برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, August 8, 2008

إعصاران



مجلة ذي إيكونوميست

ترجمة/ علاء البشبيشي
"الأزمة المالية حصدت روحي ضحيتين جديدتين".. هكذا استهلت أسبوعية "ذي إيكونوميست" البريطانية موضوع غلافها الأخير، والذي أشارت فيه إلى الضربة العنيفة التي تلقاها عملاقتا التمويل العقاري في الولايات المتحدة "فريدي ماك" و"فاني ماي"، بعد أن فقدت أسهم الشركتين أكثر من 90 % من قيمتها منذ أغسطس المنصرم، جراء أزمة الإسكان التي تشهدها البلاد.
في الثالث عشر من يوليو الجاري كشف هانك باولسون - وزير الخزانة الأمريكي - النقاب عن خطة طوارئ لإنقاذ شركتي "فاني ماي"، و "فريدي ماك"، عملاقتي الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية، اللتين تستحوذان على قروض وضمانات قروض تصل إلى ستة تريليونات دولار، وهو ما يعادل نصف إجمالي القروض العقارية في أمريكا.
وبعد يومين بث "بن برنانك" - رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي - الرعب داخل الأسواق، بعد أن حذر الكونجرس من ضربة قاصمة للاقتصاد الأمريكي؛ نتيجة التضخم الزائد عن الحد.
وربما كان السيد باولسون محقًا في مخاوفه من أن انهيار "فاني" و "فريدي" قد يكون كارثيًّا؛ لأنهما إذا عجزتا عن الاقتراض فإنهما لن تستطيعا شراء الرهون العقارية من المقرضين، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الحصول على قروض عقارية أمرًا شبه مستحيل، مما سيؤدي بدوره إلى ركود سوق الإسكان.
يحدث ذلك في وقت يشهد فيه هذا السوق تباطؤًا شديدًا، وشُحًّا في الائتمان، وارتفاعًا في أسعار الطاقة والسلع، وتدهورًا في أسعار الدولار الأمريكي، نتيجة إقبال المستثمرين على بيعه مع تصاعد حدة المخاوف بعد أن اضطرت الحكومة الأمريكية إلى التدخل بخطة إنقاذ لدعم شركتي الرهن العقاري العملاقتين سالفتي الذكر، فضلاً عن انهيار أحد أكبر بنوك الرهن العقاري في الولايات المتحدة.
في أمريكا أسعار العقارات والأسهم المالية في هبوط، وأسعار الغذاء والطاقة في ارتفاع جنوني، واقتصاد المنطقة الأوروبية تضاءل خلال الربع الأخير، وعلى البنوك المركزية في أنحاء العالم أن ترفع معدلات الفائدة لكبح جماح التضخم، أما الدولار فمعرض للمخاطر.
وحتى إذا أتى الانخفاض في النشاطات التجارية والاقتصادية أقل حدة مما يتوقعه المتشائمون، فربما يستمر الأمر لمدة أطول مما يتمناه المتفائلون.
والدرس الفوري الذي نتعلمه هو أن الأزمة المالية، والتي بلغت من العمر عامًا حتى الآن، لا يُتوقع انتهاؤها قريبًا.

No comments: