
ذي إيكونوميست، 21-29 مارس 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
لقد كان نهوض الصين خلال العقود الثلاثة الماضية مدهشًا، وقد دفع ذلك الصين إلى النظر للعالم بشكل مختلف. فكيف ترى الصين العالم؟
حقيقة وتساؤل بدأت بهما أسبوعية ذي إيكونوميست البريطانية موضوع غلافها الأخير، في معرض تغطيتها المستمرة للأزمة العالمية التي غيرت وجه الكون، "وبثت الذعر في قلب الرأسمالية حتى في عقر دارها"، والتي استحقت أن تصفها المجلة البريطانية بأنها (ريح مريضة لا تأتي بخير)
أوروبا واليابان مشوشتان؛ بسبب أسوأ أزمة مالية منذ نهاية الحرب. وأمريكا، تلك القوة العظمى، وصل سيلها الزُبى. لذلك، ورغم إحجام قادة الصين عن رفع راية النصر، هناك شعور في بكين أن عودة الهيمنة العالمية أضحت على مرمى حجر من بلادهم
ولم يعد رئيس الوزراء الصيني، وين جياباو، متقيدًا بالقول: "إن بلاده مجرد لاعب متواضع على الساحة الدولية"، وأنها "تريد التركيز "أكثر على تنمية اقتصادها الداخلي"، بل أصبح يصف بلاده بـ "القوة العظمى
وقد شهد الشهر الحالي محاولة ظاهرة لصنع مواجهة بحرية صغيرة مع سفينة تجسس أمريكية في بحر الصين الجنوبي، لكن الأمريكيين بالكاد لاحظوا ذلك
أما أوروبا، التي تلوح في الأفق، فقد تم تجاهلها، وأُلغيت قمة الاتحاد الأوروبي، ولازال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مُدرجًا على القائمة السوداء؛ لأنه تجرأ على مقابلة الدالاي لاما
وهناك فكرة كبيرة قد انتشرت بالفعل فيما وراء الصين، وهي أن العالم أصبح الآن ثنائي القطب، حيث أمريكا والصين هما اللاعبان الأساسيان. وهكذا ستتحول قمة العشرين المزمع انعقادها في لندن نهاية الأسبوع الجاري، من قمة العشرين إلى قمة الاثنين، بين "الرئيسين "باراك أوباما" و"هو جينتاو
وقبل أن يثير هذا الكلام الذعر، يجدر القول بأن هذه النزعة الصينية تعكس ضعفًا بنفس القدر الذي تعكس به قوةً؛ فلا تزال الصين بلدة فقيرة تواجه أصعب سنواتها في القرن الجديد
No comments:
Post a Comment