برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, January 6, 2010

شخصية العام 2009


تايم، 28 ديسمبر 2009
ترجمة: علاء البشبيشي

اختارت مجلة "تايم" رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي الحالي، "بين شالوم بيرنانكي"، ليكون "شخصية العام 2009"؛ مكافأة له على طريقة إدارته للأزمة المالية واصفة إياه بأنه "أهم لاعب يقود أهم اقتصاد في العالم".
ولد بيرنانكى في 13 ديسمبر 1953 في أوجستا بولاية جورجيا الأمريكية، ونشأ في مدينة ديلون بولاية كارولاينا الجنوبية. كان والده صيدلانيا ووالدته معلمة. حصل على الليسانس في الاقتصاد من جامعة هارفارد، ثم الدكتوراه في الاقتصاد، وعمل أستاذا للاقتصاد في جامعات ستانفورد ونيويورك وبرينستون من عام 1985 إلى عام 2002. وانضم إلى مجلس محافظي الاحتياط الفيدرالي من عام 2002 إلى عام 2005. ثم عين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 1 فبراير 2006.

رجل جسور، ذو لحية رمادية (يغزوها الشيب)، يجلس بعينيه المرهقتين في مكتبه الرحب بواشنطن، يتحدث حول الاقتصاد. حضوره ليس متسلطا، وخطابه لا يخلب الألباب. ليس مختالا متباهيا بنفسه، لا تكاد تسمع منه تلك الجمل المألوفة على ألسنة ساكني هذه المكاتب، من قبيل (انظر إلي) و (استمع إلي).
نقاشاته ليست متحيزة ولا أيدلوجية لكنها منهجية، ترتكز على الحقائق وآخر ما توصلت إليه الجهات الأكاديمية. إذا ما جهل شيئا، فإنه لا يدلي برأيه جعجعة وهدرا. يتميز بالاحترافية، التي اكتسبها من طول عمله كأستاذ جامعي.
خجولٌ، لا يقيم حفلات الغداء، بل يفضل تناول طعامه في بيته مع زوجته، التي ما تزال تطهو له. بعدها يقومان بحل الكلمات المتقاطعة أو القراءة.

المجلة أشارت إلى أن أهم ما ميز العام الماضي كان الاقتصاد، لذلك أتت شخصية العام اقتصادية بامتياز. ورغم بلوغ الانتقادات الموجهة ضد البنك المركزي الأمريكي المستقل وسط الرأي العام ونواب الكونجرس مستوى لم تبلغه خلال عقود، فقد اختارت بيرنانكي كشخصية العام 2009، مستندة إلى بعض الصفات الشخصية والمهنية التي يتمتع بها الرجل، ما أهله للفوز بهذا اللقب، معتبرة القرارات التي اتخذها وسيتخذها في المستقبل بمثابة "الطريق السليم لتحقيق رفاهيتنا وقيادة سياستنا وترشيد علاقتنا مع العالم".

بيرنانك، يبلغ من العمر 56 عاما، ويشغل منصب رئيس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، وهو القوة- الأكثر أهمية- التي تشكل الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
لم يعيد بيرنانكى تشكيل السياسة المالية الأمريكية فقط، لكنه قاد جهود إنقاذ الاقتصاد العالمي، ففي عام 2009 ضخ بيرنانكي كميات غير مسبوقة من الأموال في أنظمة البنوك وبطرق غير مسبوقة، حتى وصل بالميزانية الأمريكية إلى ثلاثة أضعاف سابقتها، واتخذ إجراءات شديدة الجرأة ليتفادى تحول الاقتصاد من حالة الركود إلى الكساد، وفي أثناء ذلك كان يمهد الأرض للعودة إلى الأوضاع الطبيعية للاقتصاد، ما ساعد على تهدئة الأسواق العالمية.
لقد تحمل بيرنانكى النقد من كل الاتجاهات بسبب مواقفه، لكن هناك فرقا كبيرا بين معدل البطالة 10 % كما هو حاليا و 25 % كما كان متوقعا، وبين اقتصاد ضعيف واقتصاد منهار، وبيرنانكي هو من صنع هذا الفرق.
يقول بيرنانكى: " لقد كنا على وشك الدخول في حالة كساد، وإن قمت بحماية هؤلاء الجشعين في وول ستريت، فقد كنت في الحقيقة أحمي الأمريكي العادي من انهيار الاقتصاد".

No comments: