برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Thursday, July 30, 2009

الغزو الإسلامي للغرب وَهْـــم.. لـمـاذا؟


نيوزويك، 21 يوليو 2009


عند الإصغاء إلى اليمين المتطرف الأوروبي، يُخيَّل إليك أن القارة على وشك خوض صراع مرير مع خصم تعود العداوة معه إلى قرون. لكن حينما تقرأ موضوع غلاف مجلة نيوزويك الأخير سيتبين لك أن هذه التوقعات حول قيام "أوروبا إسلامية" معادية لأمريكا والقيم الغربية، ليس هناك ما يبررها، بل هي محض تحريض ضد الإسلام والمهاجرين المسلمين.
وجهة النظر هذه تزداد انتشارا منذ بعض الوقت ـ تغذيها التوقعات التهويلية والافتراضية إلى حد كبير التي يطلقها كتّاب مثل مارك ستاين الكندي، مؤلف كتاب (أمريكا بمفردها) الذي لقي نجاحا كبيرا ـ ومفادها أن الهجرة ومعدلات المواليد المرتفعة قد تعني أن المسلمين سيشكلون 40 بالمائة من سكان أوروبا بحلول عام 2025. لقد صدرت تحذيرات مماثلة وعلنية من الدبلوماسي الأمريكي تيموثي سافادج الذي ادعى أن التوقعات بأن المسلمين سيصبحون الأكثرية في أوروبا الغربية بحلول منتصف القرن "قد لا تكون مستبعدة" إن استمرت النزعات الحالية، مما سيزيد من احتمالات حصول نزاعات. وكتب المؤرخ البريطاني نيل فيرغسون أن "مجتمعا إسلاميا شابا في جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط على وشك استعمار ـ والتعبير ليس مبالغا فيه ـ أوروبا المتقدمة في السن". ويتوقع الصحافي الأمريكي كريستوفر كولدويل أن يكون المجتمع الإسلامي "الراسخ" و"الواثق" مستعدا لفرض رغبته على ثقافة أوروبية "غير واثقة" و"نسبية". المعلقون الأكثر تشاؤما، بمن فيهم ستاين والكاتب الأمريكي المحافظ توني بلانكلي، يتكلمون عن نشوء "أوروبا عربية" معادية للمصالح الأمريكية وخاضعة للإسلام.وتزداد المخاوف من أن أعداد المهاجرين المتزايدة والمقاومة للانصهار أو الاندماج ستسرق الوظائف وتضع ضغوطا على الخدمات العامة. ففي العام الماضي، تبين أن نحو نصف المشاركين في استطلاع للرأي أجرته شركة "بيو" في إسبانيا وألمانيا ينظرون إلى المسلمين نظرة سلبية. في إسبانيا، كانت هذه النسبة قد ارتفعت 15 بالمائة منذ عام 2004 لتصل إلى 52 بالمائة. وفي انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في شهر يونيو، فاز حزب ويلدرز بـ17 بالمائة من الأصوات في هولندا. كما أن الحزب الوطني البريطاني المناهض للهجرة الذي حذر من طالأسلمة المطردة" للمجتمع البريطاني فاز بأول مقعدين له. وفي النمسا، فاز حزب الحرية اليميني بـ13 بالمائة من الأصوات، وهي توازي نحو ضعفي النسبة المعتادة.وقد تنبهت الحكومات الأوروبية اليمينية المعتدلة بمعظمها إلى المزاج العام، وبدأت بفرض قيود صارمة على الهجرة من البلدان الإسلامية وأماكن أخرى، وعززت رسالتها القائلة إن تركيا المسلمة غير مرحب بها في الاتحاد الأوروبي. وإيطاليا بصدد إقرار قانون يفرض سجن مالكي العقارات الذين يؤجرون ممتلكاتهم لمهاجرين لا يملكون وثائق قانونية. الشهر الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن النقاب هو "علامة خضوع" وغير مرحب به على أراضي الجمهورية الفرنسية.لكن كل هذا يحجب واقعا بسيطا: فالكلام عن نشوء أوروبا عربية يستند إلى أدلة محدودة ومشكوك في صحتها.

No comments: