برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Monday, January 4, 2010

حرب أمريكا السرية في باكستان


ذا نيشن، 21 ديسمبر 2009
ترجمة: علاء البشبيشي

حينما ترغب الحكومات في تنفيذ عملياتها القذرة، دون مسائلة أو رقابة من أحد، فإنها تلجأ إلى شركات الأمن الخاصة، وهكذا تضييع المسؤولية العامة، ويقع اللوم أخيرا على عاتق عدد من الأفراد، وكأن الخطأ أصبح سوء تقدير شخصي، وليست جرائم تم الإعداد لها مسبقا.
إحدى حلقات هذه العلاقة المشبوهة كشف عنها تحقيق نشرته مجلة "ذا نيشن" الأميركية تحت عنوان "حرب أمريكا السرية في باكستان" للصحافي المتخصص في شؤون شركات الأمن الخاصة "جيريمي سكاهيل".

في قاعدة العمليات المتقدمة السرية، الخاضعة لإدارة القيادة المشتركة للعمليات الخاصة، في مدينة كاراتشي الساحلية الباكستانية، كان أعضاء من شركة "بلاك ووتر" يعملون في برنامج سري، يتم بموجبه التخطيط لاغتيال نشطاء يشتبه في علاقتهم بطالبان والقاعدة، وغيرها من العمليات الحساسة داخل باكستان وخارجها. وفق ما توصلت إليه التحقيقات.
كما أفاد مصدر واسع الاطلاع في الاستخبارات العسكرية الأمريكية أن أعضاء بلاك ووتر يعملون أيضا على جمع المعلومات الاستخباراتية، والمشاركة في برنامج القصف الصاروخي التابع للجيش الأمريكي، الذي يتم بالتوازي مع غارات السي آي إيه التي تُنفذ باستخدام الطائرات بدون طيار.
وقد عمل هذا المصدر لسنوات في برامج عسكرية أمريكية سرية، في أفغانستان وباكستان وغيرهما، وهو على اطلاع مباشر بالبرنامج، ولم يتحدث إلى المجلة إلا بشرط إخفاء هويته؛ نظرا لسرية البرنامج. وقد أفاد بأن البرنامج يحظى بتصنيف خاص، لذلك ربما لا يعرف بشأنه كبار المسئولين في إدارة أوباما والقيادة العسكرية الأمريكية.

هذا البرنامج يجري ضمن حدود بلاد لم تعلن الولايات المتحدة الحرب عليها، ووقعت معها في عام 2006 اتفاقا يسمح للوحدات الخاصة الأميركية بدخول باكستان لملاحقة أسامة بن لادن، واتُّفق على أن تنكر باكستان وجودها، لأنه من المفترض رسميا أن لا يكون لواشنطن أي عمليات عسكرية داخل هذا البلد.

لم يرد البيت الأبيض على المكالمات الهاتفية أو الرسائل الالكترونية التي وردته بشأن هذه القصة. فيما أدلى الكابتن جون كيربي، المتحدث باسم البحرية الأمريكية، والجنرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بتصريح لمجلة ذا نيشن قالا فيه: "لسنا بصدد مناقشة العمليات الحالية بشكل أو بآخر، بغض النظر عن طبيعتها".
لكن مسئولا آخر في وزارة الدفاع أنكر مشاركة عناصر من بلاك ووتر في هذا البرنامج، أو في جمع المعلومات الاستخباراتية لصالح القيادة المشتركة للعمليات الخاصة في باكستان. نافيا إبرام أي عقود من هذا النوع. قائلا: "لم تبرم القيادة المشتركة للعمليات الخاصة أي عقود مع هذه المنظمة لتقديم هذا النوع من الخدمات. لم يحدث ذلك في الماضي، وليس موجودا حاليا".

No comments: