
تشاينا بزنس ريفيو، يناير فبراير، 2009
صاحبت بداية عهد الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما تساؤلات حول طريقة تعاطيه مع العديد من الملفات العالمية، صاحبته أيضا أسئلة كثيرة عن رؤيته لمستقبل العلاقات الأمريكية الصينية.
مجلة "تشاينا بزنس ريفيو" حاولت استشراف سياسة التنين الصيني في العام 2009، في ظل دعوة وزيرة الخارجية الأمريكية الجديدة هيلاري كلينتون الصين مؤخرًا لمواصلة شراء سندات الخزينة الأمريكية للمساعدة في تجاوز الأزمة الاقتصادية الطاحنة، الأمر الذي كشف عن مقدار تشابك المصالح الاقتصادية بين البلدين، رغم ما يبدو أحيانًا أنه (اقتتال في حلبة ملاكمة)!في عام 2000، وبعد عقد من الجدال المحتدم سنويًا حول وضع التجارة الصينية، توصل الكونجرس أخيرًا إلى اتفاق يتعلق بالارتباط الاقتصادي، وقد لعبت التجارة الأمريكية دورًا رئيسًا في بناء هذا الإجماع. وفي هذا العام سيواجه الرئيس أوباما ضغطًا أكبر مما واجهه رؤساء الولايات المتحدة السابقون منذ العام 1930، يتركز معظمه حول الصين.
لكن الضغط على الإدارة الجديدة من أجل اتخاذ مثل هذه التحركات الحمائية قد تجعل جماعات المصالح تشعر بتحسن، لكنه لن يقلل من العجز التجاري بين البلدين، بل ربما تسبب في تداعيات كارثية. ومع استثمار الصين لمعظم احتياطياتها في ديون سائلة، لاسيما في سندات الخزانة الامريكية، قد تتسع التداعيات لتشمل الأسواق المالية.
ينبغي أن تتقدم التجارة الأمريكية ببرنامج مُقترح باتجاه الارتباط الاقتصادي، وإلا ستكون العزلة الاقتصادية هي البديل المحتوم. وسيشكل السجال التجاري القادم ملامح العلاقة الاقتصادية الأمريكية مع الصين لعقود، وهنا يجب على رجال الأعمال الأمريكيين ألا ينخرطوا فقط في هذا السجال الدائر، بل ينبغي عليهم الفوز فيه.
No comments:
Post a Comment