برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Saturday, February 20, 2010

حرب «الموساد» السرّيّة على اللبنانيين في أفريقيا


المشاهد السياسي، 13 فبراير 2010
بعد سقوط الطائرة الأثيوبية في المياه الإقليمية اللبنانية، تكثّفت الأسئلة حول الحادث، دون أن يلوح في الأفق ما يشير، من قريب أو بعيد، إلى أسبابه الحقيقية.
مجلة المشاهد السياسي رأت أن العمل الإرهابي ليس مستبعدا، ورغم أن فريق التحقيق المتعدّد الجنسيات لم يقدّم أي فرضيّة على الأخرى، فإن كل ما يمكن الجزم به حتى الآن هو أن سوء الأحوال الجوّيّة لا يكفي وحده لتفسير الكارثة.

في الوقت الذي يواصل فيه فريق التحقيق اجتماعاته في مطار بيروت، بمشاركة ممثّلين عن شركة "بوينج"، ودائرة سلامة الطيران الأميركي، والخبراء الفرنسيين، وممثّل مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى ممثّلي الحكومة اللبنانية والقضاء اللبناني، يتركّز الاهتمام السياسي والأمني على مدى التعاون القائم بين أثيوبيا وإسرائيل في المجالين الأمني والمخابراتي، والخطط الإسرائيلية لترحيل المغتربين اللبنانيين، أو الحد من نفوذهم في عدد من البلدان الأفريقية، بحجّة أن أعدادا كبيرة منهم تتعاون مع «حزب الله»، أو تقدّم دعما ماديا ولوجستيا قويّا للمقاومة في لبنان كما في بلدان الاغتراب الأفريقي.
ومعروف أن أثيوبيا تشكّل قاعدة تنصّت حقيقية على العرب والمسلمين في أفريقيا لمصلحة المخابرات الإسرائيلية، وأن الانتشار اللبناني مصدر قلق لإسرائيل في معظم البلدان الأفريقية التي يتمتّع فيها اللبنانيون بنفوذ خاص.
هذه الاعتبارات لا تغيب عن بال المحقّقين اللبنانيين والدوليين الذين يواكبون عملية البحث عن الصندوق الأسود وينتظرون فكّ رموزه، وقد لا تكون غائبة عن الأوساط الأمنيّة الأثيوبية التي تشارك في التحقيق. وإذا كانت وظيفة الصندوق الأسود تسجيل ما يدور في قمرة القيادة من أحاديث واتصالات مع برج المراقبة، ورصد كل التفاصيل المتعلّقة بسير الطائرة والظروف التي ترافق رحلاتها، فإن وظيفة فريق التحقيق الأمني رصد المعطيات السياسية المتّصلة بالحادث، وعنوانها الأول التنسيق الإسرائيلي ـ الأثيوبي في القارّة السوداء، كجزء من الحرب السرّيّة التي تشنّها إسرائيل على من تعتبرهم أعداءها أو منافسيها، وعلى رأسهم المغتربون اللبنانيون. والأغراض الإسرائيلية من التوسّع في أفريقيا متعدّدة، سياسية وأمنيّة واقتصادية واستراتيجية، والدراسات التي أعدّت حولها كثيرة.

صحيح أن العلاقات الأفروإسرائيلية قد شهدت العديد من التقلّبات والتغيّرات منذ تأسيس إسرائيل في العام ١٩٤٨، إلا أنها مع ذلك شهدت استمرارية دائمة مع الكثير منها، وفي نهاية العام ١٩٦٧ كان لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع ٣٢ دولة اعترفت بها رسميا، وتبادلت الزيارات الرسمية معها.
لكن لماذا أثيوبيا بالذات؟

لأن الخطوط الجوّيّة الأثيوبية المملوكة من الدولة تؤمّن ٥٦ وجهة سفر، بما في ذلك ٣٥ وجهة في أفريقيا، وهي بالتالي موقع تنصّت مثالي على اللبنانيين والعرب الذين يقصدون القارّة وينشطون فيها. واستنادا إلى العلاقات الوثيقة بين أثيوبيا وإسرائيل، فإن احتمال أن يكون «الموساد» قد خططت لتفجير الطائرة من أجل التخلّص من عدد من قيادات «حزب الله»، كان مقرّرا أن توجد على متنها مطروحا بشدة. في هذا السياق، نقل موقع لبناني إخباري عن خبراء فرنسيين في علم «التوافق الكهرومغناطيسي» ، أن حادث الطائرة نجم عن انفجار حصل في الجوّ. وبين الشهادات التي سجّلها الموقع شهادة للدكتور "علي علاء الدين" استبعد فيها كلّيا احتمال أن تكون الصواعق والطقس الرديء سببا للكارثة، لأنه بإمكان الطائرة استيعاب مجموعة الشحنات الكهربائية والمغناطيسية، وقال: «لو كان الخلل ناجما عن رداءة الطقس، لكان قائد الطائرة استدرك الأمر مع مساعديه وأعاد تصويب مجرى اتجاه الطائرة، أما كونه لم يستطع تحريك ساكن، فهذه دلالة على انفجار لم يعطه الوقت لاستدراك الأمور واستعادة مجرى الطائرة الطبيعي التي تحطّمت في الأجواء".
وفي انتظار أن يكشف الصندوق الأسود عن رموز الحادث، خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، يظلّ رصد الظروف الأمنيّة والسياسية التي أحاطت بالكارثة ضروريا، لأنها يمكن أن تفسّر الجانب الخفي في الانفجار الذي حصل، وهو ليس بالضرورة فعل صاعقة طبيعية.

No comments: