
المجلة، 15 يناير 2010
مرَّ العام الأول على إدارة أوباما بسرعة، حتى إنه ربما يكون من الظلم التركيز فقط على مراجعة أحداث الاثنى عشر شهرا الماضية دون التعمق في دراسة التيارات التي حركها انتخاب أوباما وسياسته الخارجية وسيناريوهات العام المقبل.
مجلة "المجلة" رصدت المشهد بعد عام من دخول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط التي لم يراوح ملف السلام فيها مكانه، عبر موضوع غلافها الأخير الذي كتبه "باراج خانا"، مدير مبادرة الحكم العالمي، والباحث القديم في برنامج الاستراتيجية الأمريكية في مؤسسة أمريكا الجديدة، ومؤلف كتاب "العالم الثاني: الإمبراطوريات والتأثير في النظام العالمي الجديد".
لا يزال ملف السلام شوكة في خصر البيت الأبيض. وبعد مضي عام، ليس هناك سبب يدعونا إلى أن نكون أكثر تفاؤلا من السنوات الماضية. ولا تبرز "خريطة طريق" أو "خطة سلام" - سواء كانت أمريكية، أو سعودية، أو إسرائيلية - باعتبارها تحظى بقبول واسع بشكل كاف. وأعرب الأمير السعودي تركي الفيصل في وقت مبكر من هذا العام عن إحباط مبكر نتيجة قلة الدعم الأمريكي لخطة السلام العربية، حين قال "لا نريد أي خطة أمريكية جديدة من أوباما. نريد المساعدة فقط على تنفيذ الخطط الحالية". بينما يواصل جورج ميتشل، مبعوث أوباما الخاص للأزمة، محاولة تحقيق ذلك دون جدوى.
وعلى الصعيد العراقي سوف يتذكر الجميع عام 2009، على أنه العام الذي حلت أفغانستان مكان العراق في الوعي الأمريكي الجغرافي-السياسي. إلا أنه ربما تظل العراق في عام 2010، نفس المشكلة المعقدة أكثر من أي وقت مضى.
انتقلت المجلة إلى الحديث عن إيران التي اعتبرت أنها تمثل أكبر خيبة أمل شخصية لأوباما خلال عامه الأول في تولي دبلوماسية الشرق الأوسط. فبينما كان من المفترض أن تكون هي التوجه الرئيسي لسياسته الخارجية "المنفتحة"، غير أن انتخابات إيران الرئاسية في يونيو 2009، دفعت كلا من طهران وأوباما إلى الترنح.
تحولت بعدها المجلة للحديث عن أفغانستان وباكستان اللتين من المرجح أن تلعبا الدور الأكبر في تحديد مدى نجاح أوباما في فترة رئاسته الحالية وبقائه في البيت الأبيض لفترة ثانية.
قضى أوباما عام 2008، في حملته الانتخابية، وعام 2009، كرئيس ليجعل جنوب ووسط آسيا حربه الشخصية. وفي عام 2010، سوف نشهد جميعا على آثار استراتيجياته التي اتبعها على مدى العام الماضي. لقد زاد عدد القوات الأمريكية في أفغانستان بمقدار 30،000 جندي، وبذلك يصبح مجموع قوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أكثر من 100،000 فرد. وسوف تكون هذه القوات مطالبة خلال ثمانية عشر شهرا بالتحديد بتحقيق تقدم ملحوظ في أفغانستان، يقاس بتدريب قوات فاعلة من الأمن والشرطة الأفغانية، وطرد حركة طالبان خارج المراكز الحضرية الكبرى في جميع أنحاء البلاد، وإرساء حكم صحيح على مستوى المقاطعات والمناطق. وكل هذه الأهداف محفوفة بعقبات لا يمكن التغلب عليها تقريبا. فلا يزال الجيش الوطني الأفغاني قوة بالية، ومليئا بالتوترات العِرقية، ويعوقه ضعف التدريب والمعدات، والهروب المتكرر وارتفاع معدل تسرب أفراده.
في الواقع، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان دعم مثل هذا المشروع "للأمن الأفغاني القومي" يصب في مصلحة أي أحد، بجانب عدم جدواه المحتملة. ويبدو أن الاختيار والشراكة مع المجتمع المحلي والمليشيات القبلية الاستراتيجية أسلم بالنظر إلى التفكك الاجتماعي في المجتمع الأفغاني، والمهل الزمنية الضيقة التي تعمل قوات حلف شمال الأطلنطي في ظلها. وثانيا، فترة عامين ليست وقتا طويلا بالنسبة لحركة طالبان تنتظر خلالها في الجبال لأنها تدربت على القيام بهذا منذ عقود. وتستطيع طالبان أن تداهم المراكز الحضرية بعد انسحاب القوات الغربية مثلما فعلوا ذلك دون جهد داخل وحول حلف شمال الأطلنطي وتحت أعينهم في السنوات الأخيرة.
ثم هناك الرؤية "الباكستانية – الأفغانستانية، حيث باكستان المسلحة نوويًّا، والمزدحمة بالسكان، وذات الموقع الإستراتيجي هي الأزمة الإقليمية الأكثر إلحاحًا. وبينما لن تلقى أية مكاسب في أفغانستان أي صدى غالبا خارج المنطقة، فإن الفشل في باكستان ربما يحمل انعكاسات عالمية.
مرَّ العام الأول على إدارة أوباما بسرعة، حتى إنه ربما يكون من الظلم التركيز فقط على مراجعة أحداث الاثنى عشر شهرا الماضية دون التعمق في دراسة التيارات التي حركها انتخاب أوباما وسياسته الخارجية وسيناريوهات العام المقبل.
مجلة "المجلة" رصدت المشهد بعد عام من دخول الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط التي لم يراوح ملف السلام فيها مكانه، عبر موضوع غلافها الأخير الذي كتبه "باراج خانا"، مدير مبادرة الحكم العالمي، والباحث القديم في برنامج الاستراتيجية الأمريكية في مؤسسة أمريكا الجديدة، ومؤلف كتاب "العالم الثاني: الإمبراطوريات والتأثير في النظام العالمي الجديد".
لا يزال ملف السلام شوكة في خصر البيت الأبيض. وبعد مضي عام، ليس هناك سبب يدعونا إلى أن نكون أكثر تفاؤلا من السنوات الماضية. ولا تبرز "خريطة طريق" أو "خطة سلام" - سواء كانت أمريكية، أو سعودية، أو إسرائيلية - باعتبارها تحظى بقبول واسع بشكل كاف. وأعرب الأمير السعودي تركي الفيصل في وقت مبكر من هذا العام عن إحباط مبكر نتيجة قلة الدعم الأمريكي لخطة السلام العربية، حين قال "لا نريد أي خطة أمريكية جديدة من أوباما. نريد المساعدة فقط على تنفيذ الخطط الحالية". بينما يواصل جورج ميتشل، مبعوث أوباما الخاص للأزمة، محاولة تحقيق ذلك دون جدوى.
وعلى الصعيد العراقي سوف يتذكر الجميع عام 2009، على أنه العام الذي حلت أفغانستان مكان العراق في الوعي الأمريكي الجغرافي-السياسي. إلا أنه ربما تظل العراق في عام 2010، نفس المشكلة المعقدة أكثر من أي وقت مضى.
انتقلت المجلة إلى الحديث عن إيران التي اعتبرت أنها تمثل أكبر خيبة أمل شخصية لأوباما خلال عامه الأول في تولي دبلوماسية الشرق الأوسط. فبينما كان من المفترض أن تكون هي التوجه الرئيسي لسياسته الخارجية "المنفتحة"، غير أن انتخابات إيران الرئاسية في يونيو 2009، دفعت كلا من طهران وأوباما إلى الترنح.
تحولت بعدها المجلة للحديث عن أفغانستان وباكستان اللتين من المرجح أن تلعبا الدور الأكبر في تحديد مدى نجاح أوباما في فترة رئاسته الحالية وبقائه في البيت الأبيض لفترة ثانية.
قضى أوباما عام 2008، في حملته الانتخابية، وعام 2009، كرئيس ليجعل جنوب ووسط آسيا حربه الشخصية. وفي عام 2010، سوف نشهد جميعا على آثار استراتيجياته التي اتبعها على مدى العام الماضي. لقد زاد عدد القوات الأمريكية في أفغانستان بمقدار 30،000 جندي، وبذلك يصبح مجموع قوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أكثر من 100،000 فرد. وسوف تكون هذه القوات مطالبة خلال ثمانية عشر شهرا بالتحديد بتحقيق تقدم ملحوظ في أفغانستان، يقاس بتدريب قوات فاعلة من الأمن والشرطة الأفغانية، وطرد حركة طالبان خارج المراكز الحضرية الكبرى في جميع أنحاء البلاد، وإرساء حكم صحيح على مستوى المقاطعات والمناطق. وكل هذه الأهداف محفوفة بعقبات لا يمكن التغلب عليها تقريبا. فلا يزال الجيش الوطني الأفغاني قوة بالية، ومليئا بالتوترات العِرقية، ويعوقه ضعف التدريب والمعدات، والهروب المتكرر وارتفاع معدل تسرب أفراده.
في الواقع، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان دعم مثل هذا المشروع "للأمن الأفغاني القومي" يصب في مصلحة أي أحد، بجانب عدم جدواه المحتملة. ويبدو أن الاختيار والشراكة مع المجتمع المحلي والمليشيات القبلية الاستراتيجية أسلم بالنظر إلى التفكك الاجتماعي في المجتمع الأفغاني، والمهل الزمنية الضيقة التي تعمل قوات حلف شمال الأطلنطي في ظلها. وثانيا، فترة عامين ليست وقتا طويلا بالنسبة لحركة طالبان تنتظر خلالها في الجبال لأنها تدربت على القيام بهذا منذ عقود. وتستطيع طالبان أن تداهم المراكز الحضرية بعد انسحاب القوات الغربية مثلما فعلوا ذلك دون جهد داخل وحول حلف شمال الأطلنطي وتحت أعينهم في السنوات الأخيرة.
ثم هناك الرؤية "الباكستانية – الأفغانستانية، حيث باكستان المسلحة نوويًّا، والمزدحمة بالسكان، وذات الموقع الإستراتيجي هي الأزمة الإقليمية الأكثر إلحاحًا. وبينما لن تلقى أية مكاسب في أفغانستان أي صدى غالبا خارج المنطقة، فإن الفشل في باكستان ربما يحمل انعكاسات عالمية.
No comments:
Post a Comment