
ذي أميركان كونسرفاتيف، 18 – 25 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
على الرغم من أن الاستخبارات الأمريكية لم تخلُص حتى الآن إلى أن إيران قررت تطوير سلاح نووي، فقد قفز الجدال العام إلى التساؤل: ماذا سيحدث لو قررت إيران تطوير مثل هذا السلاح؟
وفي هذا السياق ترى مجلة ذي أميركان كونسرفيتيف أن إيران حتى وإن اتخذت هذا القرار فلن يكون من المستحيل التعايش معها؛ مستدلة على ذلك ببعض الشواهد التي تراها مطمئنة.
هناك إجماع عارم على أن إيران إذا طوَّرت برنامجها النووي لدرجة تمكنها من إنتاج سلاح سيصبح الأمر كارثيًا تمامًا. وهو الأمر الذي حذَّر منه رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو، في معرض حديث أجراه معه الصحافي الأميركي جيفري جولدبيرج لصالح مجلة ذي أتلانتيك، قال فيه: "حينما تمتلك (دولة مثل إيران) سلاح دمار شامل، يبدأ العالم بأكمله في القلق".
ورغم أن العديدين لا يوافقون نتانياهو رأيه ووزير خارجيته المصاب بالرهاب الشديد، أفيجدور ليبرمان، فإن الرئيس أوباما يشاركهما نفس وجهة النظر التي عبر عنها أثناء خطابه الذي ألقاه أمام لجنة العلاقات العامة الأمريكية-الإسرائيلية (آيباك) أثناء حملته الانتخابية في مايو الماضي، حين قال: "لا يوجد تهديد أكبر على إسرائيل -أو على سِلم المنطقة واستقرارها- من إيران".
وبعدما تطرقت المجلة لنقطة الاتفاق بين الإدارة الأمريكية ونظيرتها الإسرائيلية فيما يتعلق بخطورة أن تمتلك إسرائيل سلاحًا نوويًا، انتقلت لتبين نقاط الاختلاف المتعلقة باستراتيجية التعامل مع هذا الخطر المحتمل.
وفي النهاية تُطَمئِن المجلة الأطراف المعنية أن التفوق العسكري محسومٌ مسبقًا لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة نشوب حرب مستقبلية، وأن السلاح النووي لم يزل بعيدًا نسبيًا عن أيدي الإيرانيين.
(ورغم ذلك) تتناقض بشدة وجهتَا نظر الرئيس الديمقراطي ورئيس الوزراء الإسرائيلي الجديدين فيما يتعلق باستراتيجية منع إيران من امتلاك هذا النوع من الأسلحة؛ حيث يعتقد أوباما وكثير من المجتمع الدولي أن الارتباط بالإيرانيين هو الطريقة المثلى لمنع ساعة النهاية أن تدق في الخليج (العربي) وصولا إلى الصفر. وعلى النقيض من ذلك، يعتقد الكثيرون داخل إسرائيل، وعدد كبير من مؤيدي الدولة اليهودية في أمريكا، أن الضربة العسكرية الاستباقية ستوقف سباق الملالي المجانين صوب معركة هرمجدون.
بالطبع لا يتشارك الجميع رؤية (الضربة الاستباقية قبل فوات الأوان)، وفي الواقع توجد عقول قليلة تلك التي تدرك أن إيران وإن طوَّرت قدراتها النووية، سيكون لدى أمريكا وإسرائيل تفوق صاروخي كبير. ووفقًا لاتحاد العلماء الأمريكيين فإن الولايات المتحدة تمتلك 5 آلاف رأس حربي منتشرة بشكل استراتيجي بالإضافة إلى أعداد كبيرة أخرى مخزنة للاستعمال وقت الحاجة، بينما يتراوح المخزون الإسرائيلي بين 80 و 200 أداة نووية. وفي الوقت الحاضر، لا تمتلك إيران أي سلاح نووي، وحتى وفق أسوأ السيناريوهات لا يُتوقع أن تمتلك أكثر من حفنة منها في السنوات القادمة.
No comments:
Post a Comment