برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Thursday, January 14, 2010

غزة بعد عام من العدوان


العودة، يناير 2010

ومضي عام على الحرب البربرية التي شنها العدو الصهيوني على أهالي قطاع غزة، بعد حصار عنصري غير مسبوق، أدى إلى مقتل مئات المدنيين الذين لم يجدوا دواء ينقذ حياتهم. بهذه المناسبة أعدت مجلة العودة، الفلسطينية الشهرية، ملفا خاصا سلطت من خلاله الضوء على الآلاف من المواطنين الذين ما يزالون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، رغم مرور عام على وعود الإعمار وفك الحصار التي صاحبت المؤتمرات الدولية.

لم تكد الحرب تضع أوزارها في غزة، حتى أفاق المواطنون على الحجم الهائل للدمار والخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب البربرية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني في 27/12/2008، واستمرت 22 يوما استخدمت فيها "إسرائيل" جميع أنواع الأسلحة، وألقت الطائرات أكثر من 1500 طن من المتفجرات بما يقدّر بنصف ذخيرتها، وحركت آلاف الجنود بآلياتهم البرية والبحرية والجوية ضد القطاع الأعزل المزدحم بالسكان، لتدمر خمسة آلاف منزل تدميرا كليا، و50 ألف منزل تدميرا جزئيا، كثير منها لا يصلح للسكن.
وقد أكد المهندس "جواد الآغا"، المسئول في وزارة الإسكان الفلسطينية، أن عملية الإعمار تحتاج إلى أكثر من مليار ونصف مليار دولار. لافتا إلى وجود مجموعة من العقبات والعراقيل التي تقف في وجه إعادة إعمار غزة، أهمها إغلاق الاحتلال للمعابر، ما يحول دون دخول المواد اللازمة للبناء، فضلا عن عدم تعاون الجهات العربية والأجنبية حكومات ومؤسسات مع حكومة غزة، ما يبعثر الجهود ويظلم متضررين ويخدم آخرين حسب انتماءاتهم السياسية، وهذا ما نخشاه وقد نادينا من البداية بإبعاد ملف الإعمار عن الخلافات القائمة.

وتحدثت المجلة عن كوارث جديدة ظهرت بسبب تأخير الإعمار، تتمثل في 600 ألف طن من الركام والأحجار تختلط بمواد سامة وضارة، ويمكن أن يحتوي على مخلفات عسكرية غير منفجرة، ينبغي إزالته عاجلا من أجل حماية حياة الفلسطينيين في القطاع غزة.
الأخطر من ذلك يتمثل في التساؤل الذي ختمت به المجلة حديثها: هل ثمة حرب أخرى؟

منذ أن انتهت الحرب الصهيونية البربرية على قطاع غزة، لوحت دولة الاحتلال بحرب جديدة على القطاع لاجتثاث ما سمّته "العمليات التخريبية"، وتقصد بها إطلاق الصواريخ من القطاع على بلدة سديروت وغيرها من البلدات المحاذية للقطاع.
رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني "جابي أشكينازي" صرح بأن الحرب على قطاع غزة ستكون في فصل الشتاء الحالي. أما "أليكس فيشمان"، محرر الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية فيفترض أن المواجهة ستُستأنف بحجم واسع في يناير 2010، مع ختام سنة على حملة "الرصاص المصبوب".
وقد نُشرت في تل أبيب تقديرات جديدة تقول إن حربا ستقع في الشرق الأوسط، ربما في الخريف أو الصيف المقبلين. وإن هذه الحرب باتت حتمية، بغض النظر عن الموضوع الإيراني. وإنها قد تقتصر على هجوم إسرائيلي على حزب الله في الجنوب اللبناني أو على حماس في قطاع غزة أو كليهما معا.
المحللون السياسيون والعسكريون والاستراتيجيون يرون أن هذه الحرب واقعة لا محالة، ويبررون ذلك بأن هناك معطيات لها، وأول هذه المعطيات هو التصريحات الأخيرة لمسؤولين سياسيين وعسكريين من دولة الاحتلال أكدوا فيها وجود أسلحة تصل إلى مسافة طويلة داخل الكيان وقد تخلل هذه التصريحات تهديدات بحرب جديدة على القطاع.
وأجمع خبراء في الشؤون الصهيونية على أن "الحكومة الصهيونية الحالية بقيادة "نتنياهو" هي حكومة يمينية متطرفة لا يمكن أن تسير باتجاه السلام، والخيار البديل لديها هو الحرب. لأننا نعرف أن الشارع الصهيوني صوت لها بأغلبية ساحقة لكي تقود المرحلة القادمة في الانتخابات السابقة حيث أيدت الحرب على القطاع

...............................
خاتمة الحلقة

بدأنا حلقة هذا الأسبوع من الولايات المتحدة، وختمناها في قطاع غزة، بينهما طوفنا بكم في أجواء الصين والهند، وبين أروقة إيران والخليج العربي. وتطرقنا لقضايا السياسة والاقتصاد والصحافة والمناخ
نلقاكم في حلقة قادمة من برنامج (موضوع الغلاف)، دمتم في رعاية الله

No comments: