برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Sunday, June 21, 2009

مستقبل الحلم الأمريكي


ذا نيشن، 25 مايو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


حول (مستقبل الحلم الأمريكي)، تحدثت مجلة ذا نيشن في موضوع غلافها الأخير، والذي اقتبسته من كتاب للمحلل الاقتصادي المعروف ويليام جريدر، موضحة كيف تحوَّل هذا الحلم الجميل إلى كابوس قبيح، لا يستطيع أحد مواجهته.
ورغم أن الموضوع يقدم بعض النصائح لتخرُج أمريكا من كبوتها، وربما تستعيد حلمها الضائع، يبقى الجزء الأهم هو ذلك الذي تطرق لوعورة الطريق التي تتنكَّبُهَا الولايات المتحدة الآن.
كما فهم فرانكلين روزفلت يومًا، سيؤجل الأمريكيون السيطرة المباشرة، ويتحملون التضحيات القاسية ـ إذا اضطروا إلى ذلك ـ ماداموا مقتنعين بأن المستقبل بإمكانه أن يصبح أفضل من الماضي.
لكننا نواجه في هذه اللحظة الراهنة من التاريخ مشكلة أكثرَ تعقيدًا بكثير. ما الذي ستعِد به أناسًا قيل لهم: إن بإمكانهم الحصول على أي شيء يريدونه؟
كيف ستخبرهم أن "الأوقات الجيدة"، كما عرفناها، ولَّت، ولن تعود إلى الأبد؟!
هاهي الرؤية الضخمة التي أقترح أن يتَّبعها الأمريكيون: حق كافة المواطنين في حياة أرحب. ليس (معنى ذلك) أن تصبح أغنى من جارك، ولا أن تكدس المزيد والمزيد من الأغراض لديك، بل حقك أن تعيش الحياة بكاملها، وهذا ما يرنو إليه الكثيرون اليوم. فالناس ـ حتى الناجحون والأغنياء منهم ـ قد أصابهم الإحباط؛ لأن الأبعاد الغير ملموسة للحياة قد حُجِبت، أو استُبدلت بطرق كَبُرت أو صَغُرت. أما حقيقة أخلاقنا المشتركة فتم إلقاؤها في سلة المهملات باسم العائدات الأكبر.
لقد فقدت العائلات ـ حتى الغنية منها ـ النعم الصغيرة للحياة اليومية؛ مثل التعود على تناول طعام الغداء كل يوم بحضور كل أفراد العائلة.
إن أهم الأساسيات التي ضحينا بها هو الوقت الكافي لممارسة البهجة وألغاز تنشئة الأولاد، والمتعة البسيطة لحب الاستطلاع الناتج عن التفرغ، وتعلم كيف تصنع الأشياء بيديك، والشعور بالارتياح الناتج عن الصَّداقة والتعاون الاجتماعي.

موعدٌ في بيروت


ذا نيو ريباببلك، 20 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


في موضوع غلافها الأخير الذي سطره الكاتب "ديفيد صامويلز"، سلطت مجلة "ذا نيو ريبابلك" الضوء على الأوضاع المتقلبة على الساحة اللبنانية، والتي تراها ليست سوى صدى الحرب الباردة المشتعلة بين الغرب وإيران. وكان أبرز ما حذرت منه المجلة أن لبنان ربما يكون على شفا مرحلة في غاية الصعوبة، ليس هناك مخرج منها سوى نزع فتيل التوتر بين الطوائف اللبنانية المتناحرة. وكان أغرب ما تحدثت عنه المجلة فقدان بعض اللبنانيين الأمل، ورغبتهم في السفر؛ نجاة بأنفسهم!
في كل مرة أزور فيها بيروت، أجد نفس التأرجح الغريب بين افتراض الاستقرار النسبي والاعتقاد بأنه في غضون أسبوع أو شهر أو سنة، على أكثر التقديرات، ستنهار الدولة.
تناولتُ القهوة في الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية، ظهيرة أحد الأيام، وقابلتُ إحدى المدرسات الشيعيات التي تعمل في المدرسة العامة، وأخبرتني أن طلابها يتدربون على استخدام الأسلحة على أيدي ميليشيات سمير جعجع، حليف سعد الحريري. أما أعز صديقاتها وهي امرأة سنية تعيش في الضاحية، معقل حزب الله، فكانت ترتعد كلما أتى ذكر السياسة، وقالت: أنا لن أصوِّت لصالح أحد. وأوضحت أنها سافرت مؤخرًا لزيارة أختها في تورونتو، لكنها لم تكن تعتقد أنها ستعود مجددًا، فمغادرة البلاد تجعل من العودة إليها ثانية أمرًا صعبًا، وهي تود لو تركت لبنان، ولم تعد إليه أبدًا!

ثلاثة تريليونات دولار آجلة


ذي إيكونوميست، 16 مايو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


حول انهيار البنوك، وسبل إنقاذها، تحدثت أسبوعية ذي إيكونوميست البريطانية، مستهلة بمحاولة لتلطيف الأجواء وتخفيف حدة الذعر الساري في أوصال العالم، مستشهدة بما أسمته "الازدهار المتعمد" الذي تسعى الحكومات للترويج له؛ من أجل أن تستعيد المصارف عافيتها بأسرع وقت ممكن.
ليس هناك علاج واحد ناجع لانهيار البنوك، إلا أن سَن قوانين أفضل، وضخّ رؤوس أموال أكثر قد يساعدان في هذا السياق.
لكن إذا كان لديك رأس المال والشجاعة فالأسواق ملأى بالفرص؛ فالحكومات تضمن أجزاء كبيرة من النظام المالي، لذا بإمكانك جني الأرباح، وإلقاء الخسائر على كاهل دافعي الضرائب. كما تراجع تهديد التأميم، وانتعشت أسعار أسهم البنوك، أضف إلى ذلك أن النقود رخيصة، والودائع وفيرة؛ لذا فإن القروض الجديدة تبشر بهوامش ربح ضخمة.
هذا الازدهار مُتعمد، فالحكومات والمنظمون يريدون للبنوك أن تجني أرباحًا لتستعيد عافيتها بصورة أسرع بعد هبوط قُدِّر بـ 3 تريليونات دولار. إنها جزء من صفقة وحشية تمايَزَ فيها الصيارفةُ عن الدولة.
لكن يجدر أن يكون واضحًا الآن أنه يمكن للتوأم الشرير (المجازفة المفرطة والمكافأة المفرطة) أن يسمم الرأسمالية، ويدمر الاقتصاد. أما ثمن الإنقاذ فأصبح خلْق نظام أقل مناعة وأكثر خطورة من أي وقت مضى.
فيما يقول البعض: إن إعادة تنظيم الأوراق بصورة جذرية وحده كفيل بإنقاذ دافعي الضرائب من الأزمة القادمة، وهذا يعني أن الهيكل لابد وأن يتغير، وأن الحكومات لابد وأن تطهّر البنوك.

مستقبل العمل


تايم، 25 مايو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


في رحلة أشبه ما تكون بما يحدث في أفلام الخيال العلمي، صاغت مجلة تايم الأمريكية موضوع غلافها الأخير، والذي أتى تحت

عنوان (مستقبل العمل) ليستشرف مستقبل الوظائف بعد عقد من الآن.
منذ عشر سنوات خلت لم تكن شبكة "فيس بوك" الاجتماعية موجودة، وقبلها بعشرٍ أخرى لم يكن لدينا شيء اسمه شبكة الانترنت. إذًا من يدري ما هي الوظائف التي ستولد في غضون العقد القادم؟.
ورغم البطالة التي بلغت أعلى مستوياتها منذ ربع قرن، من المتوقع أن يعود سوق العمل مجددًا، لكنه لن يكون بنفس صورته في الماضي.
لن يدفع لك أحد لمجرد أن تُظهِر نفسك.
سنرى عالمًا يحوي عملا أكثر مرونة واستقلالا وتعاونية، لكنه أقل أمنًا، يديره جيل يحمل قيمًا جديدة، يضم نساءً سيصبحن الأكثر تحكمًا فيه.
ستتغير وظيفتك... في الواقع، لقد تغيرت بالفعل.

