برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Saturday, February 20, 2010

لماذا قال الأسد كلمته التي أثارت زوبعة المتشددين الصهاينة؟


البـــــيادر السياسي، 16 فبراير 2010
في حديث له يوم الأربعاء الموافق 3 فبراير الحالي، قال الرئيس السوري بشار الأسد: "الوقائع تُثبِت أن إسرائيل تريد جرّ المنطقة إلى حرب"، فاستنفر متشدّدو الكيان الصهيوني حناجرهم للإدلاء بتصريحات جنونية استوجبت الرّد القوي من قبل المسؤولين السوريين.
لماذا قال الأسد كلمته التي أثارت زوبعة المتشددين الصهاينة؟ وما الذي دفع نتنياهو إلى إصدار بيانين بهدف "التنفيس" والتهدئة بعد إمعان بنتائج التصعيد؟ أسئلة تحاول مجلة البيادر السياسي الإجابة عنها.

حشر وزير الخارجية – وليس الدفاع! – أفيجدور ليبرمان أنفه في الموضوع بطريقة الثور الهائج النازل إلى حلبة المصارعة، وأدلى بكلام جنوني خارج المألوف أثار اعتراض مصادر إسرائيلية حزبية معارضة ورسمية أيضا، حين أطلق حملة من التهديدات الغريبة على منطق رجال الدبلوماسية، وحتى العسكر، جاء فيها إن "إقدام الرئيس السوري على مهاجمة إسرائيل يعني أنه سيخسر الحرب وسيخسر السلطة هو وعائلته"؟!، وأرجع أسباب كلامه هذا إلى أن كلام الرئيس الأسد (الذي ردّد ما يماثله سابقا) غيّر قاعدة اللعبة تغييرا دراماتيكيا، ومثّل تهديدا مباشرا وتجاوزا للحدود"!".
والذي أثار حنق ليبرمان – حسبما ورد على لسانه – أن كلام الأسد يعني إذا هاجم حزب الله إسرائيل وردّت هي عليه، فإن سورية ستخوض الحرب وتهاجم إسرائيل ومدنها !
أمام هذا التصعيد، كان من الطبيعي أن نسمع على لسان رئيس الوزراء السوري المهندس "محمد ناجي عطري" أوّل ردّ رسمي عليه أكّد فيه أن "من يستفزّ سورية سيلقى إجابة على استفزازه ، فنحن نمتلك القوة ومصادر الرد والمواجهة، وهذا شيء نعتزّ به كما نعتزّ بشعبنا المقاتل المتمسك بثوابته الوطنية والقومية".

تعود بنا المجلة لبداية السؤال الأول: لماذا إذن انطلقت هذه الزوبعة من التهديدات الإسرائيلية التي سرعان ما توقّفت بأمر من نتنياهو؟ والجواب على ذلك يكاد يُجمِع عليه سائر المحللّين الموضوعيين، وهو أن إسرائيل تستهدف من وراء ذلك أحد هذه الاحتمالات الأساسية الثلاثة :

أولا: إما لحسابات سياسية داخلية تتعلق بصراع الأحزاب والتآلفات.
ثانيا: التعتيم على حالة التكلّس الإسرائيلي في موقع غير قادر على السلم ولا على الحرب في الآن عينه.
ثالثا: الشعور باستمرار سيطرة الجو الضاغط على كل من في الكيان الصهيوني ، نتيجة الفشل الإسرائيلي في العدوانين اللذين تم شنّهما ضد حزب الله في العام 2006، وضد قطاع غزة في العام الماضي، ومحاولة إعادة جوّ الثقة بدل واقع "الزعرنة" والإرباك السائدين في هذه الأيام.
من ناحيتنا نرجح أن تكون الاحتمالات الثلاثة مجتمعة بالإضافة إلى غيرها – ربما – هي التي تقف وراء التصعيد الإسرائيلي ووراء جنون ليبرمان وباراك... وهي نفسها التي أجبرت نتنياهو على فرض التهدئة، وهو المعروف بعصبيته وتشدّده مثل وزيريه الاثنين وسائر المتشددين الصهاينة الآخرين!

No comments: