
تايم، 23 يونيو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
ظنَّ المراقبون أن "جورودن براون" أضحى قاب قوسين أو أدنى من التنحي عن منصب رئيس الوزراء البريطاني، وفتح الطريق أمام رئيس آخر لحزب العمال الحاكم، لكنه نجا في اللحظة الأخيرة من آخر محاولة لإجباره على الاستقالة، بعدما دعمه معظم أعضاء البرلمان من حزب العمال الحاكم في اجتماع خاص عُقِد في مجلس العموم البريطاني.
لكن لماذا تريد بريطانيا أصلا أن يرحل براون؟ أسبوعية تايم الأمريكية حاولت الإجابة عن هذا السؤال.
اجتماع الثامن من يونيو الماضي الذي كان مقررًا أن يحدد مصير رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون جذب العديد من برلمانيي حزب العمل، وسرعان ما امتلأت الحجرة الخاصة بأعضاء لجنة مجلسي اللوردات والعموم عن آخرها. وبمجرد أن فُتِحت الأبواب هرع الجميع إلى الرواق، الذي كان هو الآخر مكتظًا بالصحافيين، ليشهدوا النطق بالحكم.
وبعد هذه الضجة الإعلامية والتكهنات حول مصير براون، حدث للحكم هبوط مفاجيء. فقد استطاع رئيس الوزراء التغلب على الثوار القليلين الذين تجرأوا على تقديم اقتراح بتنحيته.
قبلها بأربعة أيام، سَلَّم "جيمس بورنيل"، أحد ألمع نجوم الحزب، رسالة لبراون، قال فيها: "أؤمن الآن أن قيادتك المستمرة تصب في صالح نصر المحافظين وليس العكس".
كان "بورنيل" يشير إلى الانتخابات البرلمانية القادمة، لكن نتائج الاستطلاعات المحلية والأوروبية التي أُجريَت الأسبوع الماضي أوضحت جغرافيًا المخاوف التي دفعت بورنيل إلى إطلاق مهمته الانتحارية. إنه الدعم النازف للناخبين الأغنياء وسط انجلترا من ذوي الأصوات الضرورية لتأمين أغلبية برلمانية، والذين أثمر التودد إليهم في تسعينيات القرن الفائت.
(صحيح أن) البريطانيين غِضَاب، لكن غضبهم من النوع الذي يحترق ببطء. وقد واجهت كل الأحزاب الرئيسية حقدًا أثناء حملتهم لانتخابات الأسبوع الماضي، لكن حزب العمل، باعتباره حزب الحكومة، كان ولا بد أن يتحمل القدر الأكبر من المسئولية.
No comments:
Post a Comment