
فرانت لاين، 17 يناير 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
قارن عمدة لندن السابق، كين ليفينجستون، ما يحدث لسكان غزة بما حدث ليهود وارسو من حصارٍ خلال الحرب العالمية الثانية، وهي المقارنة التي اختارتها مجلة فرانت لاين لتصدِّر بها موضوع غلافها الأخير الذي جاء تحت عنوان (مذابح الأبرياء)
وأشارت المجلة إلى أن "أهالي القطاع المحاصر كانوا يتطلعون بشغف إلى المجتمع الدولي ليمد إليهم يد العون"، لكن أنى لهذه المؤسسات الدولية أن تحمي الفلسطينيين في حين عجزت عن حماية منشآتها داخل غزة من القصف الإسرائيلي؟.. وما مدرسة الفاخورة منا ببعيد.
لكن هل يُستغرب من الآلة الحربية التي قصفت المساجد، وهدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وأحرقت أجساد الأطفال، أن تقصف مباني المؤسسات الدولية؟
وفي هذا تقول المجلة: في السادس من يناير الجاري قصفت إسرائيل مدرسة تديرها الأمم المتحدة، كان معظم من احتمى بها من النساء والأطفال، مما أسفر عن مقتل ما يربو على 46 شخصًا، وجرح 50 آخرين، جروح معظمهم خطيرة.
وقال جون جينج، مدير العمليات في غزة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في تصريح صحفي: إن القنبلة التي ضربت المدرسة الأممية كانت موجهة بدقة، مؤكدًا أن الأمم المتحدة أعطت الجيش الإسرائيلي إحداثيات دقيقة لأماكن تواجد المدارس التابعة للمنظمة الدولية، مضيفًا: "لم يكن هناك أي مكان آمن يستطيع المدنيون اللجوء إليه في غزة".
لقد فاقت أعداد القتلى في هذه الحرب أعداد الذين سقطوا خلال أربعة عقود كاملة من الصراع، وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع بمجرد أن تضع الحرب أوزارها (ويتم انتشال باقي الجثث من تحت الأنقاض). أما المستشفيات القليلة في غزة فمضروبٌ عليها حصار وثيق، لا تستطيع من خلاله التعامل مع هذه المأساة، بل ذهبت المقاتلات الإسرائيلية إلى حد أبعد من ذلك؛ حينما استهدفت بشكل مباشر سيارات الإسعاف التي كانت تقل الجرحى.
وفي هذا تقول المفوضة العامة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أونروا) كارين كونينج أبو زيد: إن "الحاجة إلى المساعدات لم تكن ملحة بهذا الشكل من قبل".
ما يحدث في غزة "وضع كارثي" على حد وصف المجلة، التي رأت أن الحرب لم تكن هي التي ابتدأت هذا الوضع، بل أكدت أن تاريخه يرجع إلى شهور قبلها، حيث أكد المتحدث باسم الأونروا أن وكالته لم تتمكن من إدخال المساعدات الطبية إلى القطاع لما يربو على عام قبل الحرب؛ بسبب الحصار الإسرائيلي الذي فرضته على غزة.
واستطردت المجلة لترصد ما أسمته بـ "الخروقات الهائلة" للقانون الدولي، لترسخ للمفهوم الذي بات شائعًا الآن؛ وهو أن المؤسسات الدولية لم تعد تسمن أو تغني من جوع
وقال جون جينج، مدير العمليات في غزة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في تصريح صحفي: إن القنبلة التي ضربت المدرسة الأممية كانت موجهة بدقة، مؤكدًا أن الأمم المتحدة أعطت الجيش الإسرائيلي إحداثيات دقيقة لأماكن تواجد المدارس التابعة للمنظمة الدولية، مضيفًا: "لم يكن هناك أي مكان آمن يستطيع المدنيون اللجوء إليه في غزة".
لقد فاقت أعداد القتلى في هذه الحرب أعداد الذين سقطوا خلال أربعة عقود كاملة من الصراع، وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع بمجرد أن تضع الحرب أوزارها (ويتم انتشال باقي الجثث من تحت الأنقاض). أما المستشفيات القليلة في غزة فمضروبٌ عليها حصار وثيق، لا تستطيع من خلاله التعامل مع هذه المأساة، بل ذهبت المقاتلات الإسرائيلية إلى حد أبعد من ذلك؛ حينما استهدفت بشكل مباشر سيارات الإسعاف التي كانت تقل الجرحى.
وفي هذا تقول المفوضة العامة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أونروا) كارين كونينج أبو زيد: إن "الحاجة إلى المساعدات لم تكن ملحة بهذا الشكل من قبل".
ما يحدث في غزة "وضع كارثي" على حد وصف المجلة، التي رأت أن الحرب لم تكن هي التي ابتدأت هذا الوضع، بل أكدت أن تاريخه يرجع إلى شهور قبلها، حيث أكد المتحدث باسم الأونروا أن وكالته لم تتمكن من إدخال المساعدات الطبية إلى القطاع لما يربو على عام قبل الحرب؛ بسبب الحصار الإسرائيلي الذي فرضته على غزة.
