برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, February 9, 2010

في الذكرى السنوية للانتصار


الانتقاد، 23-30 يناير 2010
في الوقت الذي تتراكم فيه حلقات الضغط عليهم، بدأ الغزيون في البحث عن بدائل ربما يكون بإمكانها كسر الحصار أو على الأقل التحايل عليه.
مجلة "الانتقاد" رصدت أحد هذه البدائل، متمثلة في الأطنان من ركام المنازل التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية والتي بدأ أهل القطاع المحاصر يستخدمونها بديلا للمواد الأساسية اللازمة لإكمال بناء وترميم المنازل والمنشآت.

يقول أبو أحمد (37 عاما) إنه ومجموعة من رفاقه العاطلين من العمل اتجهوا خلال فترة ما بعد الحرب لجمع ركام المنازل التي تعرضت للقصف من قبل الاحتلال، ومن ثم نقلها إلى معامل صناعة الحجارة التي بدورها تعمل على تفتيتها. ويشرح أبو أحمد، وهو معيل لأسرة مكونة من 9 أفراد، أن تركيزه ومن معه يكون على جلب الركام الذي يحتوي على حديد التسليح؛ باعتباره مادة أساسية يسعى المواطن للحصول عليها؛ سواء لإكمال بنائه، أو حتى بالنسبة لمحلات وشركات بيع مواد الإنشاء. بينما يشدد رأفت (عامل في مجال "تعديل وتشكيل" القضبان الحديدية) على أن هذا الجانب لا يقل مشقة عن رفع الركام؛ إذ يتطلب ذلك قدرة جسمانية كبيرة، حيث إن هذا النشاط يسبقه إزالة بقايا الأسمنت الملتصق بالحديد، ومن ثم إعادة تطويع تلك القضبان، وبعد ذلك قصها لأحجام مختلفة.

بالطبع هذه البدائل لا تجعل الحياة في القطاع وردية، بل هي مجرد وسيلة يلجأ إليها الأهالي للتغلب على الموت الذي لا يفتأ يلاحقهم ليل نهار.
وعلى الرغم من توافر الحجارة والحديد المسلح نسبيا في أسواق القطاع؛ فإن بعض المواطنين لا يتمكنون من إعادة بناء منازلهم، مثل "أبو قصي" الذي أثقل كاهله عبء الاستئجار على مدار السنوات الخمس الماضية.

يقول أبو قصي: "صحيح هناك حجارة؛ لكن المسألة لا تقتصر على ذلك، فهناك ارتفاع في أسعار الأسمنت حيث بلغ سعر الطن الواحد قرابة 1500 شيكل، بينما كان سعره في السابق نحو 375 شيكلا".
الاستفادة من ركام المنازل المدمرة؛ لم تعد حكرا على المواطنين الغزيين؛ حيث أكد "يوسف المنسي"، وزير الأشغال العامة والإسكان، أن وزارته نجحت في استخدام الركام في ترميم وإعادة إعمار مجموعة من مباني المؤسسات العامة والطرق؛ لا سيما الضرورية منها. "المنسي" وفي حديث له كشف عن أن وزارته بصدد استكمال جمع الركام في موقع واحد لكل المباني المدمرة، لإعادة استخدامه من جديد من جانب، والحفاظ على البيئة من جانب آخر، موضحا في الوقت ذاته أن الحل الأمثل لإعادة الإعمار يتطلب إنهاء الحصار، قائلا: "لا شك أن الركام ساعد في بعض عمليات الترميم والبناء؛ لكنه يبقى محدودا ولا يفي بالغرض خصوصا في ظل العدد الكبير من المباني والمنشآت المدمرة".وتجدر الإشارة إلى أن القطاع بحاجة ماسة لأكثر من 60 ألف وحدة سكنية لسد احتياجات سكانه النازحين بالدرجة الأولى، وكذلك المواطنين العاديين المحرومين من تنفيذ أية مشاريع إسكانية منذ ما يزيد عن أربع سنوات.

No comments: