
نيوزويك، 29 ديسمبر – 5 يناير 2009
تحت عنوان (كيف يرون الأمور) رصدت أسبوعية نيوزويك رؤى بعض الشخصيات البارزة فيما يتعلق بأهم المسائل العالمية، من بينهم: قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال "ديفيد بترايوس"، و الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون"، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي "، و وزير الخزانة الأمريكي تيموثي غايتنر، و زعيم حزب المحافظين البريطاني المعارض "ديفيد كاميرون"، و المتحدثة باسم الحكومة الرواندية ووزيرة الإعلام "لويز موشيكيوابو".
وقد استهلت المجلة بمقابلة مع اثنين من أبرز وزراء الخارجية في التاريخ الحديث، هما هيلاري كلنتون وهنري كيسنجر، تحدثا خلالها عن الرؤساء والأولويات وصعوبة إنهاء الحروب.
سألتهما المجلة: كلاكما تولى وزارة الخارجية في مرحلة حرب. ليس هناك مجال للمقارنة، لكن ما التعقيدات التي تضيفها الحرب برأيكما إلى الدبلوماسية؟ فكانت هذه الإجابة.
أجابت كلنتون: حسنا، يمكنني فقط أن أتكلم انطلاقا من التجربة التي عشناها العام الماضي حيث ورث الرئيس أوباما حربين، وكان عليه أن يتخذ مبكرا بعض القرارات السريعة التي كانت تنتظره وليست من صنعه. أثني عليه كثيرا لأنه أخذ الوقت الكافي ووضع لنا آلية كي ندرس الافتراضات ونطرح الأسئلة الصعبة. لأن الحرب في العراق تشارف على النهاية، لكن مع انتهاء الحرب ورحيل جنودنا، يُتوقَّع من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الاضطلاع بمسؤولية أكبر.
في أفغانستان، شاركنا جميعنا في التحليل المكثف لرسم الطريق نحو الأمام. وقد توصل الجانبان العسكري والمدني إلى استنتاج بأن القوة العسكرية وحدها لن تنجح. ربما كان استنتاجا بديهيا لكنه يثير أسئلة كثيرة على وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الإجابة عنها. لدى وزارة الدفاع سهولة أكبر بكثير من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الحصول على الموارد. يصبح جزء كبير من الموازنة مخصصا للعراق وأفغانستان ثم المساعدات المدنية التي تُقدَّم إلى باكستان. وفي هذه الفترة التي تشهد فيها الموازنة ضغطا للنفقات، من الأصعب بكثير الحصول على الموارد التي نحتاج إليها، لكن المسؤوليات تبقى. إنه إذن التوتر الناجم عن الإجهاد الذي يترتب عن أي وضع في زمن الحرب، لأنه عندما يتعرض جنودنا من شبان وشابات للخطر، يزيد أيضا الخطر المحدق بالمدنيين الأمريكيين لأنه يُتوقع منهم أن يذهبوا إلى هناك مع الجيش. وقال كيسنجر: أظن أن التجربة الخاصة للسياسة الأمريكية في زمن الحرب في الأعوام الــ40 الماضية، منذ فيتنام، هي أن الحرب في ذاتها أصبحت مثار جدل في البلاد، وأن أهم ما نحتاج إليه في الوضع الراهن هو ألا تصبح شرعية الحرب في ذاتها موضوع خلاف، أيا تكن الاختلافات في وجهات النظر حول التكتيكات. يجب أن ننطلق من الافتراض بأنه أيا كانت الإدارة التي تشن حربا، فهي تريد إنهاءها.
No comments:
Post a Comment