برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Saturday, July 4, 2009

ما الذي يجعلنا سعداء؟


ذي أتلانتيك، مايو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


هل هناك وصفة معينة للحياة السعيدة، مثل مزيج من الحب والعمل والتكيف النفسي؟
تساؤل عمل الباحثون في جامعة هارفارد طيلة 72 عامًا على إيجاد إجابة له، وهاهي مجلة ذي أتلانتيك تستهل به موضوع غلافها الأخير، بعدما تمكن، وللمرة الأولى، أحد الصحفيين من الدخول إلى أرشيف أحد أعظم الدراسات المطولة وأشملها في التاريخ. والتي يقدم محتواها نظرة عميقة داخل الحالة البشرية، وفي أغوار العقل اللامع والمعقد لمدير الدراسة، جورج فايلانت، على حد وصف المجلة.
قضيتُ قرابة شهر، خلال الخريف الماضي، داخل حجرة الملفات في جامعة هارفارد، على أمل أن أكتشف أسرار الحياة السعيدة.
هذا المشروع هو أحد أطول الدراسات الجسدية والعقلية، وربما أكثرها استنزافًا في التاريخ، بدءًا من الدورات التي انعقدت في كامبريدج، وحتى واجبهم العملي في الحرب العالمية الثانية، مرورًا بالزواج والطلاق، والترقي والفشل الوظيفي، وانتهاء الآن بالتقاعد، حيث خضع هؤلاء الرجال لاختبارات طبية، وعقدوا حوارات. لدرجة أن الملفات التي تحمل هذه المعلومات بحجم قواميس كاملة.
وخلال 42 عامًا، كان عالم النفس الدكتور جورج فايلانت هو الرئيس الأمين على هذه الأرواح، والباحث الرئيسي لتجاربهم، والمحلل الأول لدروسهم، لدرجة أن حياته الخاصة نُسجت بهذه الدراسة، وأصبحت كمخلوق يشبه عقله، لا يمكن لأحدهما أن يُفهم دون الآخر. ومع اقتراب موعد تقاعد فايلان (هو الآن في الرابعة والسبعين)، ودنوِّ أجل من لا يزال على قيد الحياة ممن خضعوا للدراسة، يبدو الوقت ملائمًا لاقتحام هذه الملفات التي تقتصر رؤيتها على الباحثين.
الحالة الأولى التي تطرقت لها المجلة تؤكد أن كلًّا منا لو فكر مليًا في تطورات حياته، لرأى أنها كانت الأنسب في كل المراحل، وبكل المقاييس، مما يؤدي حتمًا إلى الرضا، الذي ربما هو سر السعادة!
أنت غني، وتجني ثروتك بنفسك... أنت في الثمانين من عمرك، وقضيت يومًا عصيبًا في المستشفى... زوجتك مصابة برعب السرطان، لكنها شُفيت وهي بجانبك الآن، كما كانت طيلة 60 عامًا... لديك طفلان جميلان، وأحفاد أيضًا.
إذا سُئِلتَ في أحد استطلاعات الرأي: "إذا أُتيحت لك الفرصة لتحيا حياتك من جديد، ما هي المشكلات ـ إن كان ثمة بعض منها ـ التي كنتَ ستنشد المساعدة للخروج منها؟ ومن هو الشخص الذي كنتَ ستتوجه إليه؟". كنتَ ستكتب: "ربما أستغْفِل نفسي، لكنني لا أعتقد أنني بحاجة إلى تغيير أي شيء". إذا تمكنا فقط من الحصول على ما حصلنا عليه، وتقييده ببعض القواعد، وتطبيقه بصورة نظامية.

No comments: