
المشاهد السياسي، 6-12 ديسمبر 2009
تحت عنوان (بريطانيا تحاكم حرب العراق) أشارت مجلة المشاهد السياسي إلى أن التحقيق الذي بدأ في ٢٤ نوفمبر الفائت سوف يكشف الأوراق المكتومة في التواطؤ الذي حصل بين جورج بوش وتوني بلير في حرب العراق، وفصول الاتفاق السري بين الرجلين لاقتلاع صدّام حسين قبل سنة من الاجتياح؛ الأمر الذي ينهي صدقيّته السياسية في الداخل والخارج.
عندما قرّر توني بلير أن يخوض حرب العراق، رغم أن صدّام حسين لم يمتلك يومًا أسلحة دمار شامل، بدأ من حيث يدري أو لا يدري رحلة التدهور. ولم يقتصر انحيازه إلى جورج بوش على العراق بل امتد أيضًا إلى لبنان ( في حرب ٢٠٠٦) عندما أيّد بقوّة القرار الأميركي ـ الإسرائيلي في شنّ عدوان واسع على لبنان قبل ثلاث سنوات، وكلتا الحربين أطاحتا بمستقبله السياسي، على المستويين البريطاني والأوروبي معًا.
والتحقيق مع رئيس الوزراء البريطاني السابق سوف يبدأ على الأرجح من مذكّرة رسمية كُتِبَت قبل ثمانية أشهر من إرسال القوّات البريطانية إلى العراق، حذّرته من أن هذه الحرب لن تكون شرعية. هذه المذكّرة أعدّها المدّعي العام السابق اللورد جولدسميث وقد نصحه فيما بأن إسقاط صدّام سيكون خرقًا للقانون الدولي. لكن بلير رفض النصيحة رغم أن جولدسميث كان يحتلّ أعلى موقع قضائى في بريطانيا خلال سنوات حكم بلير. بدلًا من ذلك أعطى تعليمات بإسكات صديقه القديم ومنعه من حضور اجتماعات الحكومة، ونتيجة لذلك فقد جولدسميث أكثر من عشرين كيلوجرامًا من وزنه (كما تقول ميل أون صنداي)، وفهم بعد ذلك أن بلير لم يبلغ حكومته بمضمون المذكّرة التي تسلّمها خشية حدوث معارضة لقراره مشاركة الإدارة الأميركية خطّتها لغزو العراق.
يومذاك- تضيف المجلة- أدّى الاختلاف في وجهات النظر إلى احتكاكات كبيرة بين بلير واللورد جولدسميث، وسادت مخاوف من أن الكشف عنها سيزعزع الدعوة للحرب ويقوّض صدقيّة بلير. وجاء الكشف عن تلك المذكّرة بعد سلسلة من الشهادات قدّمها مسؤولون في عهد بلير لـ«لجنة تشيلكوت» التحقيقية، والتي تقوم حاليًا بتقييم قوّة إصدار الأحكام لدى بلير ونزاهته ومدى شرعية الحرب التي شارك فيها ضد العراق.
والآن إلى أين يمضي توني بلير؟
إنه يمضي إلى نهايته السياسية، وبالتأكيد إلى نهاية مهمّتة الحالية كموفد للجنة الرباعية في الشرق الأوسط. ومنذ وضع الرجل نفسه في موقع الحليف، الأقرب إلى التابع، لواشنطن في الحروب الوقائيّة البوشيّة، بدءًا بأفغانستان وانتهاء بالعراق لم يتوقّف ضمور شعبيّته داخل حزبه وخارجه، إلى أن اجتاحت موجة الاعتراضات موقعه كرئيس للحكومة. ولن يُفاجأ أحد غدًا أن تجتاح التحقيقات في ملابسات الحرب على يد لجنة تشيلكوت الموقع الجديد الذي أسند إليه، علمًا أن مهمّته في فلسطين وهميّة أكثر مما هي حقيقية.
ومثلما تساقط حلفاء جورج بوش بالأمس مثل أوراق الخريف أو روزنامة نهاية العام، لن يتأخّر دور موفد اللجنة الرباعية الدولية الذي ينسج وعودًا بلا طائل في رحلاته المكوكية. وكما أن الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون لم يتمكّن يومًا من محو آثار فضيحة ووترجيت، فإن توني بلير لن يستطيع يومًا الخروج من كابوس العراق.
تحت عنوان (بريطانيا تحاكم حرب العراق) أشارت مجلة المشاهد السياسي إلى أن التحقيق الذي بدأ في ٢٤ نوفمبر الفائت سوف يكشف الأوراق المكتومة في التواطؤ الذي حصل بين جورج بوش وتوني بلير في حرب العراق، وفصول الاتفاق السري بين الرجلين لاقتلاع صدّام حسين قبل سنة من الاجتياح؛ الأمر الذي ينهي صدقيّته السياسية في الداخل والخارج.
عندما قرّر توني بلير أن يخوض حرب العراق، رغم أن صدّام حسين لم يمتلك يومًا أسلحة دمار شامل، بدأ من حيث يدري أو لا يدري رحلة التدهور. ولم يقتصر انحيازه إلى جورج بوش على العراق بل امتد أيضًا إلى لبنان ( في حرب ٢٠٠٦) عندما أيّد بقوّة القرار الأميركي ـ الإسرائيلي في شنّ عدوان واسع على لبنان قبل ثلاث سنوات، وكلتا الحربين أطاحتا بمستقبله السياسي، على المستويين البريطاني والأوروبي معًا.
والتحقيق مع رئيس الوزراء البريطاني السابق سوف يبدأ على الأرجح من مذكّرة رسمية كُتِبَت قبل ثمانية أشهر من إرسال القوّات البريطانية إلى العراق، حذّرته من أن هذه الحرب لن تكون شرعية. هذه المذكّرة أعدّها المدّعي العام السابق اللورد جولدسميث وقد نصحه فيما بأن إسقاط صدّام سيكون خرقًا للقانون الدولي. لكن بلير رفض النصيحة رغم أن جولدسميث كان يحتلّ أعلى موقع قضائى في بريطانيا خلال سنوات حكم بلير. بدلًا من ذلك أعطى تعليمات بإسكات صديقه القديم ومنعه من حضور اجتماعات الحكومة، ونتيجة لذلك فقد جولدسميث أكثر من عشرين كيلوجرامًا من وزنه (كما تقول ميل أون صنداي)، وفهم بعد ذلك أن بلير لم يبلغ حكومته بمضمون المذكّرة التي تسلّمها خشية حدوث معارضة لقراره مشاركة الإدارة الأميركية خطّتها لغزو العراق.
يومذاك- تضيف المجلة- أدّى الاختلاف في وجهات النظر إلى احتكاكات كبيرة بين بلير واللورد جولدسميث، وسادت مخاوف من أن الكشف عنها سيزعزع الدعوة للحرب ويقوّض صدقيّة بلير. وجاء الكشف عن تلك المذكّرة بعد سلسلة من الشهادات قدّمها مسؤولون في عهد بلير لـ«لجنة تشيلكوت» التحقيقية، والتي تقوم حاليًا بتقييم قوّة إصدار الأحكام لدى بلير ونزاهته ومدى شرعية الحرب التي شارك فيها ضد العراق.
والآن إلى أين يمضي توني بلير؟
إنه يمضي إلى نهايته السياسية، وبالتأكيد إلى نهاية مهمّتة الحالية كموفد للجنة الرباعية في الشرق الأوسط. ومنذ وضع الرجل نفسه في موقع الحليف، الأقرب إلى التابع، لواشنطن في الحروب الوقائيّة البوشيّة، بدءًا بأفغانستان وانتهاء بالعراق لم يتوقّف ضمور شعبيّته داخل حزبه وخارجه، إلى أن اجتاحت موجة الاعتراضات موقعه كرئيس للحكومة. ولن يُفاجأ أحد غدًا أن تجتاح التحقيقات في ملابسات الحرب على يد لجنة تشيلكوت الموقع الجديد الذي أسند إليه، علمًا أن مهمّته في فلسطين وهميّة أكثر مما هي حقيقية.
ومثلما تساقط حلفاء جورج بوش بالأمس مثل أوراق الخريف أو روزنامة نهاية العام، لن يتأخّر دور موفد اللجنة الرباعية الدولية الذي ينسج وعودًا بلا طائل في رحلاته المكوكية. وكما أن الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون لم يتمكّن يومًا من محو آثار فضيحة ووترجيت، فإن توني بلير لن يستطيع يومًا الخروج من كابوس العراق.
No comments:
Post a Comment