
البيادر السياسي، يناير 2010
تحت عنوان (التحركات السياسية.. دق الماء في الهاون) رصدت مجلة البيادر السياسي التحرك السياسي الذي تشهده المنطقة حاليا، والذي قد يعطي انطباعا خاطئا بأن هناك انفراجا آتيا، ولكن في الواقع، فإن هذا التحرك السياسي ما زال يراوح مكانه، وهو يهدف إلى "إنعاش" الآمال بالمستقبل، ويحاول إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وكأن إحياء هذه المفاوضات هو انجاز بحد ذاته.
خلال الأسابيع الأخيرة الماضية أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن تجميد مؤقت وجزئي للاستيطان لمدة عشرة شهور، واعتبرت هذه الخطوة جبارة وكبيرة، ولكن فيما بعد تبين أن هذا التجميد الجزئي والمؤقت هو مجرد دعاية إعلامية وليس أكثر من ذلك، تهدف أولاً وأخيراً إلى إظهار أن نتنياهو يريد تحقيق السلام، ولكن هو في الواقع يريد السلام الذي يناسبه.
كل ما يجري من تحرك سياسي حتى الآن هو "دق الماء في الهاون" كما يقول المثل الشعبي، إسرائيل لا تريد السلام، وهي غير راغبة في الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وما زالت متعنتة بمواقفها ومطالبها، لأن إسرائيل لا تريد الهدوء والاستقرار، وغير مستعدة لدفع أي استحقاق لتحقيق الطمأنينة والهدوء، بل بالعكس، تحاول تصعيد الأمور وتساهم في تدهور الأوضاع عبر غاراتها الجوية على القطاع، وعبر حصارها الجائر والمتواصل للقطاع منذ أربع سنوات.
من هنا يمكن الاستنتاج بأن التحرك السياسي لن يؤتي بشيء جديد ما دامت إسرائيل متمسكة باحتلالها للأراضي العربية المحتلة، وما دامت إسرائيل الابنة المدللة لأميركا، وما زالت ترفض الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية..
ما استنتجته المجلة يمنح نقطة لصالح نهج المقاومة، ويسحب البساط من تحت طاولة التفاوض، وإن أصر أصحاب النهج الثاني على أن (تجميد الاستيطان غير مقبول، إذ المطلوب وقفه كاملا في الضفة والقدس أيضا). ببساطة لأن إسرائيل تناور ولن تستجيب أبدًا بالوسائل الدبلوماسية. ومعها كل الحق في ذلك، فالضعيف هو من يجب عليه أن يتنازل!
يجب التذكير بأن من سياسة نتنياهو إلا يحقق أي شيء على ارض الواقع، وتبقى الأمور على ما هي عليه الآن..
التحرك السياسي المكثف هو تخدير أو تهدئة للأعصاب ومحاولة لاختراق سياسي ما، ولكن في الواقع لن يحقق أي شيء ما دامت المواقف الاسرائيلية على ما هي عليه، وما دامت اسرائيل تتبنى سياسة التوسع والاستيطان، وما دام العالم العربي مقسماً والساحة الفلسطينية منقسمة بصورة مأساوية، والنفوذ العربي على الساحة الدولية غائباً بصورة غير طبيعية.
كثيرون يتأملون، ونحن معهم، ولكننا إذا اردنا أن نكون واقعيين، فإن هذا التحرك سيبقى يراوح مكانه، ولن يحقق شيئاً كما هو الحال مع تحركات سياسية سابقة التي كانت مكثفة بصورة أكبر من التحركات الحالية.
الأمل في تحقيق اختراق هو وهمي لأن الجانب الاسرائيلي لم يعِ بعد خطورة سياسته المتعجرفة وأثمانها الباهظة في المستقبل.
تحت عنوان (التحركات السياسية.. دق الماء في الهاون) رصدت مجلة البيادر السياسي التحرك السياسي الذي تشهده المنطقة حاليا، والذي قد يعطي انطباعا خاطئا بأن هناك انفراجا آتيا، ولكن في الواقع، فإن هذا التحرك السياسي ما زال يراوح مكانه، وهو يهدف إلى "إنعاش" الآمال بالمستقبل، ويحاول إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وكأن إحياء هذه المفاوضات هو انجاز بحد ذاته.
خلال الأسابيع الأخيرة الماضية أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن تجميد مؤقت وجزئي للاستيطان لمدة عشرة شهور، واعتبرت هذه الخطوة جبارة وكبيرة، ولكن فيما بعد تبين أن هذا التجميد الجزئي والمؤقت هو مجرد دعاية إعلامية وليس أكثر من ذلك، تهدف أولاً وأخيراً إلى إظهار أن نتنياهو يريد تحقيق السلام، ولكن هو في الواقع يريد السلام الذي يناسبه.
كل ما يجري من تحرك سياسي حتى الآن هو "دق الماء في الهاون" كما يقول المثل الشعبي، إسرائيل لا تريد السلام، وهي غير راغبة في الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وما زالت متعنتة بمواقفها ومطالبها، لأن إسرائيل لا تريد الهدوء والاستقرار، وغير مستعدة لدفع أي استحقاق لتحقيق الطمأنينة والهدوء، بل بالعكس، تحاول تصعيد الأمور وتساهم في تدهور الأوضاع عبر غاراتها الجوية على القطاع، وعبر حصارها الجائر والمتواصل للقطاع منذ أربع سنوات.
من هنا يمكن الاستنتاج بأن التحرك السياسي لن يؤتي بشيء جديد ما دامت إسرائيل متمسكة باحتلالها للأراضي العربية المحتلة، وما دامت إسرائيل الابنة المدللة لأميركا، وما زالت ترفض الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية..
ما استنتجته المجلة يمنح نقطة لصالح نهج المقاومة، ويسحب البساط من تحت طاولة التفاوض، وإن أصر أصحاب النهج الثاني على أن (تجميد الاستيطان غير مقبول، إذ المطلوب وقفه كاملا في الضفة والقدس أيضا). ببساطة لأن إسرائيل تناور ولن تستجيب أبدًا بالوسائل الدبلوماسية. ومعها كل الحق في ذلك، فالضعيف هو من يجب عليه أن يتنازل!
يجب التذكير بأن من سياسة نتنياهو إلا يحقق أي شيء على ارض الواقع، وتبقى الأمور على ما هي عليه الآن..
التحرك السياسي المكثف هو تخدير أو تهدئة للأعصاب ومحاولة لاختراق سياسي ما، ولكن في الواقع لن يحقق أي شيء ما دامت المواقف الاسرائيلية على ما هي عليه، وما دامت اسرائيل تتبنى سياسة التوسع والاستيطان، وما دام العالم العربي مقسماً والساحة الفلسطينية منقسمة بصورة مأساوية، والنفوذ العربي على الساحة الدولية غائباً بصورة غير طبيعية.
كثيرون يتأملون، ونحن معهم، ولكننا إذا اردنا أن نكون واقعيين، فإن هذا التحرك سيبقى يراوح مكانه، ولن يحقق شيئاً كما هو الحال مع تحركات سياسية سابقة التي كانت مكثفة بصورة أكبر من التحركات الحالية.
الأمل في تحقيق اختراق هو وهمي لأن الجانب الاسرائيلي لم يعِ بعد خطورة سياسته المتعجرفة وأثمانها الباهظة في المستقبل.
No comments:
Post a Comment