
ذي إيكونوميست، 2 يناير 2010
ترجمة: علاء البشبيشي
(النساء يستحوذن تدريجيًا على سوق العمل) حقيقة ناقشتها بالتحليل أسبوعية ذي إيكونوميست البريطانية، واصفة إياها بأنها "ثورة هادئة تجتاح العالم الغني".
في البداية تسائلت المجلة: ماذا يحدث حينما تمثل النساء أكثر من نصف القوة العاملة في العالم؟ وفي النهاية خلصت إلى أن الأطفال هم الخاسر الأكبر في هذه المعادلة العصرية، حيث لا يجد الأبوين الوقت الكافي ليقضونه معهم، في حين لا تنفق الدولة الأموال الكافية كي ترعاهم.
إذا ترجمنا نحن هذا الكلام، بإمكاننا القول: إن نجاح المرأة في العمل، غالبًا ما يكون على حساب بيتها وأولادها، وقليلات هن من ينجحن في تحقيق هذه المعادلة الصعبة.
خلال الشهور القليلة القادمة ستمثل المرأة أكثر من 50% من القوة العاملة في الولايات المتحدة. وتمثل المرأة الآن أكثر من نصف خريجي الجامعات في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، ونفس النسبة من العمال المحترفين في العديد من الدول الغنية، من بينها الولايات المتحدة. كما تدير المرأة العديد من كبرى الشركات العالمية، بدءًا بـ "شركة بيبسي" الأمريكية وحتى عملاق بناء المفاعلات النووية الفرنسي "أريفا". وهو التغيير الاقتصادي الذي يعتبره البعض أكبر تغيير اجتماعي في وقتنا هذا. فمنذ أجيال قليلة، كان مجال عمل المرأة مقتصرًا فقط على الوظائف الخدمية والتكرارية، وكانت تترك العمل فور تزوجها وإنجابها الأولاد. أما اليوم فهي تدير بعض المؤسسات التي كانت تعاملها في يوم من الأيام كمواطنة من الدرجة الثانية. وقد رحب الرجال بهذا الغزو النسائي لسوق العمل. لكن أكثر التغيرات إيجابية لا تكون كاملة وغير مرضية.
فرغم كل ذلك توجد عقبتين:
أولهما أن المرأة ما تزال غير ممثلة في بالقدر الكافي في رأس الهرم الإداري للشركات. كما تمثل 2% فقط من إجمالي مديري أكبر الشركات الأمريكية، و 5% من نفس المنصب في بريطانيا.
وثانيهما أن الجمع بين العمل وتربية الأبناء صعب جدا. فأزواج الطبقة المتوسطة يشكون دومًا من قلة الوقت الذي يقضونه مع أولادهم. لكن الأطفال الفقراء يبقون الخاسر الأكبر (في هذه المعادلة)، لا سيما في بلدان كأمريكا وبريطانيا، حيث تجتمع معدلات العمل المرتفعة في أوساط المرأة، مع التردد في إنفاق الأموال العامة على الرعاية بالأطفال.
No comments:
Post a Comment