نبدأ حلقة هذا الأسبوع من برنامجكم موضوع الغلاف بجولة في المدن الأفغانية بصحبة الجنرال "ستانلي ماكريستال"، نتوجه بعدها إلى الهند حيث تدق طبول الحرب بين الحكومة والمتمردين الماويين، ثم نتوقف مع أسبوعية نيوزويك لنصحح بعض القناعات الخاطئة حول التنين الصيني، بعدها نتطرق إلى التقارب التركي – السوري، ونُعَرِّج على الأراضي المحتلة لنشهد المصير المحتوم الذي يواجهه الكيان الصهيوني، ما يجرنا إلى الحديث عن نهاية عباس
(1)
حرب ستانلي ماكريستال الطويلة
حرب ستانلي ماكريستال الطويلة

ترجمة: علاء البشبيشي
بوجهه "النحيل البسيط الذي يبدوا كقطعة من الصحراء"، أطل علينا قائد القوات الأميركية وقوات الناتو، الجنرال "ستانلي ماكريستال"، من خلال غلاف العدد الأخير من مجلة "نيويورك تايمز"، ليأخذنا معه في جولة تفقدية داخل المدن الأفغانية البائسة، التي تحلم بنسيم الحرية لكنها لاتجد على أرض الواقع سوى رائحة الموت ولون الدماء.
ترجَّل الجنرال ستانلي ماكريستال من مروحية "بلاك هوك" المقاتلة، واتجه رأسًا صوب بلدة "جارمسير"، الواقعة على نهر هلمند جنوبي أفغانستان، التي أتاها ليقف على واقع الحرب التي طلب منه الرئيس أوباما إنقاذها.
خلع "ماكريستال" سترته الواقية وخوذته، وقد بدا وجهه النحيل البسيط كقطعة من الصحراء. كان مُحَاطًا بمجموعة من الحراس الشخصيين- كعادة جنرالات الأربعة نجوم- وعدد من ضباط البحرية المكلفين بمراقبة البلدة. كانت "جارسمير" تحت سيطرة طالبان حتى مايو من العام 2008، حينما اجتاحتها فرقة من جنود البحرية الأمريكية. من يومها أصبحت تحت سيطرة البريطانيين، ثم الأمريكيين، الذين حاولوا-ببطء- بناء شيء ما.. حكومة، أو جيش، أو قوات شرطة، للمرة الأولى منذ 8 سنوات.
دلف الحشد إلى أحد الأسواق، وهنا أدرك المواطنون الأفغان أن مسئولًا أمريكيًا كبيرًا قد وصل، فبدأوا يتجمعون. وقف الجنرال ثم التفت متسائلا: "مالذي تريدونه هنا؟!"، نقل المترجم كلمات الجنرال إلى اللغة الباشتونية، فأجاب أحد المواطنين الأفغان: "نريد مدارس"، فرد "ماكريستال": "نحن نعمل على ذلك، لكن هذه الأمور تستغرق وقتًا"!
وكأن ماكريستال أراد بنزعه الخوذة والسترة الواقية أن يتفاخر بـ"الأمن" الذي جلبته بلاده للأفغان، أو ربما حاول إيهام الحشد المرافق له بذلك، تخفيفًا عنهم. لكن إجابات المواطنين الأفغان جاءت موجعة وفاضحة. كان مطلبهم الوحيد أن يشعروا بالأمن، فالأمن وحده كفيل بجعلهم سعداء، وهو ما لم تستطع أمريكا وحلفائها تحقيقه لهؤلاء البؤساء طيلة 8 سنوات.
هذا المشهد الدراماتيكي جعل من المنطقي أن تتساءل المجلة مستنكرة: ألم تكن الشهور المائة الفائتة كافية كي تحقق أمريكا أهدافها في أفغانستان؟!
استأنف ماكريستال السير قليلا، ثم طرح نفس السؤال على حشد آخر من المواطنين الأفغان، فأجابه أحدهم: "نريد الأمن، فإذا تحقق الأمن أصبح كل شيء بعده ممكنًا".
فأجابه كريستال: "هذا ما نحاول القيام به، لكن ذلك سيستغرق وقتًا، فالنجاح بحاجة إلى وقت".
توالت الأسئلة، وكانت الإجابات متشابهة. وبعد ساعتين، ارتدى ماكريستال خوذته وسترته الواقية واستقل مروحية "بلاك هوك" المقاتلة، متوجهًا صوب بلدة أخرى.
صحيح أن النجاح يستغرق وقتًا، لكن كم من الوقت يمتلكه ستانلي ماكريستال؟ فحرب أفغانستان دخلت الآن عامها التاسع، وحركة طالبان، بمقياس عدد هجماتها، أقوى من أي وقت مضى منذ أسقط الأمريكيون حكومتهم أواخر عام 2001. الجنود الأمريكيون، مشاة وبحرية، يلقون حتفهم بوتيرة أسرع من ذي قبل. استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تُظهِر أن معارضة الحرب تنمو بوتيرة ثابتة.
الأسوأ من ذلك، أنه برغم الوقت والمال الذي أنفقته أمريكا في أفغانستان، والدماء التي سالت على ثرى هذه الأرض، يبقى الفشل واضحًا أينما ولَّيتَ وجهك.
قُمْ بجولة في أنحاء "جاسمير" برفقة أحد الجنرالات، وسترى سريعًا كم هي شاسعة ومنفرة تلك البلدة، وكم هي جديرة بالزدراء تلك الجهود التي يبذلها الحلفاء
.........................
(2)
تحدي الماويين
(2)
تحدي الماويين

فرانت لاين، 24 أكتوبر – 6 نوفمبر 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
يقف الصراع القائم بين الحكومة الهندية والماويين على أعتاب مرحلة حرجة، بعد إعلان نيودلهي عن تخطيطها لشن هجوم واسع النطاق في الولايات الشرقية والوسطى التي ينتشرون فيها.
إطلالة على هذا المشهد الدامي وفرتها مجلة "فرانت لاين" الهندية من خلال موضوع غلافها الأخير الذي حمل عنوان (تحدي الماويين).
خلال الشهور القليلة المقبلة سيدخل الصراع المزمن بين المؤسسة الأمنية الهندية والحزب الشيوعي الهندي (الماوي) مرحلة حرجة وحاسمة. هذا هو فحوى الرسالة التي لا يخطئها مراقب للتطورات التي شهدتها نيودلهي وأجزاء أخرى في الولايات الشرقية والوسطى على مدار الشهرين الماضيين.
تاريخيًا، بدأ الصراع مع الماويين منذ العام 1967، مع أول ثورة للماويين، وتصاعدت وتيرته خلال السنوات الخمس الماضية بعد تأسيس الحزب الشيوعي الهندي في (21 سبتمبر) 2004، من خلال اندماج الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللنيني) حَرْب الشعب، و المركز الشيوعي الماوي بالهند.
وخلال الشهرين الماضيين حشدت الحكومة أفواجًا جديدة من قوات الأمن إلى مواقع القتال مع الماويين، كما كان هناك العديد من النقاشات حول الاستعانة بالجيش، و (حتى) القوات الجوية، في العمليات العسكرية. من جانبهم، كثَّف الماويون هجماتهم في مناطق مختلفة من البلاد، من بينها ولايتي جهارخاند وأوريسا.
وقال مسئولون من وزارة الداخلية، شاركوا في إعداد مبادرة القتال الجديدة، إن مخاطرة الحكومة جاءت بنجاحات مدهشة. ومن الواضح أنه يشير إلى اعتقال المسؤول الكبير في الحزب "كوباد غاندي، في 21 من سبتمبر.
وقد رد الماويون على هذا الاعتقال بسلسلة من الهجمات استهدفت الولايات الشرقية والوسطى، كان أجرأها مقتل 18 من أفراد الشرطة في كمين بمنطقة جادشيرولي في الثامن من أكتوبر، وقبل 5 أيام من الانتخابات المحلية
.........................
(3)
كل ما تعرفونه عن الصين غير صحيح

نيوزويك، 27 أكتوبر 2009
خلافًا للرأي السائد أن الصين تمضي قُدُمًا على الرغم من الأزمة المالية العالمية مستغلة الزخم الذي اكتسبته في فترة الازدهار الاقتصادي الذي بدأ قبل 30 عاما، قالت مجلة نيوزويك في موضوع غلافها الأخير إن هذه الافتراضات الشائعة بشأن الصين غير دقيقة ولا صحيحة.
وبما أن المجلة ترى أن هناك بعض المعتقدات الخاطئة حول الصين، فقد حاولت تصحيحها بما يعيد الصورة المقلوبة إلى وضعها الصحيح، مستهلة بتصحيح المعتقد الخاطئ القائل بأن (الرأسمالية تزدهر).
الرأسمالية تزدهر.. كان هذا صحيحا جزئيا حتى هذا العام. فعدد المؤسسات الخاصة في الصين تضاعف من 20 مليونا عام 1990 إلى 40 مليونا عام 2008. لكن بحسب "جون لي" الباحث في معهد هادسون، من المرجح أن ينخفض هذا العدد ليصل إلى 38 مليونا بحلول نهاية العام الحالي، بسبب إفلاس الكثير من المُصَنِّعين في القطاع الخاص. ومنذ تسعينات القرن الماضي، لم يَنْمُ حجم المؤسسات الخاصة الناجحة في الصين ولم يتخطّ عدد موظفيها الـ30، والسبب الأساسي يعود إلى صعوبة حصولها على تمويل.
الأزمة تكشف الدور الخفي للدولة. عام 2007، أدرجت الحكومة ثلاثة من أكبر أربعة بنوك تملكها في بورصة هونغ كونغ في خطوة وصفت آنذاك بأنها تهدف إلى جعلها أكثر تجارية وأقل سياسية. لكن حالما بدأت الأزمة، أصدرت بكين تعليمات لرؤساء البنوك تملي عليهم كيف ومتى يجب أن يبدأوا بالإقراض. وهذا حال دون حصول أزمة حادة في سوق القروض كتلك التي ضربت الأسواق الغربية، لكن الكثير من المحللين يخشون أن تؤدي إلى ارتفاع حاد في عدد القروض غير المسددة العام المقبل. تتدخل بكين الآن في السوق بطرق كثيرة, ملقية القبض على مديري شركة مناجم أسترالية بعدما رفضت الاندماج مع شريك صيني، وداعمة الشركات التي تملكها الدولة والتي تريد أن تخرق عقودها الآجلة مع الغرب، مما يسمح للدولة بالاستيلاء على المؤسسات الخاصة الأكثر فعالية. لقد شرعت الصين أبوابها للرأسمالية في ظل حكم دينغ هسياو بينغ في أوائل ثمانينات القرن الماضي، لكن "هذا الباب لم يعد مفتوحا بالكامل"، حسبما يقول وانغ.
وترى المجلة أن المعتقد القائل بأن (اقتصاد الصين قائم على الصادرات)، هو معتقد خاطيء، متسائلة:إذا كان هذا صحيحا بالفعل، فكيف يمكن أن تنخفض الصادرات بنسبة 20 بالمائة هذه السنة، ويستمر الاقتصاد في النمو بنسبة 8 بالمائة؟.
وتستدل المجلة على وجهة نظرها بكلام "فانغ شينغهاي"، مدير مكتب الخدمات المالية في شنغهاي: "بينما لاتزال الصادرات مهمة للصين بقدر ما هي مهمة لليابان أو ألمانيا، فإنها ليست العنصر الأساسي الوحيد".
إذا أمعنا النظر في الصادرات الصينية، يتضح لنا أنها ليست محرك النمو. وبينما تشكل الصادرات الإجمالية أقل من 40 بالمائة من الاقتصاد، فإن هذه النسبة مضللة، كما يقول "آندي روثمان" الخبير الاستراتيجي في شركة "سي أل أس أيه"، لأنها تولي أهمية مبالغا بها للسلع الموسومة بأنها مصنوعة في الصين. فمعظم هذه السلع تم تجميعها في الصين من أجزاء صُنِعت في كوريا الجنوبية وتايوان وغيرهما من البلدان الأكثر ثراء. لنأخذ مثلا جهاز آي بود يبلغ سعره 299 دولارا، يُباع بالجملة من مصنع التجميع الصيني لقاء 150 دولارا. إن نحو 5 بالمائة فقط، أو سبعة دولارات ونصف من سعر الجملة يأتي من القطع واليد العاملة الصينية. وهذه الـ7,50 دولار هي القيمة التصديرية الصافية، والمساهمة الفعلية في الاقتصاد الصيني. فالصادرات الصافية تشكل أكثر بقليل من 7 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي الصيني. هذا يفسر قدرة الصين على الاستمرار في النمو فيما تشهد أسواق صادراتها الغربية الأساسية ركودا عميقا.استنتاج روثمان، الذي يؤيده بشكل متزايد عدد من علماء الاقتصاد الصينيين والغربيين، هو أن الصين قادرة على الاستمرار في النمو بمعدل 6 إلى 9 بالمائة سنويا مرتكزة على الإنفاق الحكومي والاستهلاكي "من دون أي مساهمة من الصادرات الصافية"، مما يدحض الفكرة القائلة إن الصين تعتمد على الصادرات
No comments:
Post a Comment