برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Saturday, July 4, 2009

وضعت الحرب أوزارها


فرانت لاين، 6-19 يونيو 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


تحت عنوان (وضعت الحرب أوزراها) تحدثت مجلة فرانت لاين الهندية عن المشهد السريلانكي بعد إعلان الحكومة هزيمة "حركة نمور تحرير تاميل إيلام" وقتل زعيمها "فيلوبيلالي براباكاران"، وطيّ صفحة من الصراع استمرت منذ العام 1983، بين النمور وحكومة كولومبو بهدف الاستقلال الذاتي في إيلام التاميلية، و هي المناطق التي تقطنها عرقية التاميل شمالي وشرقي الجزيرة التي تحكمها غالبية من عرقية السنهاليين.
للمرة الأولى منذ 30 عامًا، يمكن للحكومة السريلانكية أن تُعلِن بفخر فرض سيطرتها على كامل ترابها، بعدما تم اجتثاث حركة نمور تحرير تاميل إيلام، التي حاربت من أجل الانفصال، جسديًا. وبينما يحتفل الآن أبناء الشعب الآري المنحدر من شمال الهند و الذين يشكلون غالبية السكان في البلاد، يغرق التاميل، وجزء من الأقليات الأخرى في سريلانكا، مثل المسلمين، في حالة حداد غير معلن. وذلك ليس بسبب وجود تعاطف بين هذه الطوائف والنمور، لكن بسبب مخاوف يحركها أشباح الماضي مثل مذبحة عام 1983.
إن الانفعال الذي أُطلِق من عقاله مع الإعلان عن نهاية الحرب مع نمور التاميل ومقتل زعيمهم فيلوبيلاي برابهاركران، يزداد ثورانًا بمرور الوقت. ورغم اعتراف مصادر من داخل حركة النمور بوفاة برابهاركران، لا تزال طائفة من التاميل ينكرون ذلك.
والسؤال الذي غالبًا ما يُطرح في هذه الأوقات هو: كيف نجحت حكومة راجاباسكا في الإجهاز على نمور التاميل عسكريًا؟
في أغسطس 2006 قرر "راجاباسكا" شن حملة عسكرية مصيرية ضد نمور التاميل. وقد أعطت الحركة الحكومة الذريعة المثلى التي كانت تريدها بشدة لشن هذا الهجوم حينما أغلق أعضاؤها بوابات "مافيل آرو" في مقاطعة "ترينكومالي" شرقي البلاد، ومنعوا المياه عن أكثر من 30 ألفًا من المدنيين.
وبعدما أوضحت المجلة المشهد النفسي في سريلانكا بعد سقوط النمور، والذي تأرجح بين الفرحة العارمة والحزن الحذر، انتقلت للحديث عن المشهد الاجتماعي، لا سيما في صفوف التاميل والأقليات الأخرى، والذي لايزال هو المنعطف الأخطر في هذه الحرب.
كما تحدثت عن التحديات الكبرى التي تواجه الرئيس السيرلانكي "ماهيندا راجاباسكا"، خاصة ما يتعلق بالمواطنين الذين حولتهم الحرب إلى لا جئين في الوطن، لا يجدون مأوى إلا بعض الخيام التي وفرتها لهم الحكومة بصورة مؤقتة.
يواجه الرئيس السيرلانكي "ماهيندا راجاباسكا" تحدياتٍ ضخمة لا يُحسَد عليها. أولها وأهمها هو ضرورة إنشاء حد أدنى من البنى التحتية الأساسية لمواجهة احتياجات السكان النازحين الذين شردتهم الحرب، ويسكنون حاليًا 29 مخيمًا أعدتها لهم الحكومة في مقاطعتي فافونيا و جافنا (في الشمال)، و مقاطعة مانار (في الشمال الشرقي). وعلى النظام السريلانكي الآن العمل وفق خطة قابلة للتطبيق لإسكان هؤلاء المشردين في بلدانهم الأصلية. ولإنجاز هذه المهمة الضخمة ستكون سريلانكا بحاجة إلى كل مساعدة يمكن حشدها.
وسيكون خطئًا جسيمًا أن يُنظَر إلى الفوز العسكري على حركة نمور تحرير تاميل إيلام باعتباره إجهازًا على سبب ولادة الحركة، والذي يتمثل في طموح التاميل والأقليات الأخرى في الدولة، وشكواهم الواقعية التي لا تفتأ تصرخ. وهذا يوضح الحالة النفسية النكدة والكئيبة التي يعيشها التاميل والأقليات الأخرى. والحقيقة أن قليلا من التاميل -الذين يبلغ عددهم في سريلانكا 3 ملايين، ويزيد عددهم بمليون تقريبًا في الشتات - يؤمنون بحكومة كولومبو.

No comments: