برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, January 6, 2010

تعزيزات أوباما في الوقت الضائع


الصمود، ديسمبر 2009

قبل أيام من ذهابه لاستلام جائزة نوبل للسلام أعلن "أوباما" استراتيجية الحرب في أفغانستان، وقرر إرسال 30 ألف جندي، فوصل عدد قواته هناك إلى مئة ألف جندي، وإجمالي قوات الغزو إلى حوالي 120 ألف. ويلاحظ أنه يحتفظ في العراق بنفس العدد من القتلة، وينشر في الشرق الأوسط حوالي نصف مليون عسكري.
مجلة الصمود الأفغانية قالت إن بهذه الخطوة يصبح أوباما (أبو الحروب) حائزا على (جائزة أبو الديناميت) للسلام، وراعيا لأكبر انتشار أمريكي عسكري في ميادين الخراب، متفوقا بذلك على جورج بوش نفسه، ليستحق عن جدارة لقب (الرئيس الذي يتقدم بظهره)!

لا أتذكر حادثا في التاريخ أرسل فيه رئيس دولة قواته إلى الحرب وهو يبشرها بانسحاب محدد بمواعيد مسبقة، فهو بذلك إما أن يكون مخادعا كبيرا أو مغفلا كبيرا. فإن كان مخادعا فهو بعمله هذا يريد أن يعطى حقنة مخدرة كبيرة لدول الإقليم الكبيرة حتى لا تصدر عنها ردات فعل عنيفة. ويريد أيضا إضعاف معنويات خصومه حتى يتراخوا ويبدءوا في احتفالات السلام والنصر، فيفاجئهم بالهجوم الكاسح عسكريا وسياسيا. فيقتل من يقتل ويشترى من يمكن أن يبيع نفسه. أما إذا كان مغفلا لدرجة أنه يرسل قواته إلى الحرب معلنا في نفس الوقت بمواعيد أولية للانسحاب، فإنه يتقدم لكن بظهره.بنظرة على جدول أوباما لنشر وسحب القوات، نجد أنه ينادي بانسحاب "يبدأ" بعد 18 شهرا أي في يوليو2011 , بمعنى أن الفترة التي يفترض أن تكون تلك القوات ستعمل فيها بكامل طاقتها هي عشرة أشهر فقط، ثم "تبدأ" في انسحاب لا يعلم أحد ـ ولا حتى أوباما نفسه ـ متى ينتهي وأي مدة سوف يستغرقها، وهل هي عدة أيام أم عدة سنوات.ويبدو أن ذلك من الأسرار التي يدخرها " أوباما " للمناقشة على مائدة مفاوضات لا يدرى كيف يمكن أن يعقدها، حيث أن الطرف المقابل، لا يرى له مصلحة في بدئها، لأن مطالبه بسيطة ولا تستدعى تفاوضا، وتتلخص في الانسحاب الكامل للمعتدى أولا وقبل كل شيء، وإن أراد التفاوض فليجعل ذلك موضوعا تاليا للانسحاب وليس قبله.

وتردف المجلة: من حق العالم إذن أن يتساءل عن مفهوم الغرب للسلام.وإن كان هو ذلك المفهوم المنحرف بل والمعكوس الذي نشاهده الآن، فإن ذلك يوضح معنى الإرهاب الذي يطلقونه على المسلمين المدافعين عن دينهم وأوطانهم. ولنتأكد من أن معظم أدبياتهم تستخدم المصطلحات بشكل معاكس تماما للواقع، وذلك مجال لبحث واسع ليس هذا مقامه.
الملاحظ هو ذلك التشويش الكبير الذي سبق إعلان أوباما عن "استراتيجيته الجديدة " ومازال ذلك التخبط في تحديد الأهداف مستمرا حتى الآن، فكل عدة أيام أو أسابيع نسمع عن رزمة أهداف جديدة للحرب، وذلك ما دفع "الحلفاء" إلى التملص تدريجيا من التزاماتهم، فمنهم من حدد موعدا للانسحاب النهائي لقواته ـ مثل كنداـ ومنهم من رفض زيادة عدد قواته، مثل تركيا وفرنسا واستراليا وإيطاليا وغيرهم. المتابع لأقوال الأمريكيين وتصرفاتهم يدرك أنهم" ضائعون تماما" لا يدرون في أي اتجاه يسيرون، وأهدافهم الحقيقية من الحرب لا يمكنهم البوح بها كما لا يمكنهم التخلي عنها. فالحرب بالنسبة لهم "ضرورة" مالية وليست ضرورة أمنية كما يدعون. بينما الاستمرار في الحفاظ عليها بهذا الشكل يبدو مستحيلا، فجميع الظروف تسير في عكس اتجاه أطماعهم سواء في العالم أو في المنطقة أو في أفغانستان تحديدا، التي انقلبت فيها الأوضاع على عكس ما كانوا يأملون,
لا شك أن "أوباما" يرغب من الآن في مناقشة الموضوع الأهم على قائمة اهتمامات بلاده، وهو الحفاظ على مصالحها الاقتصادية وتحديدا في الأفيون ثم التفاوض بشأن أنابيب نقل الطاقة من آسيا الوسطى.وبعدها تأتي قائمة من المطالب السياسية، وعلى رأسها ضمان توجيهات سياسية بعينها للنظام القادم، وهي مطالب في الإجمال تهدف لأن يكون ذلك النظام أداة تنفيذية لسياسات أمريكا التي هي على وجه الدقة لا تخرج عن زعزعة أمن واستقرار المنطقة وإشاعة الحروب فيها، ونشر عمليات التخريب ضد دول الجوار لإجبارها على تقديم تنازلات محددة للولايات المتحدة. وهو ما لخصه أحد الصهاينة الجدد بأنه "تحويل أفغانستان إلى إسرائيل المنطقة".

No comments: