برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Monday, January 4, 2010

رجل أوباما القوي


نيوزويك، 22 ديسمبر 2009
بدأ صبر الرئيس الأمريكي ينفد من إيران. هنا يبرز دور ستيوارت ليفي الذي يتناغم اسمه مع كلمة "قوي"، بحسب ما ذهب إليه مايكل هيرش ومايكل إيسيكوف في مجلة نيوزويك الأمريكية.
وتشير المجلة في صدر موضوع غلافها الأخير - الذي شارك في كتابته مازيار بهاري في لندن وكيفن بيراينو في القدس- إلى زيارات ليفي البعيدة عن الإعلام لعدد من البنوك العالمية في السنوات الأخيرة بغية إقناع البنوك الدولية والمؤسسات التجارية بأنه سيكون من السيئ لها أن تتعامل مع دول مارقة مثل إيران وكوريا الشمالية. وتوضح المجلة أن ذلك هو السبب الرئيسي الذي جعله أكبر مسؤول في إدارة بوش، بعد وزير الدفاع روبرت جيتس، يحافظ عليه باراك أوباما في إدارته.

مع أنه بقي صامتا خلال معظم العام الأول من رئاسة أوباما، ومع أن اسمه غير معروف في أوساط الشعب الأمريكي، فإن ليفي شخص تخشاه طهران وتكرهه، حيث "جميع المسؤولين يعرفون كيف يلفظون اسمه بشكل صحيح"، كما يقول دبلوماسي أوروبي معني بالشؤون الإيرانية في حكومته.
في الواقع، فإن إعادة تعيين ليفي نائبا لوزير الخزانة الأمريكية المعني بالإرهاب والاستخبارات المالية في فبراير أثارت اعتراضات شديدة في إيران، حيث ندد به وزير المالية واصفا إياه بأنه "أحد ممثلي الصهاينة في الحكومة الأمريكية". وبطرق غير مباشرة، عبرت طهران عن رأيها بأن هذه الخطوة تتعارض مع تعهد أوباما العلني باعتماد مقاربة ألطف، وفقا لمصدر مطلع بشكل مباشر على الاعتراض طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية هذه المسألة دبلوماسيا.
حتى الآن، لم يطلق أوباما العنان لليفي. لكن الرئيس أصبح يدرك أن "مد اليد" لإيران لن يحقق، بمفرده، النتائج المنشودة. حتى فيما كان أوباما يتسلم جائزة نوبل للسلام الأسبوع الماضي، كان يقترب بسرعة من نهاية السنة، وهي المهلة غير الرسمية التي كان قد حددها لتحقيق "تقدم" في المحادثات الهادفة إلى وضع حد لبرنامج إيران النووي. وبحسب كل الإفادات، فإن طهران رفضت التعاون.

نتيجة لذلك، ترى نيوزويك أن إيران ما لم تقم بتنازلات في اللحظة الأخيرة، فإن الرئيس ينوي فرض عقوبات أشد، حسبما يقول أحد كبار المسؤولين في الإدارة الذي وافق على مناقشة المداولات الداخلية شرط إبقاء هويته سرية. وقد قال هذا المسؤول لنيوزويك: "من المهم بالنسبة إلى أوباما أن تقوم الولايات المتحدة بما تعلن أنها ستقوم به. لقد قلنا إننا سنلجأ إلى العقوبات في نهاية السنة" إن لم تسفر الدبلوماسية عن نتائج. وقد آن الأوان لذلك، كما يقول المسؤول. "لا أحد سيقول للولايات المتحدة: "هذه الإدارة مشابهة تماما لإدارة بوش". فقد جربنا أسلوب التقرب".

إذن ها قد حان الوقت لبروز ستيوارت ليفي على الساحة العالمية من جديد. لقد وافق البيت الأبيض على خطة صارمة للضغط على الاقتصاد الإيراني، وسيلعب ليفي دورا محوريا فيها، حسبما قال المسؤول الكبير في الإدارة. أحد الأهداف الأساسية سيكون الحرس الثوري الإيراني، وهي القوة التي تسيطر على البلاد وعلى اقتصادها إلى حد كبير.
وتقضي خطة مكتب ليفي بالإفصاح عن هوية "عشرات" الشركات التابعة للحرس الثوري بشكل علني ومن ثم الضغط على مزوديها بالسلع وشركائها التجاريين لقطع علاقاتهم بها, وإلا سيتعرضون لخطر فرض الولايات المتحدة عقوبات عليهم، كما يقول كبير المسؤولين في الإدارة، مضيفا: "ستيوارت سيبذل جهدا كبيرا للعمل مع بلدان ذات توجهات مماثلة من أجل استهداف الشركات التابعة للحرس الثوري. نحن نعرف الشركات التي تتعاون مع الحرس الثوري ونعرف هوية الشركات التي يسيطر عليها".
التبرير القانوني للمضي قدما موجود: فقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تصف حاليا كبار قادة الحرس الثوري بأنهم منتهكون للقانون الدولي" وفي خريف عام 2007، اعتبرت إدارة بوش الحرس الثوري الإيراني ناشرا للأسلحة وأدرجت قوات القدس النخبوية على لائحة المجموعات الإرهابية. الأمر الجديد الآن هو أن المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا جمعوا كما أكبر بكثير من المعلومات الاستخباراتية حول النشاطات التجارية للحرس الثوري خلال السنوات الماضية, بما في ذلك هوية مسؤولي الحرس الثوري المستثمرين وأماكن استثماراتهم.في النهاية، فإن عودة ليفي إلى الساحة هي دليل إضافي على أن اختلافات أوباما مع سلفه بشأن مسائل الأمن القومي ليست شديدة كما تبدو. واقفا أمام باب مكتبه الرحب في وزارة الخزانة ـ وهو المكتب نفسه الذي كان يشغله في عهد جورج دبليو بوش ـ يشير ليفي بفخر إلى صورتين على إحدى الطاولات. في إحداهما، يظهر مبتسما برفقة بوش ووزير الخزانة آنذاك هانك بولسون، وكبير موظفي البيت الأبيض آنذاك جوش بولتن. وفي الصورة المجاورة يتم تعريف ليفي إلى الرئيس أوباما، فيما ينظر وزير الخزانة جيم غايتنر وكبير المستشارين الاقتصاديين لاري سامرز إليهما مبتسمين. القاسم المشترك الوحيد بين الصورتين هو ستيوارت ليفي.

No comments: