برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, February 9, 2010

هل تغيّرت قواعد اللعبة؟


المشاهد السياسي، 24 -30 يناير 2010
لم تكن رحلة إيهود باراك الأخيرة إلى أنقرة سهلة، في أعقاب "جلسة التوبيخ" التي تعرّض لها السفير التركي في تل أبيب والاعتذار الذي تلاها. بل نقلت مجلة "المشاهد السياسي" عن كبار المحلّلين الاستراتيجيين أن تركيا بدأت تغيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وأن تحوّلاً كبيراً حصل حتى الآن في المعادلة الإقليمية، سوف يستفيد منه الفلسطينيون في المرحلة المقبلة.
ما هي عناوين هذا التحوّل وما هي أبعاده الحقيقية؟ هذا ما حاولت "المشاهد السياسي" الإجابة عنه في موضوع غلاف ها الأخير.

رحلة "باراك" حصلت في أجواء تركية مختلفة هذه المرة، فقد احتفلت الصحف التركية صباح يوم الجمعة الفائت (قبل الرحلة بـ٤٨ ساعة)، بـ"النصر الديبلوماسي" الذي تحقق من خلال إجبار إسرائيل على تقديم اعتذار خطي ـ تلاه اعتذار علني ـ يقطر ندما على الإهانة التي وجهها نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إلى السفير التركي في تل أبيب، وهو اعتذار وصفه الخبراء الأتراك بأنه يطوي "العصر الذهبي" لإسرائيل، يوم كانت تفعل ما تشاء في المنطقة من دون أن تتخوف من أي عقاب.
وبصرف النظر عن الاعتذار، فقد رأى المحلل التركي "حسن كانبولات"، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في أنقرة (أورسام)، أن هناك تغيرا في أولويات تركيا على مستوى المنطقة، وهو تغير في الشكل كما في المضمون. فبعد عقود من العزلة التي فرضتها معظم الحكومات التركية السابقة الموالية للغرب على التحرك التركي إزاء الشرق الأوسط، سحبت تركيا إحدى قدميها من الغرب، ليصبح لها قدم في الغرب وقدم في الشرق، على حد قوله.

هذا التحرك التركي نحو الدائرة العربية أدى إلى توتر متزايد في العلاقات التركية ـ الإسرائيلية، وقد رصدت المشاهد السياسي بعض المواقف التركية التي اعتبرتها إسرائيل مؤشرا سلبيا في العلاقات الثنائية ومنها:

1ـ الترحيب التركي الرسمي بفوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، واستقبال قيادة الحركة على الأراضي التركية، في "تحدٍّ" صارخ للإرادة الدولية، ومن بينها الإسرائيلية، التي اشترطت للاعتراف بفوز حماس وتشكيلها للحكومة الفلسطينية، الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة ونبذ المقاومة.
٢ ـ الموقف التركي الصلب الذي عبر عنه رئيس الحكومة "رجب طيب أردوغان" من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، واتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.
٣ ـ التقارب التركي ـ الإيراني، والذي إن شكل تنافسا في بعض الأحيان في إدارة بعض ملفات المنطقة، فإنه يتنافى مع رغبة تل أبيب التي تريد تشديد العزلة السياسية على طهران، بسب الموقف من الملف النووي.
٤ ـ "الحميمية" التي طرأت بصورة تدريجية على العلاقات السورية ـ التركية، بدءا بالتنسيق في المواقف السياسية، وتوقيع اتفاقيات استراتيجية في مختلف المجالات، وإلغاء اشتراط الحصول على التأشيرة للسوريين لدخول الأراضي التركية، وصولا إلى الاتفاق على إجراء مناورات عسكرية مشتركة!
٥ ـ تحوّل المدن التركية إلى ساحة حقيقية لتنفيذ العديد من النشاطات والفعاليات المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل، ولم يكن ذلك ليتم من دون "غض الطرف" الرسمي، فضلا عن تشجيعه ودعمه.

No comments: