برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, April 1, 2009

كيف تنقذ صحيفتك؟



تايم، 16 فبراير 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


بينما تسعى الصحف الأمريكية للتصدي لانهيار عائدات الإعلانات وتباطؤ المبيعات ومنافسة الانترنت، أكدت مجلة تايم الأمريكية أن أزمة الصحافة وصلت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى حالة مأساوية، قد تؤدي بنا إلى مرحلة تنقرض فيها الصحف، وتتخفف المجلات والشبكات الإخبارية من عِمالتها ولا تُبقي إلا على حفنة من المراسلين.
هناك حقائق لافتة، وإلى حد ما غريبة، حول هذه الأزمة؛ فقراء الصحف أصبحوا اليوم أكثر عددًا من ذي قبل، وأكثر اقتناعًا، حتى في أوساط الشباب. لكن المشكلة أن قليلا من هؤلاء المستهلكين يدفعون الأموال (مقابل حصولهم على الأخبار).
فبحسب تحقيق أجراه معهد بيو للأبحاث في عام 2008، أصبح عدد أكبر من الأمريكيين يحصلون على الأخبار مجانًا عبر الانترنت، بدلا من شراء صحيفة أو مجلة. ومن ذا الذي يستطيع إلقاء اللوم عليهم؟
وتعتمد الصحف والمجلات على ثلاث موارد تقليدية، هي: مبيعات الصحف في الأماكن المخصصة لها، والاشتراكات، والإعلانات. أما النوع الجديد من الصحف الالكترونية فيعتمد فقط على المصدر الأخير في التمويل، الأمر الذي يمثل مقعدًا مهتزًا، حتى لو كانت تلك القدم (المتمثلة في الإعلانات) قوية.
وبينما تمكنت صحف عدة من التعويض ولو جزئيا عن خسائرها، شهدت بعض الصحف- مثل نيويورك تايمز - في الأشهر الأخيرة تراجع العائدات حتى على موقعها الإلكتروني. وأعلنت مجموعة "تريبيون" إحدى المجموعات الصحافية الكبرى الأميركية ومن أبرز صحفها "شيكاغو تريبيون" و"لوس أنجليس تايمز" إفلاسها في ديسمبر وهي تسعى منذ ذلك الحين لإعادة ترتيب أمورها بعيدا عن المدينين.
هنري لوس، مؤسس مجلة تايم عام 1923، رأى أن ما يحدث "يتنافى مع الأخلاق"، ويمثل "هزيمة اقتصادية ذاتية"؛ ذلك لإيمانه بأن المهمة الرئيسية للصحافة الجيدة موجهة إلى القارئ، وليس للمُعلِن.
وفي هذا النوع من الصحافة الذي يعتمد على عوائد الإعلانات، يعتبر هذا الحافز فاسدًا. لأنك تُضعِف بذلك الرابطة التي بينك وبين قرائِك إذا لم تكن معتمدًا عليهم بصورة كاملة في تحصيل العوائد.
ويقول د. جونسون: حينما يعلم المرء أنه سيُشنَق في غضون أسبوعين، يرتفع سقف تركيزه بصورة مدهشة. ومع اقتراب موعد شنق الصحافة، أشك في أن عام 2009 سيُذكَر بأنه العام الذي أدركت فيه المؤسسات الإخبارية أن جولات جديدة من تقليل النفقات لن يكون سببًا في تحاشي حبل المشنقة.
وقد جرب بعض الناشرين خيارًا واحدًا من أجل البقاء، مثل قيام صحيفتي كريستيان ساينس مونيتور، وديترويت فري برس، بالتخلص من -أو تقليل- عدد نسخهم المطبوعة، والتركيز على مواقعهم المجانية. وقد يجرب آخرون الطريقة الصعبة، آملين أن يموت منافسيهم، ويستطيعون جذب حصص كافية من الإعلانات لتحصيل بعض الأرباح. وهذا جيد، فنحن بحاجة إلى تنوع في استراتيجيات المنافسة

No comments: