برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, January 6, 2010

"من "وداعا سوريه" إلى "مرحبا يا سوريه


الأفكار، 28 ديسمبر 2009

قام الرئيس سعد الحريري بزيارته الموعودة إلى دمشق، والتي اعتبرتها مجلة الأفكار اللبنانية خرقًا للجدار النفسي بين البلدين، فلم يكن أحد من أهل السياسة، إلا قلة من أصحاب الرؤى فيهم، يتصور أن يزيل الحريري الجدار النفسي بمثل هذه السهولة. لكنها قالت في الوقت ذاته إن هواجس خمس سنوات وما رافقها من عواصف تشنج لا يمكن أن تتبدد وتنقشع في مدى نصف ساعة وهي مدة الرحلة الجوية في طائرته الخاصة من مطار بيروت "مطار رفيق الحريري" إلى مطار دمشق.

لم تلبث الرحلة المغامرة أن حصلت على أينع القطوف، وفاقت كل تصور. فالرئيس بشار الأسد أرسل لاستقباله إلى المطار وزير شئون الرئاسة منصور عزام، ولم يرسل لا رئيس الوزراء المهندس ناجي العطري، ولا وزير الخارجية وليد المعلم، للتدليل على أن الرئيس الحريري هو ضيف الرئاسة، لا ضيف حكومة. وما استقباله بتلك الحفاوة عند مدخل قصر تشرين، وتقديم جناح له في قصر الشعب، وتناول العشاء معه في أحد مطاعم دمشق، ثم تناول فطور اليوم التالي على مائدته في قصر الشعب، إلا مجموعة مراسم لا تخصص عادة إلا لرؤساء الدول، مثل الملك الأردني عبد الله بن الحسين، أو الرئيس التركي عبد الله جول.
والذين هم على تواصل مع الرئيس بشار الأسد من الساسة اللبنانيين يحللون هذا المشهد بأنه قرار من الرئيس السوري بأن يلقى الحريري أعلى درجات التكريم، أولا لأنه ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي له في دمشق بصمات. وثانيا لأنه رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
وبعقلية الشباب جرت مباحثات الرئيس بشار الأسد ورئيس وزراء لبنان، وحين فتح الرئيس الحريري موضوع ترسيم الحدود، كما علمنا فيما بعد، تبسم الرئيس الأسد، وقال: تفضل وارسم كما تريد، فإنك بذلك تزيح هما عن كتفي.
ولم يفتح سعد الحريري مع الرئيس الأسد موضوعا من المواضيع إلا ولقي كل تجاوب، حتى كاد يقول للرئيس الأسد: أخجلتم تواضعنا.

No comments: