برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Thursday, May 7, 2009

أكثر الشخصيات تأثيرًا على مستوى العالم


تايم، 11 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي


في خطوة وصفتها المجلة "بالعمل المستحيل" نشرت أسبوعية تايم الأمريكية قائمتها السنوية التي تضم أكثر مائةِ شخصيةٍ تأثيرًا في العالم، والتي تشمل سياسيين ومفكرين وعلماء وغيرهم.
وتصدَّر اللائحة "إدوارد كينيدي"، أحد أبرز قيادات الحزب الديمقراطي، وحلَّ في المركز الثاني رئيسُ الوزراء البريطاني "جوردون براون"، فيما احتلت "كريستين ليغارد "وزيرة المالية الفرنسية المركز الثالث، ثم "توماس دارت" مدير الشرطة في مقاطعة كوك بولاية إيلينوي، في المركز الرابع.
والعجيب أن المتطرف الصهيوني "أفيجدور ليبرمان" احتل المركز الخامس في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم. وقد نشرت المجلة كلمة تعريفية حوله للمؤرخ الإسرائيلي "بيني موريس"، اعتبر فيها وصول ليبرمان لمنصب وزير خارجية إسرائيل إنما يضع إدارتي تل أبيب وواشنطن على مسار الاصطدام.
ربما تكون الإدارتان؛ الأمريكية والإسرائيلية، على مسار الاصطدام. والربان المشترك للسفينة الإسرائيلية (نحو هذا الاصطدام) هو أفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي يتزعم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني، وهو الشريك الرئيسي لرئيس حزب الليكود "بنيامين نتانياهو" في الحكومة الائتلافية الجديدة.
في الأول من أبريل الماضي، قال ليبرمان لأعضاء وزارته، والعالم أجمع: "إذا أردتم السلام، فلتستعدوا للحرب". وأضاف، بلهجة استفزازية: إن إسرائيل ليست مقيَّدة بما توصل إليه مؤتمر أنابوليس، الذي توصل فيه "المعتدلون" من القادة العرب، في شهر نوفمبر 2007، إلى أن المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية ستُحلّ على أساس حل الدولتين.
وُلِد ليبرمان، الذي ناهز الخمسين، وترعرع في العاصمة المولدافية "كيشيناو"، وهاجر إلى إسرائيل في العام 1978، ويعيش حاليًا في مستوطنة "نوكديم" بالضفة الغربية على مشارف مدينة بيت لحم. وقد مرَّ عليه وقت في الماضي، فكر فيه بحل الدولتين، بل واقترح إزالة مستوطنة "نوكديم" التي يعيش فيها، في مقابل التوصل لـ "سلام حقيقي"، لكن الأجواء الآن أبعدُ ما تكون عن حلِّ الدولتين.
ويؤمن ليبرمان (كما يؤمن نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك) أن امتلاك إيران لقنبلة نووية سيهدد وجود إسرائيل.
ورغم ذلك توجد علامة استفهام تُخيِّم فوق شهرة ليبرمان في دائرة صنع القرار الإسرائيلي، لاسيما وأنه يخضع للتحقيق بتهمة الفساد، وهو من أشرس المدافعين عن توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية، إذا فشلت الدبلوماسية الغربية عن كبح جماح المشروع الإيراني.
ومع مَيْل باراك أوباما إلى إصلاح ذات البين مع العالم الإسلامي ومحاورة طهران، يكمن صدع آخر (في المواقف) بين أمريكا وإسرائيل.
أما السياسي العربي الوحيد الذي ضمته قائمة تايم هذا العام فكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي احتلَّ المركز السابع. وتقدم المالكي بهذا المركز على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي جاءت في المركز الثامن. لكنه لم يتمكن من اجتياز الملياردير المكسيكي جاكوين جوزمان لويرا، أحد أكبر مزودي الولايات المتحدة بالكوكايين، والذي حلَّ في المركز السادس.
الشخصية العربية الأخرى التي زاحمت أكثر شخصيات العالم تأثيرًا هذا العام كانت السعودية نورة الفايز، التي عُيِّنت مؤخرا نائبا لوزير التعليم السعودي، وقد حلت في المركز الـ11، متقدمة بذلك على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي جاء في المركز الـ14، والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حل في المركز الـ 20.
في المملكة العربية السعودية تحمل التغييرات الصغيرة معاني عميقة، لذلك كان تعيين نورة الفايز في منصب نائب وزير التعليم لا يقل عن كونه زلزالا. وتعتبر السيدة نورة أول وزيرة أنثى يتم تعيينها في المملكة العربية السعودية. وكان تعيينها أهم المؤشرات على الثورة الهادئة التي بدأت منذ اعتلاء الملك عبد الله العرش في العام 2005.
وقد رحب الإصلاحيون السعوديون بهذا التغيير، لاسيما تعيين السيدة نورة، إلا أن الاختبار الحقيقي سيكمن في إعطائها صلاحيات التنفيذ. ولطالما كان تعليم البنات ساحة معارك داخل المملكة، لذلك واجهت السيدة نورة مصاعب هي الأخرى. لكن تواجدها داخل الوزارة كان له تأثير فوري على المرأة السعودية، التي لم يكن بإمكانها دخول مبنى الوزارة. لكن ذلك تغير الآن، وكما تقول نورة: "أنا الآن نائبة الوزير، وبابي مفتوح ومتاح".

No comments: