برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

من قال إن التوتر النفسي مضر؟



نيوزويك، 3 مارس 2009


التوتر النفسي.. يمكن أن يكون مضرًا، لكن قد يكون مفيدا أيضًا، وهي حقيقة غالبا ما يتجاهلها العلماء، ولا يقدرها الناس العاديون. الأمر الذي دفع مجلة نيوزويك الأمريكية إلى التساؤل: كيف أقنع الكثيرون منا أنفسهم بأن التوتر النفسي مضر للجميع بشكل قاطع، وفي كل الحالات، لدرجة أن قمنا بلوم التوتر على مجموعة واسعة من المشاكل، بدءا من هفوات الذاكرة الطفيفة وصولا إلى الخرف الكامل.
طبعا، يمكن للتوتر النفسي أن يكون مُضرًا، لاسيما إن كان يدفعك إلى الغضب أو الاكتئاب. لكن في بعض الحالات، يمكن للتوتر النفسي أن يكون مفيدا أيضا؛ فبعضه صحي وضروري لإبقائنا متيقظين ومنشغلين. لكن هذه لم تكن الفكرة التي روَّج لها العلم خلال السنوات القليلة الماضية. تقول "جانيت دي بييترو"، المتخصصة في علم النفس التطوري في جامعة جونز هوبكنز: "لقد تلقى الناس رسالة موحدة، مفادها أن التوتر النفسي مضر دائما. وهذا مؤسف جدا؛ لأن معظم الناس يحققون أفضل النتائج عندما يكونون عرضة لتوتر نفسي؛ من طفيف إلى متوسط".
ردة الفعل إزاء التوتر النفسي تطورت لمساعدتنا على البقاء، ولو تعلمنا كيفية منعها من السيطرة على حياتنا، يمكن –على المدى القصير- أن تنشطنا، وتعطي أجسامنا الزخم الضروري لمواجهة ما علينا مواجهته"، كما تقول جوديث أورلوف، وهي طبيبة نفس في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. وعلى المدى الطويل، يمكن للتوتر النفسي أن يحفزنا لكي نبلي بلاء أفضل في وظائف نستمتع بها.
القليل من التوتر يمكن أن يهيئنا للكثير منه لاحقا، مما يجعلنا أكثر مرونة. حتى عندما يكون التوتر مفرطا، يمكن أن يكون له بعض التأثيرات الإيجابية . تقول أورلوف: "ثمة أدلة كيميائية حيوية وعلمية على أن التوتر النفسي سيئ، لكن الدلائل الحياتية والسريرية تشير بشكل واضح إلى أنه يمكن أن يكون مفيدا لبعض الناس. نحتاج إلى موجة جديدة من الأبحاث التي تعتمد مقاربة أكثر توازنا، وتدرس كيف يمكن للتوتر النفسي أن يفيدنا". وإلا سنَتَوَتَّر أكثر من اللازم؛ لشدة تفكيرنا في أننا متوترون.

No comments: