
إن فوكَس نيوز، 5 يونيو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
حينما ينتقل المرء من منزل لآخر، يشعر بعزلة نفسية مؤقتة حتى يتعرف على جيرانه الجدد، فما بالكم إذا كان الأمر متعلقًا بشخص غيَّر دينه وتحوَّل من المسيحية إلى الإسلام في بلد غربي لا يدين معظم سكانه بهذا المعتقد؟
مجلة إن فوكَس نيوز تطرقت لهذا التحدي الذي يواجه المسلمين الجدد، وكيف يمكنهم مواجهته، وما هو الواجب الملقى على عاتق المسلمين القدامى في هذه الحالة تجاه إخوانهم.
أحد أكبر التحديات التي تواجه المسلمين الجدد هو إيجاد مكان داخل المجتمع المسلم (يشعرون أنهم) ينتمون إليه. وهذه قد تكون تجربة مؤلمة، خاصة لأن معظم المسلمين الجدد ربما لا يكونون يعرفون الكثير بشأن دينهم الجديد أو الوجهة التي يقصدونها للاسترشاد.
أحد هؤلاء تُدعى "نور إليزابيث" أحد مواطني سان فرانسيسكو، لا زالت حتى الآن تبحث عن مكان (تشعر أنها تنتمي إليه) داخل المجتمع الإسلامي. وهي تقول: "لقد اعتنقتُ الإسلام عام 2008، وهناك الكثير مما لم أعرفه بعد عن الإسلام. على سبيل المثال، لازلتُ أحاول تعلُّم كيفية الصلاة. وليس لدي من يعلمني ذلك، بالإضافة إلى كوني وحيدة الأمر الذي يجعلني أشعر بالعزلة. وليس بالأمر الهين أن يضطهدني كل من حولي ويُطلِقون الأحكام بحقي لمجرد أنني اعتنقتُ الإسلام".
وقد أثبتت التجربة في حالة السيدة إليزابيث أن إيجاد مسلمين آخرين في المجتمع التي تعيش فيه هو أمر في غاية الصعوبة.
وفي الوقت الذي لم تجد فيه السيدة إليزابيث فرصة للتواصل مع المسلمين في المجتمع التي تعيش فيه، عثرت على بغيتها عبر شبكة الانترنت حيث ساعدها مسلمون آخرون في تعلم مبادئ الإسلام، وتوفير دعم افتراضي ملأ الفجوة التي كانت موجودة في عالمها الواقعي. وبفضل الانترنت نجحت في التواصل مع الجالية المسلمة حيث تعيش في سان فراسيسكو .
ويرى سهيل عبد الله أحد مسئولي الجالية المسلمين في هذه المنطقة أن هناك العديد من الأسباب التي تعوق اندماج المسلمين الجدد بإخوانهم القدامى، قائلا: "السبب الرئيسي وراء ذلك يكمن في اختلاف الثقافات والفهم للإسلام، وهنا أمل في الجيل القادم من المسلمين في بعض المناطق التي يتشاركون فيها الثقافة الأمريكية بشكل أكبر، وهو ما سيوحدهم".
كما ويخشى بعض المسلمين الجدد ألا يتمكنوا من الاندماج وسط المجتمع المسلم بسبب معلوماتهم المتواضعة حول الإسلام. والأمر بالنسبة للبعض يكون أشبه بطفل يرتاد المدرسة ويعيش تحت ميكروسكوب حيث يراقبه الجميع. وقد يكون الخجل في بعض الأحيان هو الحاجز الذي يمنع مثل هذا التواصل. فالأشخاص الانطوائيون غالبا ما ينغلقون على أنفسهم بعيدا عن المجتمع، وبذلك يصعب عليهم تكوين روابط مستقرة، وتصبع عملية انتقالهم إلى المجتمع المسلم أمر في غاية الصعوبة.
وليس من الإنصاف والحال كذا أن تلقي باللوم على أي من الفريقين، بينما هي مسئولية كافة المسلمين أن يتقبلوا إخوانهم الجدد، لاسيما وأنهم ينتظرون ذلك.
No comments:
Post a Comment