
ذي إيكونوميست، 18 يوليو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
خصصت أسبوعية ذي إيكونوميست موضوع غلافها الأخير للدفاع عن الاقتصاد وأهله، بعد السهام المتلاحقة التي وُجهت إلى الاقتصاديين إثر تفاقم الأزمة المالية على مستوى العالم، الأمر الذي جعل تصريحاتهم يُنظر إليها نظرة ريبة، لم يعتادوا عليها من قبل.
لطالما كان يوثق في الاقتصاديين بصورة أكبر من السياسيين، حتى أن السيناتور جون ماكين كان يقول مازحًا إن آلان جرينسبان - رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي السابق خلال الفترة بين 1987 و 2006- لا يمكن الاستغناء عنه، لدرجة أنه إن مات سيتحتم على الرئيس أن يثبته بدعامات ويُلبسه نظارة (حتى لا يُكتشف موته).
وفي مطلع الكارثة الاقتصادية الأسوأ من 80 عامًا، تلقت هذه السمعة ضربة مؤلمة. ورغم أن الاقتصاديين لا يزالون في مركز صنع السياسات (ويُذكر في هذا السياق بين بيرنانكي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ولاري سامرز، وزير الخزانة الأمريكي الأسبق ورئيس جامعة هافارد، وكلاهما من أمريكا، بجانب البريطاني، محافظ بنك انجلترا المركزي)، إلا أن تصريحاتهم باتت يُنظر إليها بعين أكثر تشككًا من ذي قبل. بل إن المهنة نفسها تعاني.
لكن إذا كان الجهل هو الذي دفع المستثمرين والساسة إلى تضخيم فضائل الاقتصاديين، فهو الآن يعميهم عن رؤية فوائدهم. إن علم الاقتصاد هو شريعة واسعة تمتد من النظريات التي توضح كيف تتقرر الأسعار إلى تلك التي تشرح كيف تنمو الاقتصادات. جزء كبير من هذه المعلومات لا علاقة له بالكارثة الاقتصادية ويبقى نافعًا كاما كان دومًا.
أعداد كثيرة، لاسيما في أوروبا، تساوي الأخطاء التي يرتكبها الاقتصاديون بفشل الليبرالية الاقتصادية. ومنطقهم في ذلك على ما يبدوا أن الاقتصاديين إذا ما أفسدوا أمرًا، فإن السياسيون سيقومون به بشكل أفضل. وهذا استنتاج خطأ، وخطير.
No comments:
Post a Comment