والليبراليين في نقاش طويل، أصبح محور السياسة الأمريكية لسنوات، زعم خلاله الجمهوريون أنهم الورثة الحقيقيين للإرث القومي، وقاموا بالهجوم على الديمقراطيين، الذين اتهموهم بعرقلة البلاد عن الحفاظ على مبادئها.
وكان محافظون وجمهوريون قد شككوا في وطنية أوباما بدعوى أنه لم يضع يده على صدره أثناء أداء النشيد الوطني وعدم ارتدائه دبوسا يحمل العلم الأمريكي.
هذه الاتهامات نفاها السيناتور باراك أوباما، واصفا إياها بأنها مزاعم" سخيفة ولا أساس لها من الصحة".
إن القول بأن أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية، سواء كان أوباما أو ماكين، هو من يمثل الحلم الأمريكي يعتبر اختيارا خاطئا، لأن كلا منهما يجسد هذه الوطنية.
ما نريده الآن هو مفهوم ثالث للديمقراطية، لا يقدر فقط الأمور العظيمة في بلدنا، لكن أيضًا ما يدعم هذه العظمة.

القارة المفقودة تجد تعاطفًا من المستثمرين الأجانب

مجلة "جلوبال فاينانس"، عدد يونيو 2008
بعد تجاهلها لعقود من قبل كبار المستثمرين والمؤسسات الدولية، وجدت أفريقيا نفسها فجأة في مركز الضوء. ولم تكن مرونتها خلال أزمة الرهن العقاري، التي حدثت مؤخرًا، سوى جزء من السبب وراء إعادة اكتشاف هذه القارة السمراء.
مجلة "جلوبال فاينانس" خصصت موضوع غلافها، هذا الشهر، للحديث عن هذا الاكتشاف.
لطالما كانت أفريقيا قارة منسية، ورغم ثروتها الهائلة من المصادر الطبيعية، إلا أن الاستعمار، والفساد السياسي، وسوء إدارة الاقتصاد، لم يجعلها تستفد من ثرواتها.
والآن أعيد اكتشاف القارة الأفريقية، بقيادة الصين والهند اللتان بدأتا في استثمار ثروات القارة، وإحداث طفرة في عالم التجارة هناك.
وفي الوقت ذاته ينبئ الإصلاح الاقتصادي – الذي يجري حاليًا في أفريقيا- بنمو طويل الأمد، سريع الخطى.
ورغم ذلك التغير، تبقى بعض التهديدات تطل برأسها؛ فعدم الاستقرار الذي تموج به القارة لا يزال على مرمى حجر، أضف إلى ذلك شلال الدماء الذي يجري حاليًا في كينيا، وعدم الاستقرار الحاصل في كثير من الدول الأخرى. وهو الأمر الذي يؤكد أن مخاطر التوتر السياسي، التي مازالت القارة معرضة لها، ستلقي بظلالها لا محالة على الوضع الاقتصادي فيها.
يأتي الطلب المتزايد على البترول وغيره من الموارد الطبيعية، من قبل الأسواق العملاقة في العالم، على رأس أسباب هذه الصحوة الاقتصادية.
ورغم وجود بعض الاقتصاديات الناجحة في القارة، سيكون من الخطأ وصف كل دولها بهذه الطفرة الاقتصادية، والسياسية، والثقافية؛ فمازال 300 مليون أفريقي يعانون تحت وطأة الجوع، رغم تدفق مليارات الدولارات من المساعدات منذ انتهاء الاحتلال الغربي لها.
يحدث هذا في الوقت الذي نجد فيه التجارة والاستثمار في آسيا قد نجحا في انتشال 400 مليون شخص من مستنقع الفقر، فهل يحدث مثل ذلك في أفريقيا؟

ماكين المحبوب

مجلة ذا نيشن
ترجمة/ علاء البشبيشي
مجلة "ذا نيشن" خصصت موضوع غلافها الأخير للحديث عن "جون سيدني ماكين الثالث"، المولود في 29 أغسطس 1936. وهو سياسي أمريكي، وعضو مجلس النواب عن ولاية أريزونا، وأحد المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري.
بالإضافة إلى أنه من أبرز المؤيدين للحرب على
العراق، و دعم إسرائيل، وهو بذلك يعتبر نسخة من بوش، بل إن بعض اليهود وصفوه بأنه (صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم
مثل الغالبية الساحقة من الثلاثمائة مليون أمريكي، لم يسعد كاتب هذا المقال بملاقاة "جون ماكين". لم نجلس معه يومًا في نصف دائرة على الأرائك المخملية الحمراء، نتجاذب أطراف الحديث، ونتناول حلوى "دانكن دونتس". لم نتناقش بصراحة حول استراتيجيتة، ونحن نتشارك معه ومستشاريه الطعام والشراب.
ورغم أننا لم نتلقِ ماكين يومًا وجهًا لوجه، إلا أننا نشعر بأهمية أن نقاوم الشهادة لصالح الرجل، مثلما فعل العديد من الصحافيين من قبل.
كثيرون من الكتاب أثنوا على ماكين، من بينهم جاك تابر الذي وصفه بـ "الرجل الهادئ"، واليساري "جاكوب ويسبيرج"، رئيس تحرير مجلة سليت اليومية، الذي خلع عليه وصف "الرجل صاحب الشخصية الثابتة، المستعد دائمًا للدفاع عن قناعاته". وفريد زكريا، رئيس تحرير مجلة "نيوزويك"، الذي قال فيه "إنه رجل يتمتع بذكاء، وشرف، وشجاعة، شخصية وسياسية، هائلة".
لكن هذا المديح كله لم يكن إلا جزءًا من المؤامرة.
وهكذا ساعدت حملة الخداع والتزييف التي قامت بها الصحف، عددًا تلو الآخر، والصحافيين من شتى الأطياف السياسية، في ضمان أن مواقف ماكين غير المعتدلة، وتغيراته السياسية المفاجئة، ستبقى بعيدة عن إدراك الناخبين.
وقد روَّجت وسائل الإعلام من قبل، أن جورج بوش الابن هو الشخص الذي يمكننا مشاركته أجمل الأوقات، ونجحت وقتها في إخفاء الكوارث التي جلبها هذا الرجل لشعبه بمجرد أن أصبح رئيسًا.
وبالمثل تستطيع اليوم وسائل الإعلام إخفاء الحقيقة حول سياسات ماكين المتطرفة، وإنكار الواقع الذي يقول: إن فوزه في نوفمبر القادم ربما يكون استمرارًا – إن لم يكن توسعًا- لنفس السياسات التي جعلت البلاد على شفا كارثة يُتعذر الخروج منها.

سور أمريكا العظيم

مجلة "تايم"، عدد 19 يونيو، 2008
ترجمة/ علاء البشبيشي

بعد أن سخرت، منذ أسبوعين، من الوضع المزري الذي وصل إليه جيش بلادها في العراق وأفغانستان، عادت مجلة "تايم" الأمريكية لتسخر من جديد، لكن هذه المرة، من الجدار العازل، الذي اقترحت واشنطن بنائه علي الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية

ذهبت المجلة للحدود، وسجلت ما يجري هناك.
اندهش المهرب لرؤيتنا، فقد كانت مناوبة "لاميجرا"، حارس الحدود، قد انتهت، وحان الوقت ليتحرك المهرب.
أقنع زبائنه، وكانوا 11 من المهاجرين غير الشرعيين، أن يجتازوا السياج بسرعة، وفي دقائق معدودات، كان الجميع قد عبر الحدود بأمان، حوالي 8 كم غربي ناكو- أريزونا.
كان المهرب يخفي آثار أقدامهم على الطريق الحدودي، حينما ظهرنا بغتة بسيارتنا الرباعية أعلى التل. وقد اندفع المهرب بمجرد أن رآنا، مثلما يفعل قرناؤه دائمًا حين يشعرون بأنهم مراقبون. وفي لحظة كان بمأمن في الجانب الآخر، تاركًا زبائنه لقدرهم المحتوم.
لكنهم تبعوه في حيرة، بمجرد أن أدركوا أننا مجرد صحفيين ولسنا عملاء فيدراليين.
وبهذه الطريقة سنحت الفرصة لفريق المجلة أن ينقلوا إلينا كيف يجتاز مجموعة من المكسيكيين العاديين، هذه الحدود.
يحدث ذلك رغم تعهدات الرئيس بوش بتشديد الإجراءات الأمنية علي الحدود مع المكسيك من خلال عمليات المراقبة باستخدام طائرات تصوير واستطلاع صغيرة بدون طيار، إضافة لاستخدام التكنولوجيا في مراقبة الخط الحدودي بين البلدين.
إذا لم يستطع الحاجز، الذي بلغت كلفته مليار دولار، منع الأطفال وكبار السن من اجتياز الحدود في وضح النهار، فما الفائدة إذن؟
لقد أضحت الحدود بالنسبة للسياسة الأمريكية، كالأرز، أو ربما البطاطس، بالنسبة لموائد الطعام؛ تجدها في كل وجبة.
ويبقى السؤال الهام الآن ليس شكل السور المزمع بناؤه، لكن كيفية قيامه بدوره.

فقط ادفنوها

مجلة "ذي إيكونوميست"، 19 يونيو
ترجمة/ علاء البشبيشي
لقد حان الوقت لكي نتقبل أن معاهدة لشبونة قد ماتت، ويمكن للاتحاد الأوروبي أن يكمل للأمام بدونها
قناعة عبرت عنها مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، بشأن معاهدة لشبونة، التي تعتبر نسخة مخففة من الدستور الأوروبي. ورغم أنها لا تشير إلى رموز الاتحاد كالعلم والنشيد، لكنها تحتفظ ببعض الاصلاحات التي تضمنتها مسودة الدستور.
لقد صوب الناخبون مرة أخرى سهمًا في قلب معاهدة الاتحاد الأوروبي. وقد كان السهم هذه المرة أيرلنديًا؛ حيث صوتت نسبة تتراوح بين 53-47% من الأيرلنديين ضد معاهدة لشبونة في 12 من يونيو الماضي، وقد حذوا في ذلك حذو الفرنسيين والألمان، الذين رفضوا الدستور الأوروبي الذي سبق معاهدة لشبونة، في العام 2005.
الأيرلندوين أيضًا انقلبوا على المعاهدة، لكن الدنماركيين كانوا أول من بدأ هذه اللعبة، بتصويتهم ضد اتفاقية ماسترخت في عام 1992.
يبدو أن رئاسة فرنسا المقبلة للاتحاد الاوروبي لن تكون سهلة بسبب الأزمة حول إقرار معاهدة لشبونة.
هذه العراقيل يصمم ساركوزي على اجتيازها بأي وسيلة، لدرجة أنه لوح بطلب إرجاء انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي المتوقع عام 2010؛ لدفع تشيكيا إلى إقرار المعاهدة، محذرًا في الوقت ذاته من أنه لن يكون هناك توسيع، دون معاهدة جديدة.
وقد أتى رد القادة السياسيين في أوروبا على هذا الرفض، على ثلاث مراحل؛ الأولى: أعلنوا خلالها أن النادي الأوروبي يغرق في أزمة كبرى، جعلته لا يستطيع القيام بمهامه.
والثانية: أن وضعوا عبء إيجاد حل لهذه الأزمة على عاتق الدول التي صوتت بالرفض، رغم أن المعاهدات يجب أن يتم المصادقة عليها من قبل جميع الأطراف كي يسري العمل بها.
والأخيرة: بدأوا خلالها يلمحون بأن على المصوتين أن يعيدوا التفكير مرة ثانية، مهددين بأن الدولة التي ستصوت بالرفض مرة أخرى ستكون معرضة للطرد من الاتحاد الأوروبي.
وقد حصل الاستثناء الوحيد لهذه المراحل الثلاث في عام 2005 برفضٍ فرنسي ألماني مشترك.