برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Sunday, February 28, 2010

لماذا أصاب الجمود واشنطن؟


تايم، 1 مارس 2010
ترجمة: علاء البشبيشي
حول الجمود الذي أصاب واشنطن، والإحباط غير المسبوق الذي أصاب الشعب الأمريكي من مستوى الآداء الحكومي، والتغير العام في الخارطة السياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، كتب "بيتر بينارت"، في مجلة تايم الأمريكية تحت عنوان (لماذا أصاب الجمود واشنطن؟).

في عام 1856 انهال عضو الكونجرس الأمريكي عن ولاية كارولينا الجنوبية ضربا بالعصا على سيناتور ماساشوسيتس في قلب مجلس الشيوخ تاركا إياه بين الحياة والموت، فتلقى عشرات العصي كهدايا من معجبيه!
وفي عام 1905، فجر عمال المناجم في ولاية إيداهو منزل حاكم سابق لأنه حاول حل نقابتهم.
وفي عام 1965 وقف أحد النشطاء المناهضين لحرب فيتنام أمام مكتب وزارة الدفاع، ممسكا في يده بابنته التي تبلغ من العمر عاما واحدا، وأشعل النار في نفسه (نجت الطفلة لكنه لم ينجُ).
بهذه المقاييس لا يمكننا القول إن لهجة مقدم البرامج الإذاعية الشهير "راش ليمبو" مسببة للخلاف. فالأمريكيون (الآن) ربما يصرخون في وجوه بعضهم وهم يتناقشون حول السياسة، لكنهم غالبا ما يتركون أسلحتهم وقنابلهم في البيت، وهو تحسن (لا بأس به).
إن ما يحدد طبيعة الحقبة السياسية التي نحياها الآن، كما يشير "رونالد براونستين" مؤلف كتاب (الحرب الأهلية الثانية) ليس استقطاب الأمريكيين، بل استقطاب الحكومة الأمريكية. فعلى امتداد البلاد تنشب نزاعات حقيقية لكنها قابلة للترويض، أما في واشنطن فقط أصبحت نقاط الالتقاء عزيزة المنال.
تؤكد المجلة أن ما يحدث في واشنطن يستعصي على الفهم، لكنه يجعل الأمور تزداد سوءا بالتأكيد. لتصل في النهاية إلى نتيجة مفادها –وياللغرابة- (أن الأمريكيين لا يحبون واشنطن كثيرا). وفي محاولة لفهم أسباب المشكلة تقول تايم: إنها في الأساس تتلخص في كونها أزمة ثقة بين الشعب والحكومة، وهو ما يجعل هذه الأخيرة عاجزة عن اتخاذ إجراءات حاسمة تساهم في تحقيق تغييرات ملموسة. وهكذا تجد الولايات المتحدة نفسها غارقة في دائرة مغلقة، مفتاحها التعاون بين الأحزاب- بعيدا عن الألاعيب الانتخابية- واستعادة الثقة بين الشعب والحكومة وهي مهمة جدُّ عسيرة.

بحسب استطلاع أجرته (سي إن إن) في أواسط فبراير، قال 62% من الأمريكيين إن معظم أعضاء الكونجرس لا يستحقون أن يُعاد انتخابهم، وهي النسبة التي ارتفعت عن مثيلتها في عام 2006 بواقع 10 نقاط. حالة التشاؤم العام بشأن قدرة الحكومة الفيدرالية على حل المشاكل ليست جديدة، لكن خيبة الأمل اليوم أكبر مما كانت عليه منذ قرن ونصف على الأقل.
بداية بالرعاية الصحية مرورا بالطاقة وصولا إلى العجز المالي، تواجه الولايات المتحدة تحديات جِسام تتطلب تحركات حكومية قوية. وحينما لا تقوم الحكومة بهذه التحركات، فإنها تفقد ثقة الشعب. وبدون هذه الثقة تصبح تحركات الحكومة أصعب. يمكنك أن تطلق عليها دائرة واشنطن الشريرة.
ولكسر هذه الدائرة المكونة من فقدان ثقة الشعب وفشل الحكومة تحتاج هذه الأخيرة لإحراز إنجاز على صعيد المشكلات الكبرى، وهو ما يتطلب بدوره تعاونا بين الأحزاب. لكن قبل أن يكون بمقدورنا كسر هذه الدائرة نحتاج أولا إلى فهم ظروف نشأتها في الأساس.

No comments: