
تايم، 23 أبريل 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
ترجمة: علاء البشبيشي
بعد مرور قرابة مائة يوم على دخول الرئيس باراك أوباما البيت الأبيض، استعرضت مجلة تايم بعض ما قيل عن هذه الفترة الزمنية، التي تراها ـ وإن كانت هامة ـ غيرَ كافية لتقييم أداء رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وبين تقلب المراقبين لأوباما، وتشتت الرأي العام الأمريكي بين أحداث كِبار وصغار، تتفاوت بين كلب البيت الأبيض الأول، والمطالبة بمحاكمة بوش وطغمته السابقة، ترى المجلة أن النقطة المؤكدة في هذا السياق تكمن في أن أوباما يرغب في المواجهة المباشرة والعميقة لكل الإرث الذي يراه خاطئًا.
حظي خطاب أوباما التلخيصي لأيامه المائة الأولى في البيت الأبيض بتغطية الإعلام المقروء والمسموع؛ لأنه كان أكثر من مجرد تلخيص، بل إعلان عن مبادرة جديدة.
فالجمع بين الصراحة والرؤية والشرح المفصل لقضايا مركبة يلخص الهدف الذي من أجله ترشح أوباما للرئاسة: تغيير جذري ليس فقط عما كان عليه سلفه، أو حقبة ريجان التي استمرت 30 عامًا، لكن أيضًا تغيير المجتمع الذي يتَّسم بالحلول السريعة والنشاط الزائد.
لكن سرعان ما تحوَّلت الأنظار إلى كلب عائلة الرئيس أوباما الجديد، ثم بصورة أكثر استيلاءً إلى سياسة التعذيب التي انتهجتها إدارة الرئيس بوش، ومحاولة محاكمة الذين أعطوا رخصة لها. وبعدها إلى المصافحة والابتسامة اللتين منحهما الرئيس أوباما لهوجو تشافيز رئيس فنزويلا، قبل دقائق من مراسم افتتاح القمة الخامسة للأمريكتين.
هذه هي فقاعات حياتنا العامة، حتى أضحت طريقة اختبارنا للحياة سريعة ومتقلبة الأطوار.
إن أهم ما نعرفه الآن حول باراك أوباما، بعد قرابة 100 يوم في البيت الأبيض، أنه يريد مواجهة طريقتنا في العيش بصورة مباشرة وعميقة لتحويل قصور الرمل إلى قصور من الحجارة إذا أمكنه ذلك. وسواء اتفقت معه أم لا، وسواء كنت تعتقد أن طموحه مبالغ فيه أو أنه ببساطة مخطئ، فإن فترة رئاسته تتسم بالجدية والتحدي.
أما فكرة أن الرئيس يمكن تقييمه في 100 يوم فقط، فلا يتعدى أن يكون محض غرور صحفي.
وتنتقل المجلة للحديث عن التحديات الكبرى التي تواجه أوباما في الفترة القادمة، وهي إذ ترصد تحدياتٍ أربع ـ على المستويين الداخلي والخارجي ـ تنتظر الرجل، تؤكد أن الخيار الوحيد الذي يمتلكه هو التقدم بثبات وقوة، مؤكدة في الوقت ذاته أن التلكؤ في التحرك قد يُذهِب براية قيادة الأجندة العالمية إلى المعسكر الإسرائيلي الجديد، بقيادة المتطرف نتانياهو، الأمر الذي من شأنه أن يثمر كارثة لن يستطيع العالم تحمُّلَهَا.
سيتوقف مصير العام الأول لأوباما في البيت الأبيض، إن لم تكن فترة ولايته الرئاسية كلها، على الطريقة التي سيتعامل بها مع أربع تحديات واضحة: اثنان على مستوى السياسة الخارجية، واثنان على المستوى الداخلي. والأخيران منهما أكثر أهمية، وهما متعلقان بالأزمة المالية، أحدهما ما إذا كان المجتمع المالي سيبتاع (قصرًا صخريًا وليس رمليًا). وفي هذا يقول أحد كبار مستشاري أوباما الاقتصاديين: "لا أعتقد أن طائفة المصرفيين يدركون حجم الدمار الذي أوقعوه بهذا المجتمع". فيما يقول آخر: "إنهم في حالة إنكار، فهم لا يدركون مدى الغضب الذي يعتري الناس".
إذا لم يكن المصرفيون ومديرو الشركات يدركون أهمية تعديل سلوكهم، فإن خطة أوباما المالية قد تنهار. هناك ثورة تجري الآن في أوساط مديري الشركات الذين لا يرغبون في أخذ القروض الحكومية؛ لأنهم لن يكونوا قادرين على التهام إكرامياتهم المعتادة.
إذا لم تنجح هذه الخطة، فسنحتاج إلى وقت أطول للخروج من حالة الكساد هذه، ما يعني أن الرئيس لن يمتلك ساعتها العوائد التي يحتاجها لتمويل أولوياته الداخلية.
أما الشق الآخر من التحدي الأول فهو: إدراك أن الكونجرس لن يعطي أوباما كل ما يريد. وهو ما يعكسه مساعدو الرئيس بقولهم: إن أكثر لحظاته إحباطًا هي تلك المتعلقة بالكونجرس.
وهناك تحديات أخرى مثل: التحفظ على مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز، الذي لا يزال في مرحلة التكيف مع الحياة المدنية بعد انخراط متألق في العسكرية.
أما التحدي الأكبر على مستوى السياسة الخارجية فهو الصراع الطبيعي بين السياسة المتزنة والحاجة إلى أن يكون الرئيس الأمريكي قائدًا قويًا قادرًا على وضع الأجندة العالمية، وكما يقول زبجنيو برزينسكي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس جيمي كارتر: فإن "الشيء الوحيد الذي لم يقم به أوباما خلال أيامه المائة الأولى، هو أن يوجه خطابًا كبيرًا للشرق الأوسط، يقول فيه: هذا هو الاستقرار، وإذا لم يفعل ذلك قريبًا، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو سيقوم بذلك بدلا عنه، وهذا سيكون كارثيًا. أما إذا تحرك أوباما الآن، فستقف كل حكومات العالم بجانبه، اللهم إلا الإسرائيليون ومؤيدوهم من الأمريكيين في المجتمعات الإنجيلية اليهودية.
وبين تقلب المراقبين لأوباما، وتشتت الرأي العام الأمريكي بين أحداث كِبار وصغار، تتفاوت بين كلب البيت الأبيض الأول، والمطالبة بمحاكمة بوش وطغمته السابقة، ترى المجلة أن النقطة المؤكدة في هذا السياق تكمن في أن أوباما يرغب في المواجهة المباشرة والعميقة لكل الإرث الذي يراه خاطئًا.
حظي خطاب أوباما التلخيصي لأيامه المائة الأولى في البيت الأبيض بتغطية الإعلام المقروء والمسموع؛ لأنه كان أكثر من مجرد تلخيص، بل إعلان عن مبادرة جديدة.
فالجمع بين الصراحة والرؤية والشرح المفصل لقضايا مركبة يلخص الهدف الذي من أجله ترشح أوباما للرئاسة: تغيير جذري ليس فقط عما كان عليه سلفه، أو حقبة ريجان التي استمرت 30 عامًا، لكن أيضًا تغيير المجتمع الذي يتَّسم بالحلول السريعة والنشاط الزائد.
لكن سرعان ما تحوَّلت الأنظار إلى كلب عائلة الرئيس أوباما الجديد، ثم بصورة أكثر استيلاءً إلى سياسة التعذيب التي انتهجتها إدارة الرئيس بوش، ومحاولة محاكمة الذين أعطوا رخصة لها. وبعدها إلى المصافحة والابتسامة اللتين منحهما الرئيس أوباما لهوجو تشافيز رئيس فنزويلا، قبل دقائق من مراسم افتتاح القمة الخامسة للأمريكتين.
هذه هي فقاعات حياتنا العامة، حتى أضحت طريقة اختبارنا للحياة سريعة ومتقلبة الأطوار.
إن أهم ما نعرفه الآن حول باراك أوباما، بعد قرابة 100 يوم في البيت الأبيض، أنه يريد مواجهة طريقتنا في العيش بصورة مباشرة وعميقة لتحويل قصور الرمل إلى قصور من الحجارة إذا أمكنه ذلك. وسواء اتفقت معه أم لا، وسواء كنت تعتقد أن طموحه مبالغ فيه أو أنه ببساطة مخطئ، فإن فترة رئاسته تتسم بالجدية والتحدي.
أما فكرة أن الرئيس يمكن تقييمه في 100 يوم فقط، فلا يتعدى أن يكون محض غرور صحفي.
وتنتقل المجلة للحديث عن التحديات الكبرى التي تواجه أوباما في الفترة القادمة، وهي إذ ترصد تحدياتٍ أربع ـ على المستويين الداخلي والخارجي ـ تنتظر الرجل، تؤكد أن الخيار الوحيد الذي يمتلكه هو التقدم بثبات وقوة، مؤكدة في الوقت ذاته أن التلكؤ في التحرك قد يُذهِب براية قيادة الأجندة العالمية إلى المعسكر الإسرائيلي الجديد، بقيادة المتطرف نتانياهو، الأمر الذي من شأنه أن يثمر كارثة لن يستطيع العالم تحمُّلَهَا.
سيتوقف مصير العام الأول لأوباما في البيت الأبيض، إن لم تكن فترة ولايته الرئاسية كلها، على الطريقة التي سيتعامل بها مع أربع تحديات واضحة: اثنان على مستوى السياسة الخارجية، واثنان على المستوى الداخلي. والأخيران منهما أكثر أهمية، وهما متعلقان بالأزمة المالية، أحدهما ما إذا كان المجتمع المالي سيبتاع (قصرًا صخريًا وليس رمليًا). وفي هذا يقول أحد كبار مستشاري أوباما الاقتصاديين: "لا أعتقد أن طائفة المصرفيين يدركون حجم الدمار الذي أوقعوه بهذا المجتمع". فيما يقول آخر: "إنهم في حالة إنكار، فهم لا يدركون مدى الغضب الذي يعتري الناس".
إذا لم يكن المصرفيون ومديرو الشركات يدركون أهمية تعديل سلوكهم، فإن خطة أوباما المالية قد تنهار. هناك ثورة تجري الآن في أوساط مديري الشركات الذين لا يرغبون في أخذ القروض الحكومية؛ لأنهم لن يكونوا قادرين على التهام إكرامياتهم المعتادة.
إذا لم تنجح هذه الخطة، فسنحتاج إلى وقت أطول للخروج من حالة الكساد هذه، ما يعني أن الرئيس لن يمتلك ساعتها العوائد التي يحتاجها لتمويل أولوياته الداخلية.
أما الشق الآخر من التحدي الأول فهو: إدراك أن الكونجرس لن يعطي أوباما كل ما يريد. وهو ما يعكسه مساعدو الرئيس بقولهم: إن أكثر لحظاته إحباطًا هي تلك المتعلقة بالكونجرس.
وهناك تحديات أخرى مثل: التحفظ على مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز، الذي لا يزال في مرحلة التكيف مع الحياة المدنية بعد انخراط متألق في العسكرية.
أما التحدي الأكبر على مستوى السياسة الخارجية فهو الصراع الطبيعي بين السياسة المتزنة والحاجة إلى أن يكون الرئيس الأمريكي قائدًا قويًا قادرًا على وضع الأجندة العالمية، وكما يقول زبجنيو برزينسكي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس جيمي كارتر: فإن "الشيء الوحيد الذي لم يقم به أوباما خلال أيامه المائة الأولى، هو أن يوجه خطابًا كبيرًا للشرق الأوسط، يقول فيه: هذا هو الاستقرار، وإذا لم يفعل ذلك قريبًا، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو سيقوم بذلك بدلا عنه، وهذا سيكون كارثيًا. أما إذا تحرك أوباما الآن، فستقف كل حكومات العالم بجانبه، اللهم إلا الإسرائيليون ومؤيدوهم من الأمريكيين في المجتمعات الإنجيلية اليهودية.
No comments:
Post a Comment