برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Wednesday, January 14, 2009

لماذا لا تستطيع إسرائيل تحقيق النصر؟


تايم، 19 يناير 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


(لن تنتصر إسرائيل.. ولن تسقط المقاومة.. ولن تسقط القلاع أو تُخترق الحصون) حقيقة أجمع عليها عدد كبير من المحللين والمثقفين والمراقبين، من الشرق والغرب، بل ومن داخل الكيان الصهيوني نفسه، حتى أضحت لا تقبل مجالا للنقاش. أما الجيش الذي خُدِعنا به يومًا، وسُوِّقت لنا فكرة أنه لا يُقهر، بات الآن (كالبط في مرمى الصيد) على حد وصف أحد الكتّاب الإسرائيليين.
مجلة تايم الأمريكية لم تخرج على هذا الإجماع العام، بل أشارت إلى أن إسرائيل تدرك أن التخلص التام من حماس إما مستحيل وإما سيمتد لأسابيع، ومؤكدة أن القادة الإسرائيليين الآن في ورطة كبرى، ولسان حالهم : (هل إلى خروج من سبيل؟).
بينما تُطوِّق القوات الإسرائيلية غزة، يواجه القادة الإسرائيليون ورطة مؤلمة؛ فإلى أي مدى عليهم التقدم في هذه المتاهة المميتة من الأحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين، حيث ينتظرهم مسلحو حماس بالمنازل المفخخة والقناصين؟ ومع مرور كل يوم في هذه الحرب، تصبح المخاطرة أكبر والخسائر أكثر، والمكاسب أقل.
وفي هذه الحرب التي تشكلت عن طريق الصور التلفزيونية، تحتاج إسرائيل (لتحفظ ماء وجهها) إلى صورة استسلام موازية يظهر فيها قادة حماس وهم يخرجون زحفًا من الأنفاق تحت الأرض مرفوعي الأيدي مستسلمين. لكن يبدو أن صورة المدنيين الأربعين، الذين قُتِلوا بعدما احتمَوْا بمدرسة تابعة للأمم المتحدة شمال مدينة غزة، هي التي ستحتل الصدارة في هذه الحرب.
ويدرك القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون أن استئصال شأفة حماس سيستغرق أسابيع، وربما يستحيل تحقيقه. والنتيجة الأكثر واقعية ربما لا تكون مرضية؛ وهي تتمثل في هدنة تُبقي حماس على قيد الحياة ولم يصبها سوى بعض الجروح، وقادرة في الوقت ذاته على استعادة عافيتها، وتعطي إسرائيل أمانًا مؤقتًا من الهجمات الصاروخية.
يبدو أن كلمة النصر قد مُحيت من القاموس الإسرائيلي بلا رجعة، بعد الهزائم المتكررة التي مُني بها جيش الاحتلال الصهيوني على عدة جبهات، وعلى يد قلة قليلة من المقاومين لا يملكون سوى بضعة أسلحة، معظمها محلي الصنع.
وتلفت المجلة الأنظار إلى أن التحدي الذي يواجه إسرائيل الآن لا يقتصر على ميدان المعركة، بل يمتد إلى الوضع الديموغرافي، وخارطة الوجود في قلب العالم العربي، فضلا عن مشاعر السخط المتنامية في المنطقة إزاء إسرائيل، والتي تجعل الأمر أكثر صعوبة على الحكومات العربية أن تنضم إلى إسرائيل.
لقد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك، بخوض الحرب حتى النهاية، لكن بعد 60 عامًا من الصراع، ربما يتساءل الإسرائيليون: متى ستأتي هذه النهاية؟
كما تواجه إسرائيل قنبلة سكانية موقوتة؛ فعلى الأرجح سيفوق أعداد العرب أعداد اليهود في بقعة الأرض الممتدة من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، وهو المشهد الكارثي لكيان يُعرِّف نفسه بأنه دولة يهودية. لذلك على الإسرائيليين الاختيار بين العيش بجانب دولة فلسطينية مستقلة، أو مشاهدة اليهود وقد أصبحوا أقلية في دولتهم الخاصة.
كيف يمكنك الانتصار في حرب يؤمن الطرف الآخر فيها بأن الزمن يصب في مصلحته؟ وكيف يبدو الأمن الحقيق، في ظل جيران عدائيين؟ الإجابة على هذه الأسئلة لن تكون سهلة، كما هو الحال دائمًا في منطقة الشرق الأوسط.

No comments: