برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, August 8, 2008

!أفغانستان.. الحرب الجيدة



مجلة "تايم"، 26 يوليو 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي
لماذا يلاحق الفشل الغرب في أفغانستان؟ وهل هناك طريقة للنجاة من هذا المستنقع؟ سؤالان حاولت مجلة "تايم" الأمريكية الإجابة عليهما، في ظل تغطيتها الخاصة حول أفغانستان التي أضحت كابوسًا لقوات الاحتلال، التي يُطلق عليها "قوات التحالف"، من باب: "نحن لا نكذب ولكن نتجمل".
ورغم أن حلف شمال الأطلسي يرأس قوة قوامها 53 ألف جندي لقتال مسلحي طالبان، اعتبرت المجلة كل هذه القوات لا تتعدى كونها "مساعدة صغيرة من الأصدقاء"!
وبعيدًا عن الخلاف حول ما إذا كانت قوات الاحتلال في أفغانستان كافية أم غير كافية، تبقى الحقيقة التي لا يستطيع إنكارها أحد، أن (الأوضاع في أفغانستان أضحت لا تسر حبيبًا، لكنها ربما تسر الأعداء).
رغم الاستثمارات الغربية الضخمة، تشرف أفغانستان على أبواب فشل ذريع؛ فمن أرضها يخرج 92% من إجمالي الناتج العالمي للأفيون، و35% من إجمالي الناتج العالمي للحشيش، كما تعتبر سوقًا رائجة لتجارة الآثار المسروقة. أضف إلى ذلك، الفساد وغياب القانون، اللذين يستشريان في جسد الحكومة الأفغانية، ويصيبان اقتصاد البلاد بالعجز.
لكن ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك؟.. بعض واضعي السياسات يريدون ضخ المزيد من الأموال والقوات في قلب الأزمة.
في حين تعهد كل من أوباما وماكين – حال فوز أحدهما بمنصب الرئاسة – برفع عدد قوات بلادهما من سبعة آلاف إلى خمسة عشر ألف جندي؛ بهدف القضاء على ما أسمَوه "التمرد في أفغانستان".
وفي أحد المؤتمرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر يونيو الماضي، تعهدت حكومات غربية بضخ 20 مليار دولار أخرى كمساعدات لأفغانستان؛ في محاولة لإنجاح خطط مواجهة الهجمات المسلحة، ومحاولات فرض القانون، وبناء المنشآت الحكومية، وأخيرًا إعطاء الأمريكيين فرصة للانسحاب بصورة تحفظ ماء وجوههم.
إنه فصل الصيف في كابل، حيث ذابت الثلوج، وانخفض مستواها من ارتفاع 150 ألف قدم إلى 4600 متر. لكن يبدو أن مستوى الثلوج هو الشيء الوحيد الذي انخفض في هذه البلاد، التي تزداد معاناة أهلها، يومًا بعد يوم، في ظل وعود برَّاقة لم تسمن ولم تغنِِِ من جوع.
يؤكد ذلك المرارة التي نقلتها المجلة الأمريكية على لسان أحد الطهاة الأفغان، والبالغ من العمر66 عامًا، ويدعى "نابي"، حين قال متذمرًا: "تلقينا وعودًا كثيرة بالإصلاح، لكن الأمور تزداد سوءًا بعد سوء".
يُعتبر هذا التشاؤم أمرًا شائعًا في أفغانستان هذه الأيام، بعد سلسلة من الهجمات المأساوية التي أوقعت خسائر فادحة، تتزايد يومًا بعد يوم، في صفوف القوات الغربية، لدرجة أنها تعدت، خلال الشهر الماضي، معدلات مثيلاتها في العراق.
وقد شهد يوم الثالث عشر من يوليو الجاري، أكبر هجوم شهدته أفغانستان منذ 3 سنوات، حيث قتل 9 جنود أمريكيين، اقتحم بعدها مسلحو طالبان قاعدتهم العسكرية شرقي إقليم كونار، الواقع بالقرب من الحدود مع باكستان.
أضف إلى ذلك، الكهرباء الغائبة عن 640 كم ، بدءًا من هيرات وحتى كابل، والمدارس والمستشفيات التي يُحرم منها معظم الأقاليم الأفغانية، والفقر المدقع الذي يحير كل زائر لتلك البلاد.

No comments: