مجلة "نيوز ويك"، 29 يوليو
ترجمة/ علاء البشبيشي
مجلة "نيوزويك" أبرزت تغطية خاصة لجولة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي تعتبر رحلته الخارجية الأولى منذ حصوله فعليًّا على ترشيح حزبه.
كما نوهت المجلة إلى الانتقادات المختلفة التي توجه إليه، على الأقل في مجال السياسة الخارجية، بدءًا من تهمة كونه مثاليًا وضعيفًا، يظن أن بإمكانه أن يسحر أعداء أمريكا، مرورًا بتصوير جون ماكين وكتاب الأعمدة من المحافظين الجدد والمدونين المنتمين إلى اليمين له بأنه حالم ليبرالي يكتفي بالتمني أن تختفي أخطار العالم.
لكن فريد زكريا، كاتب موضوع الغلاف، كان له رأي آخر.
كل هذه الانتقادات تعتبر بعيدة عن الحقيقة؛ فخلال الحملة ضد هيلاري كلينتون، والآن ماكين، طور أوباما من الأفكار الأساسية المتعلقة بسياساته الخارجية حال وصوله إلى الرئاسة، هذه الأفكار تبرز منها نظرة عالمية بعيدة عن النموذجية الليبرالية، وأقرب بكثير إلى الواقعية التقليدية.
ومن المثير للاهتمام أن أوباما يبدو - على الأقل بالنسبة للمدارس التاريخية للسياسة الخارجية - المحافظ رابط الجأش، بينما يبدو ماكين المثالي شديد الحماسة.
من الواضح أن أوباما وماكين هما خليط من الواقعية والمثالية، وهما الأمران اللذان سعى إليهما رجال الدولة الأمريكيون طويلا. إلا أن التوازن الذي يرسيه كل قائد مختلف تمامًا عن الآخر؛ فأوباما يحترم، إلى حد كبير على ما يبدو، التقليد الواقعي، وهو الأمر غير المألوف لدى الديمقراطيين المعاصرين، أما ماكين فيرى العالم من منظور أخلاقي تزمتي، وهو الأمر غير المألوف لدى الجمهوريين التقليديين.
وقد تكون للاختلافات بين أوباما وماكين صلة بما هو أبعد من الأيدلوجيا؛ فماكين ينظر إلى العالم بتشاؤم، ويراه مكانا مظلما وخطرا، حيث سينتصر الشر إذا لم تفرض أمريكا قوتها باستمرار وحزم.
أما أوباما فيرى عالمًا يبدو من نواحٍ عدة أكثر حداثة وانغماسًا في النظام الاقتصادي والسياسي الدولي. كما أنه يعتبر دولا مثل إيران وكوريا الشمالية بمثابة عوائق في وجه التاريخ، ومهمة أمريكا في هذا السياق هو دفع القوى التقدمية نحو الأمام، واستخدام "القوة الناعمة"، ومحاولة حمل القوى الكبرى في العالم على حل مشاكله الأساسية.
يمكنكم إذًا وصف أوباما بالواقعي المتفائل، أو بالمتفائل الواقعي، لكن لا تصفوه بالساذج.
مجلة "نيوزويك" أبرزت تغطية خاصة لجولة المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي تعتبر رحلته الخارجية الأولى منذ حصوله فعليًّا على ترشيح حزبه.
كما نوهت المجلة إلى الانتقادات المختلفة التي توجه إليه، على الأقل في مجال السياسة الخارجية، بدءًا من تهمة كونه مثاليًا وضعيفًا، يظن أن بإمكانه أن يسحر أعداء أمريكا، مرورًا بتصوير جون ماكين وكتاب الأعمدة من المحافظين الجدد والمدونين المنتمين إلى اليمين له بأنه حالم ليبرالي يكتفي بالتمني أن تختفي أخطار العالم.
لكن فريد زكريا، كاتب موضوع الغلاف، كان له رأي آخر.
كل هذه الانتقادات تعتبر بعيدة عن الحقيقة؛ فخلال الحملة ضد هيلاري كلينتون، والآن ماكين، طور أوباما من الأفكار الأساسية المتعلقة بسياساته الخارجية حال وصوله إلى الرئاسة، هذه الأفكار تبرز منها نظرة عالمية بعيدة عن النموذجية الليبرالية، وأقرب بكثير إلى الواقعية التقليدية.
ومن المثير للاهتمام أن أوباما يبدو - على الأقل بالنسبة للمدارس التاريخية للسياسة الخارجية - المحافظ رابط الجأش، بينما يبدو ماكين المثالي شديد الحماسة.
من الواضح أن أوباما وماكين هما خليط من الواقعية والمثالية، وهما الأمران اللذان سعى إليهما رجال الدولة الأمريكيون طويلا. إلا أن التوازن الذي يرسيه كل قائد مختلف تمامًا عن الآخر؛ فأوباما يحترم، إلى حد كبير على ما يبدو، التقليد الواقعي، وهو الأمر غير المألوف لدى الديمقراطيين المعاصرين، أما ماكين فيرى العالم من منظور أخلاقي تزمتي، وهو الأمر غير المألوف لدى الجمهوريين التقليديين.
وقد تكون للاختلافات بين أوباما وماكين صلة بما هو أبعد من الأيدلوجيا؛ فماكين ينظر إلى العالم بتشاؤم، ويراه مكانا مظلما وخطرا، حيث سينتصر الشر إذا لم تفرض أمريكا قوتها باستمرار وحزم.
أما أوباما فيرى عالمًا يبدو من نواحٍ عدة أكثر حداثة وانغماسًا في النظام الاقتصادي والسياسي الدولي. كما أنه يعتبر دولا مثل إيران وكوريا الشمالية بمثابة عوائق في وجه التاريخ، ومهمة أمريكا في هذا السياق هو دفع القوى التقدمية نحو الأمام، واستخدام "القوة الناعمة"، ومحاولة حمل القوى الكبرى في العالم على حل مشاكله الأساسية.
يمكنكم إذًا وصف أوباما بالواقعي المتفائل، أو بالمتفائل الواقعي، لكن لا تصفوه بالساذج.
No comments:
Post a Comment