لعبة النهاية في سريلانكا


فرانت لاين،9 – 22 مايو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


وصفته الأمم المتحدة بأنه "حمام دم"، ووصفه وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، بـ"المكدّر" و"المروّع"... إنه الوضع المأساوي الذي خلَّفه القتال المتصاعد في شمال سريلانكا بين الحكومة وحركة نمور التاميل
وبعيدًا عن سخونة الأجواء واشتعال البارود أكدت مجلة فرانت لاين الهندية أن الحلول العسكرية لن تحسم الموقف؛ ذلك أن الجيش السريلانكي وإن تمكن من إبادة النمور عن بكرة أبيهم، فإنه سيواجه معركة أخرى لا تقل خطورة ووعورة.. إنها معركة (كسب قلوب وعقول الشعب التاميلي) العالق الآن على خط النار!
يوافق السادس والعشرون من أبريل 2009 الذكرى الثالثة لمحاولة اغتيال قائد الجيش السريلانكي الجنرال "ساراث فونسيكا"، على يد امرأة حامل تنتمي لحركة نمور التاميل، وقد أصيب الجنرال "فونسيكا" بجراح خطيرة في هذا الهجوم، استغرق شفاؤه منها خمسة أشهر كاملة.
بعدها بثلاث سنوات، وتحديدًا في ظهر اليوم الأول من شهر مايو (الجاري)، تغيرت الخريطة العسكرية في سريلانكا بصورة لم يكن يتخيلها أيٌّ من مراقبي الأوضاع في البلاد؛ فقد تحوَّل الصياد إلى طريدة، والطريدة إلى صياد! حيث فقد "فيلوبيلا برافاكاران"، زعيم جبهة نمور تحرير تاميل- إيلام، كامل الخمسة عشر كيلو مترًا مربعًا التي كان مسيطرًا عليها في الشرق والشمال قبل نشوب حرب إيلام، وهرب إلى منطقة عدم إطلاق النار الحكومية، واتخذ ملجأً وسط عدد من المدنيين الغير معروفين.
وقد تيقن الجيش والحكومة أن قادة النمور يحتجزون مدنيين أبرياء داخل المنطقة الآمنة؛ لاستخدامهم وقت الحاجة كحاجز ردع أخير في مواجهة التقدم السريع للجيش.
والحكومة السريلانكية الآن على وشك أن تسحق نمور التاميل، لكن معركة كسب قلوب وعقول شعب التاميل ربما تكون بنفس صعوبة المعركة مع النمور.
وقد تجاهل مجلس الأمن الدولي طلبا تقدم به وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا لمناقشة القتال المتصاعد في سريلانكا الذي خلف أكثر من 400 قتيل مطلع الأسبوع الجاري. وقد اعترض وزيرا خارجية بريطانيا ديفد مليباند وفرنسا برنار كوشنير، وانضم إليهما مايكل سبندليلجار الوزير الاتحادي للشؤون الأوروبية والدولية في النمسا، على عدم اتخاذ المجلس أي إجراء بهذا الصدد.
ولما صمَّ الجميع آذانهم، سلطت المجلة الضوء على لب المشكلة، الذي تراه مُلَخَّصًا في شكاوى شعب التاميل التي إن لم تُعالَج – بحسب المجلة – سيولد نمور جدد كل يوم يحملون السلاح في وجه الحكومة.
على الجبهة السياسية، تبنت الحكومة السريلانكية استراتيجية داهية، مستعيرة بعض تكتيكات النمور أنفسهم، مثل الاستمرار في إطلاق تصريحات حول قضايا السلام، والتنمية والتحرك باتجاه تسوية للنزاع، في الوقت الذي تخطط فيه بدقة لشن حرب شاملة.
وعلى الجبهة الدعائية، تبنت الحكومة أيضًا تكتيكات النمور؛ فعلى جبهة القتال توغلت أميالا إضافية لتتأكد من أن أخطاء الماضي لن تتكرر، وأن الجنود مُنحوا الدرجة القصوى من الحماية. وكان الشعار، على حد وصف قائد الجيش: "اذهبوا للقتل، وإنجاز الحد الأقصى من الخسائر والتدمير للبنى التحتية التابعة للعدو، في الوقت الذي يُحافَظ فيه على أقل خسائر ممكنة في صفوف الجنود".
وقد شهدت مرحلة القتال الراهنة الاستخدام الأكبر لسلاح الجو. وبالرغم مما يقدر بـ 20 ألف هجوم جوي مباغت، لم يواجه الجيش نيران المدفعية المضادة للطائرات سوى في المرحلة النهائية للحرب. بالطبع كانت الخسائر البشرية فادحة. وقد اعترف الجيش بأنه فقد 4,200 من جنوده بين ضابط وجندي، قائلا: إنه قتل 20 ألفًا من نمور التاميل. ولم يتسن التأكد من صحة خسائر النمور من مصادر مستقلة.
والسؤال الجلي (الآن): ماذا بعد؟
بالطبع النمور جزء من المشكلة، لكن إبادتهم كقوة تقليدية ليس حلا. فالنمور ليسوا إلا إفرازًا لتجاهل شكاوى التاميل، وإذا لم تُعالج هذه الشكاوى سيبقى أصل المشكلة.