مجلة "تايم"، عدد 19 يونيو، 2008
ترجمة/ علاء البشبيشي
ترجمة/ علاء البشبيشي
بعد أن سخرت، منذ أسبوعين، من الوضع المزري الذي وصل إليه جيش بلادها في العراق وأفغانستان، عادت مجلة "تايم" الأمريكية لتسخر من جديد، لكن هذه المرة، من الجدار العازل، الذي اقترحت واشنطن بنائه علي الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية
ذهبت المجلة للحدود، وسجلت ما يجري هناك.
اندهش المهرب لرؤيتنا، فقد كانت مناوبة "لاميجرا"، حارس الحدود، قد انتهت، وحان الوقت ليتحرك المهرب.
أقنع زبائنه، وكانوا 11 من المهاجرين غير الشرعيين، أن يجتازوا السياج بسرعة، وفي دقائق معدودات، كان الجميع قد عبر الحدود بأمان، حوالي 8 كم غربي ناكو- أريزونا.
كان المهرب يخفي آثار أقدامهم على الطريق الحدودي، حينما ظهرنا بغتة بسيارتنا الرباعية أعلى التل. وقد اندفع المهرب بمجرد أن رآنا، مثلما يفعل قرناؤه دائمًا حين يشعرون بأنهم مراقبون. وفي لحظة كان بمأمن في الجانب الآخر، تاركًا زبائنه لقدرهم المحتوم.
لكنهم تبعوه في حيرة، بمجرد أن أدركوا أننا مجرد صحفيين ولسنا عملاء فيدراليين.
وبهذه الطريقة سنحت الفرصة لفريق المجلة أن ينقلوا إلينا كيف يجتاز مجموعة من المكسيكيين العاديين، هذه الحدود.
يحدث ذلك رغم تعهدات الرئيس بوش بتشديد الإجراءات الأمنية علي الحدود مع المكسيك من خلال عمليات المراقبة باستخدام طائرات تصوير واستطلاع صغيرة بدون طيار، إضافة لاستخدام التكنولوجيا في مراقبة الخط الحدودي بين البلدين.
إذا لم يستطع الحاجز، الذي بلغت كلفته مليار دولار، منع الأطفال وكبار السن من اجتياز الحدود في وضح النهار، فما الفائدة إذن؟
لقد أضحت الحدود بالنسبة للسياسة الأمريكية، كالأرز، أو ربما البطاطس، بالنسبة لموائد الطعام؛ تجدها في كل وجبة.
ويبقى السؤال الهام الآن ليس شكل السور المزمع بناؤه، لكن كيفية قيامه بدوره.
No comments:
Post a Comment