برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Thursday, November 26, 2009

حلقة 25 نوفمبر 2009


(1)

تراجع الابتكارات الأمريكية


نيوزويك، 24 نوفمبر 2009

لماذا تخشى الولايات المتحدة التخلف وكيف تتجنبه؟ تساؤل طرحته أسبوعية نيوزويك في مستهل موضوع غلافها الأخير الذي حمل عنوان (تراجع الابتكارات الأمريكية).

وقد اعتمدت المجلة على نتائج استطلاع الرأي العالمي المتعلق بالابتكارات والذي أجرته مؤخرًا نيوزويك وإنتل، بمشاركة 4,800 شخصًا من مختلف أنحاء الولايات المتحدة والصين وألمانيا والمملكة المتحدة.

اليوم، يعمل الملايين في مجال الأبحاث في كل أنحاء أمريكا. لكن في خضم تباطؤ اقتصادي عميق، يشكك الأمريكيون إلى حد كبير في قدرتهم على المحافظة على تفوقهم الإبداعي، مع أنهم يوافقون جميعا على أن أهمية الإبداع التكنولوجي اليوم أكبر من أي وقت مضى.

هذه المعلومات، المأخوذة من استطلاع الرأي العالمي المتعلق بالابتكارات الذي أجرته نيوزويك بالاشتراك مع شركة «إنتل»، ألهمتنا للتفكير فيما قد يتطلبه الأمر لدفع الأمريكيين إلى الإيمان من جديد بأنهم في طليعة الإبداع التكنولوجي. استطلاع الرأي هذا الذي مولته شركة إنتل وأجرته شركة الاستطلاعات «بين، شون آند بيرلاند أسوشييتس» وهو عبارة عن استمارة ملأها على شبكة الإنترنت 4,800 راشد في الولايات المتحدة والصين وألمانيا والمملكة المتحدة، بهدف مقارنة وجهات النظر فيما يتعلق بسباق الابتكارات. وكانت نيوزويك مسؤولة عن صياغة الأسئلة التي تضمنها استطلاع الرأي، فضلا عن تفسير النتائج.
في بعض المسائل كان هناك إجماع واسع: فثلثا المشاركين يعتقدون أن الابتكارات ستكون أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة إلى الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات الـ30 المقبلة. لكن الاستطلاع يظهر بعض التناقضات اللافتة أيضا. فـ81 بالمائة من الصينيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تحافظ على تفوقها على الصين في مجال الابتكارات؛ في حين أن 41 بالمائة فقط من الأمريكيين يوافقون على ذلك. وللتوصل إلى الابتكار المهم التالي، يركز الأمريكيون على تحسين منهجية تعليم الرياضيات والعلوم، في حين أن الصينيين يريدون تحسين قدرتهم على حل المشاكل بطريقة إبداعية ويركزون على المهارات التجارية.
في كل أنحاء العالم، ثمة مؤشرات على أن الاقتصاد بدأ يخرج من حالة الركود وفيما يحدث ذلك، سيعاود الناس من كل الجنسيات بحثهم عن أفضل المنتجات وأفضل الاستثمارات وأفضل الوظائف. وفيما ينتعش الاقتصاد العالمي من جديد، فإن استعادة الثقة في قدرة الدول على الابتكار ستكون أساسية.

(2)

أبطال وأوغاد

نيو ستيتسمان، 24 نوفمبر 2009

في السابع من ديسمبر المقبل، سيلتقي 65 من زعماء العالم في مؤتمر المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة في كوبنهاجن؛ للتوصل لاتفاق مناخي عالمي جديد. ومع اقتراب موعد المؤتمر أعد خبراء البيئة بمجلة نيوستيتسمان قائمة تضم عشرين (بطلا ووغدًا) على حد وصف المجلة، من السياسيين والنشطاء والشركات والمؤسسات، ما بين صديقٍ للبيئة وعدوٍ لها.

قائمة الأبطال ضمت "جيمس لوفيلوك" الذي يدعم الطاقة النووية، و"مارينا سيلفا" وزيرة البيئة البرازيلية، و"راجندرا باشوري" الخبير الدولي في ظاهرة الاحتباس الحراري، و"آل جور" أول ملياردير يجني ثروته من "نظافة البيئة"، و"بيل ماكيبون" الباحث المقيم في الدراسات البيئية بكلية ميدلبيري بولاية فيرماونت الأميركية، والعالمة الفيزيائية الهندية "فاندانا شيفا"، وآخرون.

أما قائمة الأوغاد فضمت رئيس المفوضية الأوروبية "جوزيه مانويل باروسو"، لأنه ظل يمثل شوكة في خاصرة أصدقاء البيئة منذ تنصيبه رئيسًا للمفوضية عام 2004، وبنك (آر بي إس) الذي أثبتت التقارير الصادرة في الفترة بين مايو 2006 و أبريل 2008 تورطه في منح قروض لصناعة الفحم، رغم تأكيده على أنه يستثمر في مجالات الطاقة الخضراء. ووزير المالية البريطاني "أليستير دارلينج"، الذي فتح صنبور النقد البريطاني ليصب في وعاء الصيارفة بعشرات المليارات من الجنيهات، تخيل لو استخدمت هذه الأموال في عدم وتطوير الاقتصاد الأخضر الأقل انبعاثًا للكربون. كان ذلك كفيلا بخلق مئات الآلاف من فرص العمل.

أضف إلى هؤلاء المليونير الأمريكي "دونالد ترامب"، و"مايكل أوليري"، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الأوروبية ، و"معهد البترول الأمريكي"، الذي يمثل 400 من أضخم الشركات في الولايات المتحدة، وآخرون.

(3)

جيل أوباما

ذا نيشن، 23 نوفمبر 2009

بحسب مجلة "ذا نيشن" لا يزال الرئيس أوباما يمتلك نصيب الأسد من التأييد في صفوف الشباب، على الرغم من تأكيد استطلاع رأي أجرته جامعة "كوينيبيك" الأميركية أن شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما تراجعت للمرة الأولى إلى ما دون الخمسين في المائة.

في الرابع من نوفمبر 2008، فاز الرئيس الأمريكية باراك أوباما بأصوات 66% من الشباب الأمريكي دون الثلاثين، ليرفع بذلك رصيد الحزب الديمقراطي بنسبة 12% مقارنة بنتائج العام 2004. وقد كان الشباب من أوائل مؤيدي أوباما، فعلى سبيل المثال مثَّلت أصوات الناخبين دون الثلاثين هامش فوزه في ولاية أيوا.

وفي لقاءات مع 30 شابًا من أنحاء الولايات المتحدة ممن عملوا ضمن حملة أوباما، قال معظمهم إنهم استمروا في العمل بنفس النشاط حتى بعد انتهاء نشوة الفوز.

هذا التأثير الاستثنائي لانتخاب أوباما على الشباب ليس مقتصرًا على دعم أولوياته التشريعية، بل لا يزال الكثيرون منهم بعد مرور عام على تنصيبه يعملون لصالح شعاره الذي خاض به الانتخابات (التغيير الذي يمكننا الإيمان به)، وليس معنى ذلك أنهم يعملون لصالح أوباما كشخص.

(4)

هل يمكن إنقاذ هؤلاء الآباء؟

تايم، 30 نوفمبر 2009

هل تريد حقًا أن ينجح أبناؤك؟ ترفق في الخوف عليهم، ولا تكن كالدب الذي قتل صاحبه ظنًا منه أنه يدفع السوء عنه. ملخص نصيحة قدمتها مجلة تايم الأمريكية من خلال موضوع غلافها الأخير الذي جاء تحت عنوان (هل يمكن إنقاذ هؤلاء الآباء؟).

هل تريد حقًا أن ينجح أبناؤك؟ تعلم متى تتركهم وحدهم. حينها سيحلقون عاليًا؛ فنحن غالبًا من نجذبهم لأسفل.

لقد اشترينا الأطعمة العضوية، والجوارب المصممة لتخفيف مخاطر الإصابة بأمراض الحساسية، وجلبنا المدرسين لتصحيح طريقة إمساك أطفالنا ذوي الخمس سنوات بالقلم. وأخذنا نحوم حول كافة المدارس، والملاعب. وبدأت فكرة نجاح أطفالنا تستحوذ على تفكيرنا.

رسالة غاضبة يتلقاها المدرس من الآباء يعترضون فيها على نتائج الامتحان حتى قبل انتهاء الصف، ورؤساء جامعات يصفون طلاب السنة الأولى بالهشاشة، وأنهم قابلون للكسر جراء أقل ضغط. إنها ظاهرةٌ بدأت تنتشر في أوساط الآباء من كل الأعمار والأعراق والجنسيات.

هذا ما أصبح عليه الآباء في بدايات القرن الـ 21، لذلك لن يستمر الأمر طويلا حتى تنفجر الفقاعة

(5)

المسلمون في الجيش الأميركي


المشاهد السياسي، 15-21 نوفمبر 2009

نضال مالك حسن لم يمت، وحادث إطلاق النار داخل «فورت هود» القاعدة العسكرية الأميركية ليس الأول من نوعه، ورغم هذا فقد أثار كمّاً هائلاً من الأسئلة داخل الولايات المتحدة وخارجها وفي الغرب الأوروبي. من لندن تساءلت مجلة المشاهد السياسي لماذا؟

ببساطة، لأنه مسلم، ولأن المسلمين في أميركا، كما داخل الجيش الأميركي بعد الحادي عشر من سبتمبر صاروا تحت المجهر، واللوبيات اليهودية في الولايات المتحدة تعزّز كل الشكوك التي تتّصل بسلوكهم اليومي داخل المساجد وخارجها. وبينما ننتظر نتائج التحقيقات، فإن كل الاجتهادات متاحة.

ليس على المسلمين الأميركيين أن يقدّموا أي اعتذار عن حادث «فورت هود» من أجل إرضاء جوقة الإعلام اليهودية، لأن العمل فردي ولا يعكس سلوك الجنود والضبّاط المسلمين بصورة عامة، ولا شأن لهم به مطلقًا. وقد سارع علماء مسلمون أميركيون إلى التأكيد أن الإسلام لا يعترف إطلاقًا بمثل هذه الأفعال ولا يقرّها. وفي أحاديث متفرّقة قال الدكتور "محمد مختار المهدي"، عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنّة: إن الإسلام لا يقرّ أفعالاً تضرّ بالآخرين، فإذا كان الإنسان غير راض عن موقف معيّـن، فإن من حقّه الانسحاب، لكن ليس له أن يعاقب غيره أو يؤذي من ليس سببًا في ما لا يرضى عنه، لأن الإسلام يقول: «لا ضَرر ولا ضِرار».

وعن محاولات بعضهم ربط دوافع منفّذ الهجوم بدينه (الإسلام)، قال المهدي: «إذا كان الضابط المسلم الذي يقال إنه منفّذ الهجوم أصوله إسلامية، فإنهم وثقوا فيه لمدة طويلة أهّلته لأن يصل لهذه المرتبة في الجيش، ومعنى هذا أنه ينطلق من أوضاع داخلية أو تأثّر نفسي لما يُحدِثه الجيش الأميركي في أنحاء العالم من العنف والإرهاب الحقيقي، وليس من كونه مسلمًا».

وحول تأثير مثل هذه الحوادث الفردية على الإسلام والمسلمين في الغرب، شدّد على أن «الإعلام المعادي سيسعى إلى استغلال هذه الحادثة للنيل من الإسلام والمسلمين في الغرب، وتشويه صورة الإسلام، وإظهاره على أنه دين يدعو إلى العنف، رغم أن مثل هذه الحوادث لا ترتبط بدين أو بجنس».

وتشير المجلة إلى أن هذه الإيضاحات التي تطوّعت لها منظّمات إسلامية أميركية وأوروبية، لم تمنع كتّابًا ومفكّرين يمينيين متشدّدين من استغلال الحادث الذي اعتبروه «تهديدًا من جانب المسلمين أو الطابور الخامس الذي يتسلّل إلى الجيش الأميركي»، بحسب صحيفة «نيويورك بوست» بعد ساعات على العملية.

ثم تتطرق المجلة إلى الحالة النفسية للميجور نضال والتي يُرَجَّح أن تكون لعبت دورًا كبيرًا في الحادث، فتقول:

يبدو أن "نضال مالك"لم يكن يريد تنفيذ الأمر القاضي بإرساله إلى العراق، وأن هذه المهمّة كانت أسوأ كابوس في حياته. هذا، على الأقلّ، ما تتقاطع عليه شهادات أصدقائه ورفاقه ومعارفه في القاعدة كما في المدينة. وما ظهر من هذه الشهادات هو أن عمل نضال كطبيب نفسي في الجيش، جعله قريبًا من حالات عديدة لجنود أميركيين تعرّضوا لمشاكل نفسيّة على خلفية خدمتهم في العراق، الأمر الذي شكّل حافزًا آخر للهجوم الذي قام به داخل القاعدة.

بكلام آخر، لم يكن مالك من الضبّاط الذين يرغبون في الذهاب إلى ساحات القتال، ولم يكن عنيفًا، ثم إنه لم يكن مرتاحًا بقرار قيادته، رغم أنه كان يقدّم خدمات نفسيّة للكثيرين من الجنود، وقد ساهم في شفاء أعداد منهم من التداعيات التي عادوا بها من الحرب، وليس الأمر، كما تمّ تصويره في بعض وسائل الإعلام «صراع أديان أو حضارات». علمًا أن المسلمين الأميركيين بصورة عامّة، لا يزالون منذ الحادي عشر من سبتمبر يعانون من الصورة السلبية التي تكوّنت عن الإسلام كدين عنيف في الولايات المتحدة وفي الغرب بصورة عامّة، رغم أن نهج «التغيير» الذي أعلن عنه باراك أوباما، يفترض أن يؤدّي مع الوقت إلى مزيد من انخراطهم في الحياة الأميركية إلى جانب الأقلّيّات الدينية والعرقية الأخرى.

(6)

حتمية الهزيمة الأمريكية في أفغانستان

الصمود، أكتوبر –نوفمبر 2009

تحت عنوان (حتمية الهزيمة الأمريكية في أفغانستان) رصدت مجلة "الصمود" مؤشرات السقوط الأمريكي في المستنقع الأفغاني، متسائلة: أين ذهبت تهديدات بوش بتقسيم العالم إما معه أو مع أعدائه؟ وأين ذهبت الغطرسة الأمريكية؟ ولِمَ عجزت قوة أمريكا التي كانت تسخّر الكواكب والفضاء عن تسخير كوكبة من الشباب مرّغوا أنفها في التراب ولعبوا بكبريائها أمام العالمين.

هاهي قد تلاشت زوابع القوة الأمريكية في أفغانستان، وانقشع غبار المعركة عن هزيمة أعتی قوة عسكرية في العالم أمام أضعف قوة عسكرية علی وجه الأرض في القرن الحادي والعشرين، أمام من لا يملكون سوی البنادق الخفيفة، وأجسامهم التي يفجرون بها أرتال الدبابات الأمريكية في كل مكان.

إن هزيمة أمريكا اليوم في أفغانستان باتت أمراً لا يشك فيه أحد، إنها هزيمة بكل المعايير و في كل المجالات، ولن تنحصر آثار هذه الهزيمة في أفغانستان، بل سوف تلاحق الأمريكيين في عقر دارهم، و في كل مرفق من مرافق حياتهم.

لقد دخلت الحرب في أفغانستان عامها الثامن، ولم تستطع القوات الغربية تحقيق أهدافها، بل أمسی قادتهم العسكريون في ميدان المعركة يعترفون بعدم قدرتهم علی مواجهة المقاومة، ويطلبون المزيد من القوات المحاربة.

(7)

تقرير جولدستون.. خطيئة الفيتو الفلسطيني

العودة، نوفمبر 2009

تحت عنوان (تقرير جولدستون.. خطيئة الفيتو الفلسطيني) أعدت مجلة العودة، التي تعني بشئون اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، ملفًا خاصًا تناولت فيه تطورات تقرير القاضي الدولي "ريتشارد جولدستون" بشأن الجرائم التي ارتُكِبَت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة بين 27 و18 من ديسمبر الماضي.

وانتقدت المجلة موقف السلطة الفلسطينية، قائلة: لعلها من المرات النادرة في التاريخ التي يتطوع فيها القتيل لتمكين القاتل من الإفلات من العقوبة رغم إدانته.

أخيرًا، بعد الحملة الشعبية الفلسطينية الجارفة، أعادت السلطة طرح تقرير "جولدستون" في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث جرى التصويت على قرار يتبنى التوصيات الواردة في التقرير، وتحويله إلى الجمعية العامة التي ستحيله بدورها على مجلس الأمن الدولي. ونال القرار تأييد 25 دولة في مقابل معارضة 6 دول، بحجة أنه «متحيز ضد إسرائيل» و«يفتقر إلى الحيادية والنزاهة»، وتحفُّظ 11 دولة تدور في فلك الولايات المتحدة أو تخضع لضغوطها.

وفي شأن مسار تقرير "جولدستون" بعد تبني مجلس حقوق الإنسان له، قال نائب مندوب ليبيا العضو العربي في مجلس الأمن "إبراهيم دباشي"، إن «الخطوة التالية ستأتي من الجمعية العامة التي ترفع القرار إلى مجلس الأمن والأمين العام. فمجلس حقوق الإنسان منبثق من الجمعية العامة».

التقرير يُرعِب إسرائيل، وإلا ما حذرت الحكومة في غزة من أن تجاهل الأمم المتحدة تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة "ريتشارد غولدستون" وعدم القيام بأي فعل بناء عليه «سيشكل تمهيدًا لحرب جديدة في المنطقة بغطاء دولي ترتكب فيها قوات الاحتلال جرائم أكثر فظاعة من تلك التي ارتكبت في حرب غزة مطلع العام الحالي ونهاية العام الماضي».

وقد حاولت المجلة رصد جملة من ردود الأفعال من خلال متابعة دقيقة منذ ما قبل صدور القرار حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

يُفتَرض بالدول التي صوتت لهذا القرار الذي يجرم «إسرائيل» أن تتابع عمل لجنة تقصي الحقائق حتى عرض نتائج عملها على مجلس حقوق الإنسان. صحيح أن الولايات المتحدة و«إسرائيل» هددتا السلطة الفلسطينية بما تم تداوله في وسائل الإعلام، إلا أن هذا التهديد لا يجوز أن يؤثر على عمل المجموعات العربية والإسلامية والإفريقية، كان من الواجب عليها أن تقوم بعملها بغض النظر عن موقف السلطة الفلسطينية التي تتمتع بصفة مراقب فقط.

وكان للمنظمات الحقوقية حضورها في النقاشات العامة للمجلس، حيث قالت "باتريسيا سكانيللا"، من منظمة العفو الدولية، إنه «من دون اتخاذ إجراءات فعالة لمعالجة المساءلة، وإنهاء الإفلات من العقاب، لن يكون هناك سلام طويل الأمد في الشرق الأوسط».

بدورها، تحدثث ممثلة المركز الفلسطيني «بديل»، رانيا ماضي، قائلة إن «تأخير العدالة هو في الواقع حرمان من العدالة». وتحدّثت عن نحو 500 ألف فلسطيني يواجهون خطر التشريد القسري.

يُشَار إلى أن مشاورات عديدة عُقدت قبل انعقاد جلسة مجلس حقوق الإنسان، بينها اجتماع طارئ عقدته المجموعة العربية للرد على مقترحات أوروبية وأخرى لمنظمة المؤتمر الإسلامي، حاولت التخفيف من حدة بنود مشروع القرار.

حلقة 18 نوفمبر 2009


(1)

مذعور أم إرهابيّ؟



تايم، 23 نوفمبر 2009

رغم أنها اتخذت عنوانًا حياديًا لموضوع غلافها الأخير (مذعور أم إرهابي؟)، استهلت مجلة تايم الأمريكية بكلامٍ متحامل، حاولت من خلاله إضفاء مِسحة دينية على جريمة نضال مالك حسن، المتهم بإطلاق النار داخل قاعدة "فورت هود" العسكرية الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 40 آخرين.

المنظمات الإسلامية بأمريكا أدانت الحادث، وأكدت أن الإسلام برئ من مثل هذه الممارسات، لكن يبدوا أن المجلة لم تستمع لذلك، فمضت تقول: إن الرجل حينما استيقظ لم يجد نفسه في "الجنة" كما كان يتوقع، بل داخل المركز الطبي العسكري في قلب تكساس، محاطًا بحراسة أمنية مشددة. لم تنس المجلة أيضًا أن تشير إلى "نسخ القرآن" التي كان يمتلكها نضال، وتُسلِّط الضوء على سجادة الصلاة التي عُثِر عليها في بيته وكأنها سلاح نووي، لتكتمل الصورة التي تريد إيهام القارئ بها، وكأنها تقول: (هاهو مسلم مجنون آخر يقتل الأبرياء ليدخل الجنة).

هل كانت مذبحة "فورت هود" مجرد حادثة إطلاق نار أخرى في مكان العمل، سطَعت في ذهن أحد الحمقى فجأة؟. أم هي مؤامرة لصيقة الصلة بالحرب على الإرهاب التي بدأتها أمريكا منذ 8 سنوات؟. مؤامرة لم يكن بالإمكان إحباطها لأنها اختمرت داخل رأس أحد المتعصبين، ولم تترك أثرًا، سوى دماء الضحايا. الإجابة تتوقف على المصادر التي تثق فيها.

وبينما يفكر الرئيس أوباما في طريقة لمواصلة الحرب التي ورثها، سيكون عليه والجهاز الأمني الأمريكي بأكمله أن يتوصلا إلى طريقة لخوض حرب ضد عدو لا يستطيعون تمييزه، ولا فهمه.

وبهذا المفهوم، يمكننا القول إن الحرب على الإرهاب قد انتقلت من ميدان المعركة إلى مملكة العقل، حيث تعمل شبكة الانترنت كمركز تجنيد عالمي، تجتذب التائهين المنعزلين.

شابٌ يعمل على عربة قهوة في وول ستريت، يشتري صبغة شعر، ومزيلًا لطلاء الأظافر، ليخلطهما ويصنع قنبلة. أو ميجور بالجيش يرتدي زيه العسكري ويذهب إلى عمله، يمسك بسلاحه ويفتح النار باتجاه رفاقه.

أحكمنا السيطرة على حدودنا، وأرسلنا جنودنا ودباباتنا لسحق خصومنا في أفغانستان، وتخلصنا من قادة القاعدة في باكستان. كيَّفنا قوانيننا وخدماتنا الاستخباراتية ليَسْهُل التسلل إلى الخلايا الإرهابية، والتلصص على رسائلها الالكترونية، ومكالماتها الهاتفية، و تحركاتها على شبكة الانترنت. وقد نجحت الحملة في تعجيز قدرة طالبان على توجيه ضربات موجعة، ما جعل المملكة المتحدة مؤخرًا تُخَفِّض من مستوى التهديد الأمني. "لكن طبيعة الإرهاب تغيرت، والميجور "نضال حسن" ربما يكون مثالا لذلك"، هكذا يرى "بروس هوفمان"، خبير الإرهاب بجامعة جورجتاون، مضيفًا: "حتى إذا لم يكن لديه أي دوافع سياسية، فإن ذلك يعتبر تغيرًا كبيرًا".

(2)

جورباتشوف عام 1989

ذا نيشن، 16 نوفمبر 2009

مع احتفال العالم بالذكرى العشرين لسقوط جدر برلين، رأت مجلة ذا نيشن ضرورة الاستماع إلى المسئول الأكبر عن هذا الحدث التاريخي. لذلك نشرت حوارًا أجرته محررة المجلة "كاترينا فاندين"، بمشاركة زوجها "ستيفن كوهين" المحرر المساهم، مع الرئيس السوفيتي السابق "ميخائيل جورباتشوف".

حول ذكريات جورباتشوف ونهاية الاتحاد السوفييتي، كان موضوع غلاف ذا نيشن.

سُئِل جورباتشوف: هل انتهت الحرب الباردة في ديسمبر عام 1989؟

فأجاب: أعتقد ذلك.

قيل له: كثيرون لا يرون ذلك، بما فيهم بعض المؤرخين الأمريكيين.

فقال: دع المؤرخين يعتقدون ما يشاءون. دعني أخبرك شيئًا. منذ سنتين أو ثلاث أتاني "جورج شولتز" وزير الخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس رونالد ريجان. استغرقنا وقتًا طويلًا في الذكريات، كمحاربين قدماء يسترجعون ذكريات معارك الماضي. أكنُّ احترامًا كبيرًا لـ "شولتز"، لذلك سألته: "أخبرني يا "جورج"، إذا لم يكن ريجان رئيسًا، من كان بإمكانه لعب الدور الذي اضطلع به؟ فكّر "شولتز" للحظة، ثم قال: في هذا الوقت لم يكن هناك غيره. كانت شجاعة "ريجان" في أنه كرَّس فترة ولايته الأولى بأكملها لبناء أمريكا. وهكذا عادت أمريكا للحياة. لكن لاتخاذ هذه الخطوات الرامية لتطبيع العلاقات مع الاتحاد السوفييتي وتخفيض التسليح النووي، لم يكن هناك أحد آخر بإمكانه فعل ذلك".

أقول ذلك لأعطي الرجل ما يستحقه. لقد وجدتُ صعوبة في التعامل مع الرجل. التقينا للمرة الأولى عام 1985، وبعدما تكلمتُ معه سألني قومي عن انطباعي بشأنه فقلتُ لهم: "ديناصور حقيقي". أما ريجان فقال "جورباتشوف هو بلشفي عنيد".

(3)

العام الذي تغيــر فيـه العـالـــــــم فــعــلا

نيوزويك، 17 نوفمبر 2009

ماذا كان بالضبط المعنى التاريخي ليوم التاسع من نوفمبر 1989؟ تساؤل استهلت به مجلة نيوزويك الأمريكية موضوع غلافها الأخير، الذي كتبه "نيل فيرغسون"، الأستاذ بجامعة هارفارد، والزميل رفيع المستوى في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، والذي قضى الجزء الأكبر من صيف ذلك العام في برلين، لكنه شعر بالأسى والمرارة كثيرا لأنه لم يكن موجودا هناك للمشاركة في الحفل ليلة سقوط الجدار.

قد يبدو من الشاذ التشكيك في الأهمية التاريخية لانهيار الإمبراطورية السوفييتية في أوروبا الوسطى ثم انهيار الاتحاد السوفييتي في ذاته. أظن أن معظم الأمريكيين اليوم يتشاطرون المؤرخ في جامعة يـيل، "جون لويس جاديس"، نظرته بأن عام 1989 شهد نهاية الحرب الباردة المكللة بالنصر، وهو نصر حققه قبل كل شيء الرئيس "رونالد ريجان"، مع أنه حظي بمساعدة نبيلة من مارغريت تاتشر، على الرغم من تحفظاتها الشديدة بشأن النتائج غير المتوخاة لتوحيد ألمانيا. لكن بالنسبة إلى نصير الحركة التعديلية في جامعة برنستون، "ستيفن كوتكين"، فإن القصة الحقيقية لعام 1989 هي قصة ثورة زائفة وتهكمية من علٍ. فقد اعتبر كوتكين في كتابه (تفادي أرماجدون) أن أسعار النفط المرتفعة هي الوحيدة التي سمحت للإمبراطورية السوفييتية المفلسة بالبقاء على قيد الحياة في السبعينات من القرن الماضي. والآن، في كتابه التعقيبي الذي يهاجم فيه المعتقدات التقليدية بعنوان (مجتمع غير متمدن: 1989 وانفجار المؤسسة الشيوعية من الداخل)، يعتبر "كوتكين" أنه لم يكن للمعارضين في أوروبا الشرقية، وبدرجة أقل بكثير القادة الغربيين، أي دور في الانهيار السوفييتي. لا، لقد حطم "ميخائيل جورباتشوف" وإصلاحيون شيوعيون آخرون نظامهم الخاص، جزئيًا بسبب السذاجة، إنما أيضا بسبب رغبة تهكمية في الإمساك بالأصول القيمة القليلة التي يملكها النظام في ما أصبح احتيال القرن: خصخصة صناعة الطاقة الروسية. بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر مكرًا في المناصب القيادية الأعلى، كان الطريق من جهاز الاستخبارات الروسية (كي جي بي) إلى رجال أعمال في شركة "غازبروم" قصيرا جدا، ولو كان ملتويا.



من هذا المنظور، ترى المجلة أن 1989 كان عام انكشاف ٍلا ثورة: فقد كشف الطبيعة الحقيقية للسلطة الروسية عبر تجريدها من الزخارف المضللة التي كانت ترفعها إلى مقام القوة العظمى. بعد تجريد روسيا من منطقة نفوذها في أوروبا الوسطى وتعريض اقتصادها لقوى السوق لأول مرة منذ عام 1914، تبين أنها تقع في مكان ما بين مجموعة "بريك" (إلى جانب البرازيل والهند والصين، الأكبر بين الأسواق الناشئة في العالم) و"فولتا العليا مع صواريخ" (بحسب التعبير الشهير للمستشار الألماني الأسبق "هلموت شميدت").

لا شك في أن الأحداث التي وقعت قبل 10 أعوام من ذلك التاريخ- أي عام 1979- لديها مقومات أفضل تُخوِّلها لأن تكون تاريخية بكل معنى الكلمة. فَكِّروا فقط في ما حدث في العالم قبل 30 عاما. بدأ السوفييت سياسة التدمير الذاتي عبر اجتياح أفغانستان. وأطلق البريطانيون عملية إنعاش اقتصاد السوق الحرة في الغرب من خلال انتخاب "مارجريت تاتشر". ووضع "دنج هسياوبينج" الصين على مسار اقتصادي جديد عندما زار الولايات المتحدة ورأى بأم عينيه ما تستطيع السوق الحرة تحقيقه. وبالتأكيد، بَشَّر الإيرانيون بالحقبة الجديدة من صدام الحضارات عبر الإطاحة بالشاه وإعلان قيام جمهورية إسلامية.
بعد 30 عاما، أحداث أخرى كانت أعمق بكثير من أحداث 1989 بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعالم. اليوم الأمريكيون هم الذين يجدون أنفسهم في أفغانستان يحاربون أبناء الأشخاص الذين سلحوهم في السابق. ونموذج السوق الحرة الذي أرسته "تاتشر" و"ريغان" هو الذي يبدو محطما عقب الأزمة المالية الكبرى منذ الركود الكبير. وفي هذه الأثناء، يَلحق ورثة "دنج"سريعًا بقوة أمريكية عظمى متباطئة، حيث يتوقع مصرف "جولدمان ساكس" أن يكون إجمالي الناتج المحلي الصيني الأكبر في العالم بحلول سنة 2027.
باختصار، لم يكن عام 1989 محطة فاصلة بقدر عام 1979. لقد تبين أن انعكاسات سقوط جدار برلين أصغر بكثير مما توقعنا في ذلك الوقت. ما جرى في الجوهر هو أننا تأخرنا في كشف الزيف الكبير للقوة العظمى السوفييتية. لكن الاتجاهات الحقيقية في زماننا كانت قد أُطلِقت قبل عقد. بعد 30 عاما، لا تزال أمواج 1979 التاريخية تجرفنا. وليس جدار برلين سوى إحدى المخلفات الكثيرة للحرب الباردة التي اجتاحتها هذه الأمواج.

(4)

حالة انهيار

نيوستيتسمان، 12 نوفمبر 2009

مجلة نيوستيتسمان رأت أن "حالة انهيار" أصابت جهود أوباما في التوصل إلى حلٍّ للمعضلة الفلسطينية. باختصار لقد أثبت الرجل حتى الآن، وسيثبت أكثر مستقبلاً، أنه ابن الحزب الديمقراطي، وليس ابن أفريقيا أو حسين أوباما، وأنه ابن المؤسسة الأميركية الرأسمالية الإمبريالية العسكرية وليس ابن التغيير الذي وعد به.

مُنِح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام لجهوده في تقوية "التعاون بين الشعوب"، رغم فشل جهوده في التقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

منذ العام 2003 أخبرونا مرارًا بأن مبادئ "حل الدولتين" القائمة على ما يسمى بخارطة الطريق ستؤدي إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط. ومنذ تولي باراك أوباما منصب الولايات المتحدة منذ قرابة العام، أخبرونا أنه يُحَضِّر لتطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع.

حتى الآن يبدوا أوباما أبعد ما يكون عن تحقيق حل الدولتين، بل ربما تسهم فترته الرئاسية في تقويضه. إن اللجنة التي منحت أوباما جائزة نوبل للسلام عللت ذلك بـما أطلقت عليه "جهوده الاستثنائية لتقوية الدبلوماسية الدولية التعاون بين الشعوب". لكن هذه المحاولات لإجبار الإسرائيليين والفلسطينيين على عقد مفاوضات ذات معنى لم تُفضِ إلى لإظهار الاختلافات بينهما، وكيف تمخض تصور حل الدولتين عن لا شيء.

(5)

تحسين الرعاية الصحية


نيويورك تايمز، 8 نوفمبر 2009

مجلة نيويورك تايمز نشرت في صدر عددها الأخير لقاءً جمع بين مُعلقها "ديفيد ليونهارت"، و "برنت جيمس"، المدير التنفيذي لأبحاث توفير الرعاية الصحية في معهد إنترماونتن، ونائب رئيس الأبحاث والتعليم الطبي المُستمر.

خلال إحدى محادثاتنا الأولى، أخبرني "برنت جيمس" قصة ليس من الضروري أن تتوقع سماعها من طبيب. أوضح جيمس كيف أن الأطباء على مرِّ التاريخ ألحقوا الضرر بالبشرية أكثر مما جلبوا لها النفع. هذا الكلام صادر من أحد المسئولين عن مستشفيات وعيادات ولايتي "يوتاه" و إيداهو"، التي وصفها الرئيس أوباما وآخرون بأنها نموذجًا للإصلاح الصحي.

بعدها أخذ يتطرق لقائمة من كتب التاريخ التي تحكي القصة كاملة، وتؤكد أن الطب منذ أبوقراط وحتى القرن التاسع عشر لم يحرز كثيرًا من التقدم، وكما يقول الطبيب البارز "جاكوب بايجلو": إذا تُرِكت هذه الأمراض وشأنها، لكانت معدلات الوفيات أقل".
لكن المرضى لم يتوقفوا عن الذهاب للأطباء، واستمر إيمان الكثيرين منهم في الطب. وقد فعلوا ذلك في جانب لأنهم لم يجدوا البديل الجيد، وفي جانب آخر وكما أوضح جيمس، لأنهم كانوا بحاجة إلى مستشارين روحيين يتمكنون من الحديث معهم بشأن صحتهم. لكن كان هناك شيئًا آخر. كان هناك حدسًا منطقيًا قويًا خلف هذه الطرق المتبعة قديمًا؛ بدوا وكأنهم يخلصون الجسد من أمراضه.

إن انتصار النظريات المجردة المتعلقة بالجراثيم والفيروسات التي بدأت تظهر في أواخر القرن التاسع عشر، تطلب نضالا. فالأطباء والعلماء الذين حاولوا الانقلاب على قرون من المعرفة البديهية قوبلوا حتمًا بالازدراء. ربما يقاوم بعض الأطباء التغيير، لكن أفضل ما يراهن عليه "جيمس" هو أن الغالبية لن تفعل. لقد أخبرني جيمس بأن من بين تحدياته الأولى، حينما يتحدث مع مجموعة جديدة من الأطباء، هوأن يقنعهم بأنه لا يتهم بالفشل. معظم الأطباء يرغبون في إنجاز أفضل ما يمكن لمرضاهم. ومعظمهم أيضًا لا يمتلكون القدرة على فعل ذلك الآن.

(6)

الثائر الأخير

نيوستيتسمان، 9 نوفمبر 2009

نجا من 600 محاولة اغتيال، ليصبح رمزًا عالميًا لمناهضة الرأسمالية. اعترفت أخته بالتجسس عليه، ولا يزال الحظر الأمريكي المفروض عليه قائمًا، وصحته في تدهور، ورغم ذلك كله لم يسقط بعد...

إنه فيدل كاسترو، رئيس كوبا الأسبق، والذي وصفته مجلة نيوستيتسمان بـ (الثائر الأخير).

في 11 فبراير عام 1981، كتب الرئيس "رونالد ريجان" في مذكراته: "التقارير الاستخباراتية تفيد بأن كاسترو منزعج مني... أنا منزعج للغاية لأننا لا نستطيع فعل شيء يبرر انزعاج الرجل". كان قلق ريجان هو قلق كل الرؤساء الأمريكيين منذ تولى فيدل كاسترو السلطة في كوبا عام 1959، وأقام دولة شيوعية لا تبعد شواطئها عن شواطئ ميامي سوى 90 ميلا. وردًا على ذلك فرضت أمريكا حظرًا تجاريًا على كوبا (لا يزال قائمًا حتى اليوم). وهكذا بدأ أطول مأزق سياسي في التاريخ الحديث.

الأحداث الأخيرة تذكرنا كم هو ضئيل هذا التغيير الذي حصل بين البلدين حتى الآن. بداية: كشفت "جوانيتا كاسترو"، الأخت الصغرى لـ فيدل وراؤول كاسترو، أنها كانت تعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) قبل أن تَفرَّ إلى المكسيك عام 1964. بعدها، وتحديدًا في 28 من أكتوبر، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كاسحة لصالح حث الولايات المتحدة على رفع حظر اقتصادي دام قرابة نصف قرن ضد كوبا. لكن واشنطن اختارت تجاهل ذلك مرة أخرى. ويعتقد البعض أن "جوانيتا" اختارت هذا التوقيت رغبةً في التأثير على التصويت (الأممي)، لأنها كانت تخشى أن يمتد وعد الرئيس أوباما ببسط يد الصداقة لأعداء أمريكا في الماضي ليشمل كوبا.

حتى الآن، يبدوا ذلك بعيدًا. لكن إذا بدأ الجليد يذوب بين كوبا وأمريكا خلال فترة أوباما الرئاسية، سيكون فيدل كاسترو قد نجح –إذا مازال حيًا- في التغلب على كافة المحاولات الأمريكية لتدميره.

(7)

فيس بوك العرب

المجلة، 14 نوفمبر 2009

يقدم الواقع الافتراضي فرصًا جديدة للتعبير والتواصل السياسي. وأسباب انتقال المنتدى السياسي إلى الإنترنت واضحة. ففي كل دول الشرق تقريبًا، ثمة قبضة قوية تفرضها الدولة على وسائل الإعلام مما يؤدي إلى تضييق الخناق على حرية التعبير. وفي هذا السياق ترى مجلة "المجلة" أن فضاء الانترنت يقدم منصة للتعبير عن الرأي تتميز بأنها في متناول الجميع ويسهل الوصول إليها كما يغلب عليها طابع غير شخصي بدرجة تفوق نظيراتها في الفضاء الأرضي.

حينما وضع وزير الإعلام السعودي ملفه الخاص على الفيس بوك، قام بزيارته أكثر من خمسة آلاف صديق. هذا مجرد نموذج واحد يكشف التزايد المطَّرد في الاتصال عبر الإنترنت في السعودية بعدما نجحت هذه الشبكة العنكبوتية في فرض نفسها ولا يقتصر هذا الأمر علي السعودية وحدها وإنما في منطقة الشرق الأوسط كلها.ففي مصر أصبح الفيس بوك لاعبًا أساسيًا في الساحة السياسية. ويكفي أن جمال مبارك، الذي تعتبره المعارضة المصرية أحد المرشحين المحتملين للرئاسة مستقبلا، لم يكتفي بجولاته الدائمة إلي المحافظات ولجأ إلي الفيس بوك للتواصل مع الشباب من خلال موقعه الذي أطلق عليه اسم "شارك". ونظَّم عبره حواريين أجاب خلالهما علي عدة أسئلة وهو ما فسره معارضوه بأنه محاولة للوصول إلي أصوات مؤيدة له عبر الشبكة. وخلال الصيف الماضي، وجدت الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الإيرانية آذانا صاغية على الصعيد العالمي من خلال نداءات قصيرة على الشبكة لا يتجاوز الواحد منها 140 كلمة. وكما توضح هذه المشاهد، فإن العالم الافتراضي يقدم فرصًا جديدة للتعبير والاتصال السياسي. وفي كل ربوع المنطقة، تواصل كتائب المدونين التعبير عن نفسها بقوة غير مسبوقة. وأصبح لعامة الناس كلمتهم عبر غرف الدردشة والمنتديات ومواقع الصحف الإلكترونية.

عندما بدأت الإنترنت الظهور في الشرق الأوسط في أواخر التسعينيات، علق البعض آمالًا عريضة على إمكانية أن يكون ذلك إيذانًا بميلاد وطن عربي أكثر ديمقراطية. وبالتأكيد لعبت الإنترنت دورًا حيويًا في أوقات اشتداد الأزمات السياسية. ورغم ذلك –تقول المجلة- لم تتغير كثيرًا الهياكل السياسية في معظم الدول العربية، مما حدا بالبعض إلى التأكيد علي أن هذه الوسيلة الجديدة كان تأثيرها ضئيلا.

يقول رامي خوري، المحرر المستقل بمجلة بيروت "دايلي ستار"، ومدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشئون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت: "بينما تغير المشهد الإعلامي، وأصبحت وجهات النظر الممنوعة فيما قبل متاحة، فإن القدر الأكبر من المعلومات لم يترجم إلى ممارسة سياسية عملية في الواقع لأن المؤسسات الرسمية السياسية لم تتغير". ويضيف خوري: "يمكنك الحصول على المعلومات، ولكن لا يمكنك فعل أي شيء بها. فلا يمكنك تغيير الحكومة.... لذلك يعد الأثر النهائي ضئيلًا للغاية".
ويوافق بول سالم, مدير مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت قائلا: "من المغرب حتى اليمن كان للإنترنت تأثير على الطريقة التي يمارس بها الناس، وخاصة الشباب، السياسة والتعبئة. وتعتبر الانترنت جزءًا من المشهد الجديد بالتأكيد".

ولكن بالنسبة للتأثير على المشهد السياسي ككل، "فمن الصعب الحكم على ذلك". ويقول حلمي نعمان، وهو باحث في مبادرة الشبكة المفتوحة، وهى شراكة تعاونية بين العديد من الجامعات التي تتولى متابعة الإنترنت والرقابة عليها: "أضفَى الإنترنت طابعًا ديمقراطيًا على الوصول إلى المعلومات، لكنه لم يُضِف الديمقراطية على أي نظام". وهناك أسباب عديدة لذلك. فعلى عكس التليفزيون والصحف، تتطلب الإنترنت جهدًا نشطًا من المستخدمين. يقول خورى:"عليك أن تذهب وتحصل على المعلومات، ويجب أن يكون متاحًا لك إمكانية الوصول إليها أيضا." و هذا ليس متيسر بشكل كبير. أضف إلى ذلك سعى الحكومات الحثيث للسيطرة علي الإنترنت. فوفقًا لمبادرة الشبكة المفتوحة، تعد منطقة الشرق الأوسط "واحدة من أكثر مناطق العالم تعرضًا للرقابة المشددة", حيث تزيد الحكومات من "نطاق وعمق" عمليات تصفية وحجب مواقع الشبكة.

(8)

الإعلام المكتوب يواجه خطر الانقراض

المشاهد السياسي، 8-14 نوفمبر 2009

منذ العام ٢٠٠٤ فقدت الصحافة المكتوبة بين ١٠ و٤٠ في المائة من قرّائها، كما فقدت نسبة مماثلة من مردودها الإعلاني، والأرقام الأخيرة تشير إلى أن الهبوط متواصل.

وربما أصابت مجلة المشاهد السياسي إذْ قالت إن مغناطيس الإنترنت يمتصّ قرّاء الصحف الورقيّة، فمؤسساتٌ كبيرة تتهاوى، وأخرى تلجأ إلى التوزيع المجاني لاستعادة جزء من قرّائها، وحسابات الأمس في هذا القطاع الإعلامي، والتي امتدت على مدى قرن كامل تقريبًا، لم تعد تصلح لإدارة المستقبل.

قبل عامين احتفل العالم بذكرى مرور ٤٠٠ عام على ولادة أول صحيفة في التاريخ (وهي صحيفة ريلايشن) التي طُبِعت لأول مرة في مدينة ستراسبورج الفرنسية، وكان ثمة سؤال يحوم فوق رؤوس المحتفلين: هل الصحافة المكتوبة على وشك الانقراض؟

هذا السؤال كان كئيبا بما فيه الكفاية للقرّاء الذين يقيمون عادة علاقة وجدانيّة قويّة بصحفهم ومجلاّتهم المكتوبة. ومع ذلك، المسألة كانت مطروحة بقوّة بفعل الحصار الشامل الذي تتعرّض له الكلمة المكتوبة على يد الكلمة الرقميّة والصورة المرئيّة، وقريباً على يد الخدمات الإعلامية على الهواتف المحمولة. وهذا ما دفع برئيس تحرير "نيويورك تايمز" آرثر سولزبرجر، إلى الاعتراف أخيرا بأن "ثمّة قوّة لا ترحم تدفع باتجاه مستقبل رقمي على حساب الحاضر المكتوب". كما أن هذا أيضا دفع بكبريات الصحف الأوروبية، وفي مقدّمها "الجارديان" و"التايمز" و"الإندبندنت" في بريطانيا، و"داي فيلت" في ألمانيا، و"وول ستريت" جورنال في أميركا، إلى الانتقال من الحجم الكبير (برود شيت) إلى حجم التابلويد الصغير، بهدف وقف انحدار المبيعات وللوصول إلى قرّاء الجيل الجديد الذين يحبّذون الحجم الصغير والاختصار والسرعة.

بالطبع، ليست الصورة داكنة إلى هذا الحد (ليس بعدُ على الأقلّ)، فأرقام "المنظّمة العالمية للصحف"، التي عقدت أخيرا مؤتمرها السنوي الـ٥٨ في سيول في حضور ١٣٠٠ ناشر ورئيس تحرير، أشارت إلى أن مبيعات الصحف في العام الماضي ارتفعت بنسبة ٢ في المئة وبلغت نحو ٤٠٠ مليون نسخة في اليوم، كما ازدادت عائدات الإعلانات بأكثر من ٥ في المئة.


ترى المجلة أن القارئ يعيش زمنا جديدا هو زمن الفضائيات والإنترنت والهاتف المحمول، وحكم الإعدام صدر في حق صحافة الحبر والورق، مع وقف التنفيذ... أو برمجته على مراحل زمنية متقاربة. فما الذي تبدّل في المشهد الإعلامي؟

هناك حقيقة حاسمة لا يمكن التنكّر لها، خلاصتها أن ١.٦ مليار إنسان في العالم باتوا يستخدمون الإنترنت كوسيلة بحث عن المعلومة التي يسعون إليها، وأن هناك جيلا كاملا من القرّاء الجدد بات ينفر من الصحافة المكتوبة، وبصورة خاصة الشبّان الذين تراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٥ سنة، وبصورة أقلّ الفئات العمرية الباقية. هذا الجيل بات يرفض الكمّ الهائل من الأخبار والتحقيقات والصور التي تنشرها الصحف المطبوعة، وسعى إلى المعلومة التي يريدها، في الوقت (أو اللحظة) الذي يريده على الشبكة العنكبوتية.

ويتبيـّن من الدراسة التي أجرتها جمعية الأبحاث والدراسات السويسرية، أن الشباب يقصدون الصحف التقليدية عند سعيهم إلى الحصول على معلومات أساسية (لكن في مرتبة ثانية بعد الإنترنت وقبل التلفزيون) ومعرفة الأخبار الوطنية والدولية. وقد سـُئل هؤلاء الشباب أيضاً عن نيّاتهم المُستقبلية، فكان ردّهم غير مفاجئ، إذ أكدوا أنهم يريدون استخدام الإنترنت أكثر.