واستطردت المجلة لترصد ما أسمته بـ "الخروقات الهائلة" للقانون الدولي، لترسخ للمفهوم الذي بات شائعًا الآن؛ وهو أن المؤسسات الدولية لم تعد تسمن أو تغني من جوع
وتأكيدا على ذلك تضيف المجلة:
منذ الأسبوع الأول من يناير الجاري قال موفد الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد فالك: إن الهجوم الإسرائيلي على غزة يمثل انتهاكًا صريحًا وكبيرًا للقانون الدولي الإنساني، بحسب ما حددته اتفاقيات جنيف.
وأشار الخبير الأمريكي البارز في القانون الدولي إلى أن إسرائيل تجاهلت المبادرات الأخيرة التي عرضتها حماس لاستعادة الهدنة بين الطرفين بعد انتهاء أجلها في 26 من ديسمبر المنصرم.
وبحسب "فالك"، فإن الغزو الإسرائيلي والمأساة الإنسانية التي خلفها، يمثلان تحديًا لتلك الدول التي اشتركت في هذه الجريمة، ولا زالت، بشكل مباشر أو غير مباشر، في هذه الانتهاكات الإسرائيلية للمجتمع الدولي.
هذا الاشتراك في الجرائم الإسرائيلية - يضيف فالك - امتد ليشمل هذه الدول التي ساندت هذا العدوان بالعدة والعتاد. ولا شك في أن أمريكا تظل هي المزود الرئيس للدولة الصهيونية بالسلاح، إلا أن هناك دولا أخرى كالهند تعمل على ملء جعبة إسرائيل بالسلاح، ومساعدتها على نشر الإرهاب في المنطقة.
وفي نوفمبر الماضي، حيث كانت إسرائيل تتجهز لاجتياح غزة، قدِم وفد هندي رفيع المستوى إلى تل أبيب لإبرام عقد تسليح تقدر قيمته بالملايين مع الجانب الإسرائيلي. وليس خافيًا أن الموساد وتجارة السلاح الإسرائيلية يضعان رهانات كبرى على مثل هذه الصفقات التسليحية.
وبينما طالب الحزب الشيوعي الهندي، وغيره من الأحزاب اليسارية، حكومة الهند بقطع الروابط العسكرية مع إسرائيل في مطلع عدوانها على غزة، قدم الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز نموذجًا لقادة العالم بطرده السفير الإسرائيلي من بلاده. بل قال في تصريح متلفز: إن رئيسي إسرائيل وأمريكا لا بد وأن يُساقا إلى محكمة جرائم الحرب الدولية، متسائلا: "إلى متى ستظل إسرائيل هي القاتل المأجور الذي يعمل لصالح الامبراطورية الأمريكية؟"
منذ الأسبوع الأول من يناير الجاري قال موفد الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد فالك: إن الهجوم الإسرائيلي على غزة يمثل انتهاكًا صريحًا وكبيرًا للقانون الدولي الإنساني، بحسب ما حددته اتفاقيات جنيف.
وأشار الخبير الأمريكي البارز في القانون الدولي إلى أن إسرائيل تجاهلت المبادرات الأخيرة التي عرضتها حماس لاستعادة الهدنة بين الطرفين بعد انتهاء أجلها في 26 من ديسمبر المنصرم.
وبحسب "فالك"، فإن الغزو الإسرائيلي والمأساة الإنسانية التي خلفها، يمثلان تحديًا لتلك الدول التي اشتركت في هذه الجريمة، ولا زالت، بشكل مباشر أو غير مباشر، في هذه الانتهاكات الإسرائيلية للمجتمع الدولي.
هذا الاشتراك في الجرائم الإسرائيلية - يضيف فالك - امتد ليشمل هذه الدول التي ساندت هذا العدوان بالعدة والعتاد. ولا شك في أن أمريكا تظل هي المزود الرئيس للدولة الصهيونية بالسلاح، إلا أن هناك دولا أخرى كالهند تعمل على ملء جعبة إسرائيل بالسلاح، ومساعدتها على نشر الإرهاب في المنطقة.
وفي نوفمبر الماضي، حيث كانت إسرائيل تتجهز لاجتياح غزة، قدِم وفد هندي رفيع المستوى إلى تل أبيب لإبرام عقد تسليح تقدر قيمته بالملايين مع الجانب الإسرائيلي. وليس خافيًا أن الموساد وتجارة السلاح الإسرائيلية يضعان رهانات كبرى على مثل هذه الصفقات التسليحية.
وبينما طالب الحزب الشيوعي الهندي، وغيره من الأحزاب اليسارية، حكومة الهند بقطع الروابط العسكرية مع إسرائيل في مطلع عدوانها على غزة، قدم الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز نموذجًا لقادة العالم بطرده السفير الإسرائيلي من بلاده. بل قال في تصريح متلفز: إن رئيسي إسرائيل وأمريكا لا بد وأن يُساقا إلى محكمة جرائم الحرب الدولية، متسائلا: "إلى متى ستظل إسرائيل هي القاتل المأجور الذي يعمل لصالح الامبراطورية الأمريكية؟"
No comments:
Post a Comment