
المجلة، 5-11 ديسمبر 2009
أكثر من خمسة أ شهر مضت منذ اندلاع أزمة انتخابات الرئاسة في إيران، ولا تبدو في الأفق أي بوادر لحل توافقي. فإلى ماذا سينتهي صراع المحافظين والإصلاحيين في إيران ؟
مجلة المجلة حاولت الإجابة عن هذا السؤال، من خلال موضوع غلافها الأخير الذي حمل عنوان (احتضار الخمينية).
الأزمة تتفاقم يومًا بعد آخر، تاركة بصماتها القوية على هيبة النظام، و سياساته الخارجية، وما يطمح له من لعب دور مؤثر إقليميًا ودوليًا ، وأخرت الانتقادات القوية التي وجهها الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي لما أسماه "تنازلات أحمدي نجاد عن الكرامة والحقوق الوطنية"، في التوصل إلى حل بين إيران والغرب حول الملف النووي خصوصا فيما يتعلق بمبادلة اليورانيوم منخفض التخصيب بوقود نووي يُستَخدم للأغراض السلمية، عندما تدخل الولي الفقيه آية الله علي خامنئي في اللحظة الأخيرة رافضًا إتمام "الصفقة" بالشروط الغربية!
وبغض النظر عن نتائجها، فإن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 12 يونيو الماضي، أثارت الكثير من الأسئلة حول مشروعية نظام ولاية الفقيه ، الذي يرى خصومه أنه فقد قبل ذلك جزءا كبيرا منها بتخلِّـيه عن الكثير من "ثوابت" الجمهورية الإسلامية وأصولها، من أهمّـها احترام حقوق القوميات والأقليات، كما نصّـت على ذلك بُـنودٌ واضحة من الدستور
والانتخابات الإيرانية، كما أبرزتها الحملة الانتخابية للمرشحين الأربعة، أحمدي نجاد وحسين موسوي و مهدي كروبي و محسن رضائي، أعادت "حلقة " الارتباط بين الشعب الإيراني أو على الأقل من شارك فيها، ونظام قائم أصلا على أساس نظرية حكومة ولاية الفقيه، قبل أن يتم تزويرها.ورغم أن شريحة كبيرة جدّا من جيل الشبان الذين لم يُـصوِّتوا على استفتاء "نعم أو لا" الذي أُجرِي يوم 12 أبريل عام 1980 لاختيار شكل النظام، لأنهم لم يكونوا قد وُلِـدوا بعدُ أو كانوا أقل من السنّ القانونية وقتها، يعتقدون أن لهم الحق في اختيار شكل جديد للنظام، ربما يتجاوز القواعد الأساسية للجمهورية الإسلامية، كما تبيّـن ذلك خلال دورتين رئاسيتيْـن للرئيس الإصلاحي سيد محمد خاتمي إلا أن مجرد ذهاب الناخب في إيران إلى صندوق الاقتراع، جعله يوقِّـع مرّة أخرى على صكِّ الاعتراف بنظام ولاية الفقيه، الذي أرساه الإمام الخميني الراحل.
بشكل عام -تؤكد المجلة- لم يشك أحد في أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية كانت تشكِّـل فرصة مهمّـة لإحداث تغييرات كبيرة في إيران بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا لأمريكا، والتحولات التي جرت في العراق وأفغانستان، وتأثيراتها على حركة إيران الإقليمية. لكن ذلك لم يحدث، على الأقل حتى الآن..
لقد انتهت الانتخابات، وأعلن زعماء الإصلاح رفضهم لنتائجها، وكذلك معظم الصحفيين الأجانب الذين سُمِح لهم بتغطية الحملة الانتخابية، وهم يشاهدون صفوفا طويلة من الإيرانيين، بدا منهم الشبان بشاراتهم الخضراء رافعين شعار التغيير. وشاهد العالم تصرفات هذا الشعب في انتخابات رَسمت - كما في كل الانتخابات الإيرانية على مرّ العقود الثلاثة الماضية - حِـراكه وجديته في التعاطي مع القضايا التي تقرّر مصيره.
لقد فقد معظم الشبّـان في إيران ثقتهم بـ "الجمهورية الإسلامية" خلال السنوات الماضية التي أعقبت مجيء الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، ويرى الإصلاحيون أن حجم المشاركة في المظاهرات الأخيرة، وطريقة تحدي المتظاهرين أساليب القمع، وشعاراتهم، من شأنها أن تشجع على اللجوء مرة أخرى إلى خيار الشارع مهما كانت التكاليف.
وليس سِـرًا القول إن المناظرات التي بثها التليفزيون، لأول مرة بين المرشحين الأربعة والأسلوب الذي استخدمه أحمدي نجاد "لإحراج منافسيه"، كان بالنسبة للكثير من الشباب الإيراني، بمثابة القشّـة التي قصمت ظهر البعير.
أكثر من خمسة أ شهر مضت منذ اندلاع أزمة انتخابات الرئاسة في إيران، ولا تبدو في الأفق أي بوادر لحل توافقي. فإلى ماذا سينتهي صراع المحافظين والإصلاحيين في إيران ؟
مجلة المجلة حاولت الإجابة عن هذا السؤال، من خلال موضوع غلافها الأخير الذي حمل عنوان (احتضار الخمينية).
الأزمة تتفاقم يومًا بعد آخر، تاركة بصماتها القوية على هيبة النظام، و سياساته الخارجية، وما يطمح له من لعب دور مؤثر إقليميًا ودوليًا ، وأخرت الانتقادات القوية التي وجهها الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي لما أسماه "تنازلات أحمدي نجاد عن الكرامة والحقوق الوطنية"، في التوصل إلى حل بين إيران والغرب حول الملف النووي خصوصا فيما يتعلق بمبادلة اليورانيوم منخفض التخصيب بوقود نووي يُستَخدم للأغراض السلمية، عندما تدخل الولي الفقيه آية الله علي خامنئي في اللحظة الأخيرة رافضًا إتمام "الصفقة" بالشروط الغربية!
وبغض النظر عن نتائجها، فإن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 12 يونيو الماضي، أثارت الكثير من الأسئلة حول مشروعية نظام ولاية الفقيه ، الذي يرى خصومه أنه فقد قبل ذلك جزءا كبيرا منها بتخلِّـيه عن الكثير من "ثوابت" الجمهورية الإسلامية وأصولها، من أهمّـها احترام حقوق القوميات والأقليات، كما نصّـت على ذلك بُـنودٌ واضحة من الدستور
والانتخابات الإيرانية، كما أبرزتها الحملة الانتخابية للمرشحين الأربعة، أحمدي نجاد وحسين موسوي و مهدي كروبي و محسن رضائي، أعادت "حلقة " الارتباط بين الشعب الإيراني أو على الأقل من شارك فيها، ونظام قائم أصلا على أساس نظرية حكومة ولاية الفقيه، قبل أن يتم تزويرها.ورغم أن شريحة كبيرة جدّا من جيل الشبان الذين لم يُـصوِّتوا على استفتاء "نعم أو لا" الذي أُجرِي يوم 12 أبريل عام 1980 لاختيار شكل النظام، لأنهم لم يكونوا قد وُلِـدوا بعدُ أو كانوا أقل من السنّ القانونية وقتها، يعتقدون أن لهم الحق في اختيار شكل جديد للنظام، ربما يتجاوز القواعد الأساسية للجمهورية الإسلامية، كما تبيّـن ذلك خلال دورتين رئاسيتيْـن للرئيس الإصلاحي سيد محمد خاتمي إلا أن مجرد ذهاب الناخب في إيران إلى صندوق الاقتراع، جعله يوقِّـع مرّة أخرى على صكِّ الاعتراف بنظام ولاية الفقيه، الذي أرساه الإمام الخميني الراحل.
بشكل عام -تؤكد المجلة- لم يشك أحد في أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية كانت تشكِّـل فرصة مهمّـة لإحداث تغييرات كبيرة في إيران بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا لأمريكا، والتحولات التي جرت في العراق وأفغانستان، وتأثيراتها على حركة إيران الإقليمية. لكن ذلك لم يحدث، على الأقل حتى الآن..
لقد انتهت الانتخابات، وأعلن زعماء الإصلاح رفضهم لنتائجها، وكذلك معظم الصحفيين الأجانب الذين سُمِح لهم بتغطية الحملة الانتخابية، وهم يشاهدون صفوفا طويلة من الإيرانيين، بدا منهم الشبان بشاراتهم الخضراء رافعين شعار التغيير. وشاهد العالم تصرفات هذا الشعب في انتخابات رَسمت - كما في كل الانتخابات الإيرانية على مرّ العقود الثلاثة الماضية - حِـراكه وجديته في التعاطي مع القضايا التي تقرّر مصيره.
لقد فقد معظم الشبّـان في إيران ثقتهم بـ "الجمهورية الإسلامية" خلال السنوات الماضية التي أعقبت مجيء الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، ويرى الإصلاحيون أن حجم المشاركة في المظاهرات الأخيرة، وطريقة تحدي المتظاهرين أساليب القمع، وشعاراتهم، من شأنها أن تشجع على اللجوء مرة أخرى إلى خيار الشارع مهما كانت التكاليف.
وليس سِـرًا القول إن المناظرات التي بثها التليفزيون، لأول مرة بين المرشحين الأربعة والأسلوب الذي استخدمه أحمدي نجاد "لإحراج منافسيه"، كان بالنسبة للكثير من الشباب الإيراني، بمثابة القشّـة التي قصمت ظهر البعير.
No comments:
Post a Comment