برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, August 8, 2008

الطغيان والسياحة



مجلة "نيو ستيتس مان"، 17 يوليو 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي
من المتوقع أن تستقبل شواطئ جنوب شرق آسيا الحالمة، ذات الرمال البيضاء، ملايين الزوار الغربيين هذا الصيف، ولكل وجهة هو موليها.
قد يراها البعض جنة، لكن مجلة "نيوستيتس مان" نظرت للموضوع من زاوية أخرى، أطلقت عليها (الجانب المظلم من النعيم)، موضحة أن الصورة ليست مشرقة بالقدر الكافي في هذا الجزء من العالم.
إذا عدت بالذاكرة إلى بداية العام الجاري، ستجد حقيقة أخرى أكثر سوادًا حول هذا الإقليم، بعيدًا عن الصورة التي رسمها الزوار لشاطئ الجنة.
حينما كان الجنرال "سوهارتو" مستلقيًا في مستشفى جاكرتا أوائل يناير الماضي، ندب المعلقون الغربيون فشل العالم في تقديمه للمحاكمة، بتهمة مسئوليته عن مقتل نصف مليون شخص في أوائل الستينيات من القرن الماضي.
لكن ذلك لم يمنع كوكبة من النجوم المحليين - من أمثال مهاتير محمد، أبو التنمية الإسلامية، ولي كوان يو، صانع سنغافورة الحديثة، وسلطان ممكلة بروناي- من زيارته وهو يقاتل في معركته الأخيرة.
المجلة تصفه بالديكتاتور، أما "لي كوان يو" فيقول عنه: "أشعر بحزن حينما أرى صديقي القديم، الذي عملت بالقرب منه طيلة 30 عامًا، لم ينل التكريم الذي يستحقه"، بل يسكب من أجله مهاتير دمعة، وهو ممسك بيديه.
حتى رئيس تيمور الشرقية، خوزيه راموس هورتا، قال كلمات طيبة في حقه، وطالب الجميع بالدعاء له، رغم أن سوهارتو كان الرجل الذي أمر بغزو بلاده في عام 1975. لكن الغرب أجمع بعد وفاته على إدانة فترة حكمه.
لكن ماذا يهم زوار البلاد من كل ذلك؟ إنهم فقط يتمتعون ويأكلون، ولتذهب السياسة إلى حيث لا يريدون أن يعلموا.
معظم الزائرين غير مدركين لسياسات البلاد الداخلية، وبعضهم يكتفي بالمزاح بشأنها. وربما لا تكون تلك البلاد اللاعب الكبير، لكنها بوجه عام جزء مما أطلق عليه "فريد زكريا" (عالم ما بعد أمريكا).
إن أهم الدروس التي يجب أن نتعلمها مما سبق هي الأسباب التاريخية التي أدت إلى غياب الديمقراطية عن هذه المنطقة، ولماذا لا يتوقع المرء ظهورًا وشيكًا لها.

No comments: