برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Sunday, January 24, 2010

الهزائم تلاحق أمريكا في أفغانستان


الصمود، يناير-فبراير 2010

ودعت القوات الأمريكية في أفغانستان عام 2009 بصفته العام الأسوأ منذ احتلالها ذلك البلد، ولكن فترة الانتقال إلى العام الجديد كانت تنبئ بأن العام القادم لتلك القوات أسوأ مما مضى. مجلة الصمود الأفغانية رصدت بعض الإنذارات التي ومضت خلال الفترة القليلة الماضية، والتي مثلت كارثة حقيقية للإدارة الأمريكية لم تستطع مواجهتها بغير مناورة هروب كبيرة تأخذ الأنظار بعيدا عن أفغانستان التي أضحت معضلة بلا حل؛ ففتحت مهرجانا للعدوان والابتزاز بعيدا في اليمن حتى تصرف الأنظار إلى ساحة جديدة، فلا يلاحظ العالم مأساة انهيارها في أفغانستان.
أولى هذه الإنذارات كان شريط الجندي الأمريكي الأسير لدى طالبان.

على غير انتظار ظهر الأسير الأمريكي الذي أسرته قوات طالبان في الصيف الماضي. كانت الإطلالة مباغتة ومدهشة، فمن حيث التوقيت جاءت مع أعياد الميلاد، وهي أهم المناسبات الدينية والاجتماعية في الغرب، حيث تتجمع الأسر، ويتفقد الناس أقاربهم وأصدقائهم، وتتصنع الدول الاهتمام بجنودها "خارج الوطن !!".لقد ضُبِطت الحكومة الأمريكية متلبسة فجأة وهي تتناسى أهم أسير لديها، بل الأسير الوحيد لها منذ انتهاء الحرب الباردة، وتحديدا منذ انتهاء حرب فيتنام ( 1965 – 1975).لقد لاذت الإدارة الأمريكية بالصمت وتناست الأسير، ولكن طالبان أبطلت ذلك "النسيان" وجعلت من رسالة الأسير في عيد الميلاد تذكرة مؤلمة لمشكلة حقيقية تحتاج إلى حل حقيقي وليس إلى مجرد تسكين "بمورفين" النسيان.
وكانت إطلالة الأسير الأمريكي في عيد الميلاد، في حقيقتها إطلالة لقضية أفغانستان على الشعب الأمريكي حتى لا تحولها حكومة بلادة إلى مجرد "حرب مزمنة" أو "حرب منسية"، فالآلام التي تنعكس على الشعب الأمريكي نفسه تمنع ذلك، بل الآلام تنعكس أيضا على الشعوب التي تورطت حكوماتها في تلك الحرب الظالمة والعدوانية.

انتقلت (الصمود) من رسالة الجندي الأسير إلى تفجير معسكر CIA في خوست، وهي العملية التي وصفتها المجلة بأنها الفضيحة الأكبر منذ ربع قرن لتلك الوكالة الأخطر في العالم، والتي كشفت أكبر كمية من التناقضات المفصلية في صلب التواجد الأمريكي المترنح في أفغانستان، وأيضا في كيان الدولة الأمريكية نفسها.

ـ لقد انكشف تغول الاستخبارات ومدى تعديها على صلاحيات الجيش بما يهدد نجاحه في مهامه ويسئ إلى سمعته الوطنية والدولية.ـ كما انكشف مدى تغلغل شركات المرتزقة في صلب المؤسسة الاستخبارية ومن قبلها المؤسسة العسكرية، وذلك يهدد بأن تلك الشركات الأمنية للمرتزقة في طريقها نحو السيطرة على العمل الاستخباري والعسكري لصالح مالكي تلك الشركات مجهولي الهوية، والذين يمثلون سطوة الصهيونية البنكية المتحالفة مع المافيا المنظمة وكبار جنرالات الجيش والأمن.ـ ما سبق يشير إلى تحول جذري في مسيرة (الديمقراطية!!) الأمريكية وتحولها التدريجي إلى نوع من الفاشية الجديدة. وهو أمر يتماشى مع قاعدة تاريخية معروفة تقول بأن أنظمة الغرب الرأسمالية تتحول إلى نظم حكم شمولية عنيفة تحت وطأة الأزمات الاقتصادية، وتاريخيا ظهرت النازية والفاشية في أمثال تلك الأزمات، والآن تمر الولايات المتحدة بأخطر أزمة مالية واقتصادية في تاريخها بما جعلها تخطو بالفعل خطوات واسعة صوب الفاشية الجديدة والحكم الشمولي داخل وخارج أراضيها. يأخذ ذلك غالبا ستارا فضفاضا هو (مكافحة الإرهاب) أو معـــاقبة (الدول المارقة) أو احتواء (محور الشر) في العالم.ثم تندفع أمريكا تحت تلك الرايات المخادعة إلى مغامرات عسكرية طائشة بعد أن تسحب خلفها كتلا من الدول المخلخلة والحلفاء المذعنين الباحثين عن فتات الموائد المتبقي من الوحش الأمريكي الذي يفترس شعوب العالم واحدا واحدا، خاصة الشعوب العربية والإسلامية.

No comments: