
نيوزويك، 2 يونيو 2009
بينما تستعد إدارة الرئيس أوباما للانطلاق في مفاوضات صعبة قد تستمر أشهرًا وتهدف إلى إيقاف برنامج التخصيب النووي الإيراني، تأخذنا مجلة نيوزويك إلى (رحلة في قلب إيران)، لنتعرف على تلك البلاد من الداخل.
وبعد 30 عامًا من العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية، التقت خلالها حفنة قليلة من المسؤولين في البلدين، في حين لم يزر أي مسؤول أمريكي تقريبا إيران، يبدو أن العدوين اللدودين يريدان المصالحة.
بعدما وجه أوباما رسالة مرئية مسجلة إلى الشعب الإيراني لمناسبة رأس السنة الفارسية كرر فيها عرضه إجراء محادثات غير مشروطة، فسر معظم المعلقين الغربيين ردَّ خامنئي المسهب والمنطوي على تحدٍّ، بأنه صفعة على الوجه. لكن على الأرجح أن الأهم بالنسبة إلى أي إيراني استمع إلى الخطاب هو مقطع في الختام قال فيه خامنئي: "إذا تغيرتم، فسوف يتغير سلوكنا أيضا". لم يسبق أن استعملت السلطة الأعلى في إيران كلمة (تغيير) في سياق مماثل، فلطالما كان موقف الجمهورية الإسلامية أنه ليس هناك ما يدعو للاعتراض في سلوكها. وإذا كانت إدارة أوباما تريد فعلا بناء علاقة جديدة مع إيران، فسوف يكون عليها أن تتعلم الإصغاء إلى ما يقوله الإيرانيون.
ومنذ الكشف عن برنامج التخصيب النووي الإيراني، نجحت الحكومة الإيرانية في تبريره لشعبها أكثر مما نجحت في تبريره للعالم الخارجي. يعْرف الإيرانيون جيدا أنه قبل الثورة الإسلامية، كانت بلادهم تعاني على أيدي القوى العظمى ـ بريطانيا العظمى وروسيا والولايات المتحدة ـ سواء من خلال التزامات أحادية الجانب بطريقة مسببة للشلل في مجالي التبغ والنفط أو استحواذ على الأراضي أو تغيير كامل للنظام. وقد كان تصوير المسألة النووية بأنها حق من حقوق الشعب الإيراني تريد القوى نفسُها الآن حرمانه منه، خطوة لامعة. فقد سمح بتوفير الدعم لإصرار الحكومة على الإفادة إلى أقصى حد من كل حق ممنوح لها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، سواء كان ذلك ضروريا جدا أو لا. شككت الولايات المتحدة في حاجة إيران إلى صنع وقودها الخاص لتشغيل مفاعلات لم يتم بناؤها بعد. لكن الإيرانيين يرفضون فكرة اعتماد بلادهم على مصادر خارجية للوقود عند بناء المفاعلات. إذا كان الرئيس أوباما يرغب في تحرير أمريكا من الاعتماد على مموِّني النفط الخارجيين، فإن إيرانيين كُـثُـرًا يسألون، لماذا إرغام إيران إذن على الاعتماد على مصادر خارجية للحصول على الطاقة؟
لا يعني هذا أن كل الإيرانيين يوافقون على أسلوب أحمدي نجاد في التعاطي مع المسألة النووية؛ حيث يدمج بين الدفاع عن حقوق إيران من جهة وإنكار المحرقة وحق إسرائيل في الوجود من جهة أخرى. غير أن الإيرانيين يوافقون على المبدأ الأساسي الذي تبنته أيضا حكومة خاتمي الأكثر دماثة، وهو أن إيران لن تتخلى عن حقها لمجرد أن قوًى أكبر تقول إن عليها التخلي عنه.
No comments:
Post a Comment