
تايم، 18 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
ليس هناك رجل أشأمَ على قومه من جورج بوش الابن على حزبه الجمهوري؛ ذلك أنه خلَّف وصمة عار لا تزال تلاحق الحزب حتى اليوم، بل دشن لمرحلة تدهور لم تنته حلقاتها حتى اللحظة وقد ذهبت مجلة تايم الأمريكية إلى ما هو أبعد من ذلك، حين رأت أن الحزب معرَّض للانقراض يشم الجمهوريون هذه الأيام شذا اليأس الذي يداعب أنوف الفصائل المهددة بالانقراض؛ فبعد خسارتهم الأغلبية في الكونجرس، ثم موطئ قدمهم داخل البيت الأبيض، توالت خسائرهم بعدما قرر "ارلين سبيكتر" عضو مجلس الشيوخ ترك الحزب الجمهوري والانتقال إلى صفوف الحزب الديمقراطي وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ربع الناخبين فقط هم من يعتبرون أنفسهم جمهوريين؛ ذلك أن المستقلين يميلون لكفة الديمقراطيين، كما أن خمس ولايات فقط هي التي تعتبر ذات شعبية جمهورية عريضة. كما أن رقعة الناخبين تصبح مع مرور الوقت أقل في أوساط البيض والقرويين والنصرانيين، وباختصار.. تتضائل المساحة الجغرافية للناخبين الجمهوريين أما مسئولو الحزب الجمهوري الذين حكموا واشنطن طيلة 3 سنوات خَلت فيتعهدون بـ (استرجاع مكانتنا كحزب وطني)، ويشكلون مجموعات لإحياء علامتهم التجارية، في الوقت الذي ينشر فيه الديمقراطيون كتبًا مثل (كيف سيحكم الديمقراطيون الجيل القادم). وقد وصف مدير حملة جون ماكين الانتخابية مؤخرًا حزبه (الجمهوري) بأنه مندثر تمامًا في الساحل الغربي، وإلى حد ما في الجنوب الشرقي ومعرَّض للخطر في الغرب والجنوب الغربي. فهل حقًا سينقرض الجمهوريون؟ وهل يمكن لمسيرة الموت أن تتوقف؟ وتكمن المشكلة في أن أفكار الحزب المتعلقة بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية وكل ما سواهما لا تحظى بالشعبية؛ لأنها أفكار محافظة بإفراط، ومنحوسة، لارتباطها في الأذهان بجورج بوش فاقد الشعبية، الذي أسهم في خفض أسهم حزبه بشكل خطير. كما أنَّ تركيز اهتمام الحزب الشديد بالتقشف على أعتاب كسادٍ جديد لا يبدو مناسبًا للمزاج القومي، بالإضافة لكونه نفاقًا مخزيًا، مقارنة بتاريخ الحزب من الإسراف، فضلًا عن تأييدهم المستمر لتقليل الضرائب الذي يؤدي لعجز مالي في أوقات الأزمات.