مجلة ذا نيشن
ترجمة/ علاء البشبيشي
مجلة "ذا نيشن" خصصت موضوع غلافها الأخير للحديث عن "جون سيدني ماكين الثالث"، المولود في 29 أغسطس 1936. وهو سياسي أمريكي، وعضو مجلس النواب عن ولاية أريزونا، وأحد المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري.
بالإضافة إلى أنه من أبرز المؤيدين للحرب على العراق، و دعم إسرائيل، وهو بذلك يعتبر نسخة من بوش، بل إن بعض اليهود وصفوه بأنه (صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم
مثل الغالبية الساحقة من الثلاثمائة مليون أمريكي، لم يسعد كاتب هذا المقال بملاقاة "جون ماكين". لم نجلس معه يومًا في نصف دائرة على الأرائك المخملية الحمراء، نتجاذب أطراف الحديث، ونتناول حلوى "دانكن دونتس". لم نتناقش بصراحة حول استراتيجيتة، ونحن نتشارك معه ومستشاريه الطعام والشراب.
ورغم أننا لم نتلقِ ماكين يومًا وجهًا لوجه، إلا أننا نشعر بأهمية أن نقاوم الشهادة لصالح الرجل، مثلما فعل العديد من الصحافيين من قبل.
كثيرون من الكتاب أثنوا على ماكين، من بينهم جاك تابر الذي وصفه بـ "الرجل الهادئ"، واليساري "جاكوب ويسبيرج"، رئيس تحرير مجلة سليت اليومية، الذي خلع عليه وصف "الرجل صاحب الشخصية الثابتة، المستعد دائمًا للدفاع عن قناعاته". وفريد زكريا، رئيس تحرير مجلة "نيوزويك"، الذي قال فيه "إنه رجل يتمتع بذكاء، وشرف، وشجاعة، شخصية وسياسية، هائلة".
لكن هذا المديح كله لم يكن إلا جزءًا من المؤامرة.
وهكذا ساعدت حملة الخداع والتزييف التي قامت بها الصحف، عددًا تلو الآخر، والصحافيين من شتى الأطياف السياسية، في ضمان أن مواقف ماكين غير المعتدلة، وتغيراته السياسية المفاجئة، ستبقى بعيدة عن إدراك الناخبين.
وقد روَّجت وسائل الإعلام من قبل، أن جورج بوش الابن هو الشخص الذي يمكننا مشاركته أجمل الأوقات، ونجحت وقتها في إخفاء الكوارث التي جلبها هذا الرجل لشعبه بمجرد أن أصبح رئيسًا.
وبالمثل تستطيع اليوم وسائل الإعلام إخفاء الحقيقة حول سياسات ماكين المتطرفة، وإنكار الواقع الذي يقول: إن فوزه في نوفمبر القادم ربما يكون استمرارًا – إن لم يكن توسعًا- لنفس السياسات التي جعلت البلاد على شفا كارثة يُتعذر الخروج منها.
مجلة "ذا نيشن" خصصت موضوع غلافها الأخير للحديث عن "جون سيدني ماكين الثالث"، المولود في 29 أغسطس 1936. وهو سياسي أمريكي، وعضو مجلس النواب عن ولاية أريزونا، وأحد المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري.
بالإضافة إلى أنه من أبرز المؤيدين للحرب على العراق، و دعم إسرائيل، وهو بذلك يعتبر نسخة من بوش، بل إن بعض اليهود وصفوه بأنه (صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم
مثل الغالبية الساحقة من الثلاثمائة مليون أمريكي، لم يسعد كاتب هذا المقال بملاقاة "جون ماكين". لم نجلس معه يومًا في نصف دائرة على الأرائك المخملية الحمراء، نتجاذب أطراف الحديث، ونتناول حلوى "دانكن دونتس". لم نتناقش بصراحة حول استراتيجيتة، ونحن نتشارك معه ومستشاريه الطعام والشراب.
ورغم أننا لم نتلقِ ماكين يومًا وجهًا لوجه، إلا أننا نشعر بأهمية أن نقاوم الشهادة لصالح الرجل، مثلما فعل العديد من الصحافيين من قبل.
كثيرون من الكتاب أثنوا على ماكين، من بينهم جاك تابر الذي وصفه بـ "الرجل الهادئ"، واليساري "جاكوب ويسبيرج"، رئيس تحرير مجلة سليت اليومية، الذي خلع عليه وصف "الرجل صاحب الشخصية الثابتة، المستعد دائمًا للدفاع عن قناعاته". وفريد زكريا، رئيس تحرير مجلة "نيوزويك"، الذي قال فيه "إنه رجل يتمتع بذكاء، وشرف، وشجاعة، شخصية وسياسية، هائلة".
لكن هذا المديح كله لم يكن إلا جزءًا من المؤامرة.
وهكذا ساعدت حملة الخداع والتزييف التي قامت بها الصحف، عددًا تلو الآخر، والصحافيين من شتى الأطياف السياسية، في ضمان أن مواقف ماكين غير المعتدلة، وتغيراته السياسية المفاجئة، ستبقى بعيدة عن إدراك الناخبين.
وقد روَّجت وسائل الإعلام من قبل، أن جورج بوش الابن هو الشخص الذي يمكننا مشاركته أجمل الأوقات، ونجحت وقتها في إخفاء الكوارث التي جلبها هذا الرجل لشعبه بمجرد أن أصبح رئيسًا.
وبالمثل تستطيع اليوم وسائل الإعلام إخفاء الحقيقة حول سياسات ماكين المتطرفة، وإنكار الواقع الذي يقول: إن فوزه في نوفمبر القادم ربما يكون استمرارًا – إن لم يكن توسعًا- لنفس السياسات التي جعلت البلاد على شفا كارثة يُتعذر الخروج منها.
No comments:
Post a Comment